- 1 - حين يأتي الشتاء المشاكس مرتدياً معطفاً داكناً ويصول كدب أضاع فريسته في الفضاء تموت زهور الحديقة ينكسر القلب والضوء يا غيمةً تتمايل ما بينَ عيني وعيني: لم يبق في الروح متسع لبكاء العواصف أو لأنين الذئاب. - 2 - ينحني القلب للورد يذبل في كف كانون، للقطط الشاردات بوجه الرصيف لطفلٍ يتيم الملامح يبكي الشتاءُ بعينيه في يده كسرةٌ من بقايا رغيفٍ وأسئلة مثل أيامه حائرات المدى تتهجى الجواب. - 3 - يا أخي، يا الذي كان تعويذتي حين ينحدر الليل صوت المدينة ساعة تورق بين ضلوع العشيّات أشجار كانون! خذ بيدي لمكان الولادة حيث السماء القريبة صافية حيث لا يمطر الشجن المر لا يهطل الاغتراب! - 4 - القراءة بيتي وأوراقها مثلُ عمري تبدو ملونةً ورماديةً وعلى نارها يتشكل صوتي ووقتي، ووردُ دمي. أنحني للقصيدة تخرج من عالم الضوء للناس في عالم البرد تائهة، أنحني للكتاب. - 5 - يتساءل في ليلي الصمت: من أين يأتي الظلام؟ ومن أي ناحيةٍ يتحدر هذا الصقيع وتنطلق العاصفات تجرُ الغيوم المليئة بالبرد؟! من أي مستنقعٍ ينهضُ الحقدُ في الثكنات، وفي الكلمات؟! النوافذُ غرقى بأسئلتي والشتاء المشاكس في سطح عتمتهِ شاردٌ، يتزحلق في معطفٍ من ضباب! - 6 - بين وجهي وصمت المرايا حديثٌ يطول إذا ما أتى الليل. وأفتقد القلبُ دفءَ القصيدة. بوابة البيت مقفلةٌ والنوافذ خرساء يرتعش الليل خلفَ شبابيكها ويجوع التراب. - 7 - داكن في يدي في ثيابي، قميص الصباح وداكنة في الشوارع نار المصابيح. أعرف أن الشتاء بقلبي، وأن الغيوم التي تتشكل أوديةً وملائكة وخيولاً رماديةً تلهم الآخرين. ولكنها حين لا تتشكل... تبدو على الأفق مكتظةً بالسواد ومن بردها يهطل الحزن والاكتئاب.