ذلل البرلمان التوغولي بغياب رئيسه فامباري ناتاشا أوتارا الذي منع من دخول البلاد، العقبات الدستورية الخاصة بتولي فاوري غناسينغبي نجل الرئيس المتوفى غناسينغبي اياديما السلطة. وبادر البرلمان الذي يسيطر عليه حزب"التجمع الشعبي التوغولي"الحاكم، بإجماع نوابه ال67 الحاضرين من اصل 81 عضواً منتخباً، الى تعديل قانون الخلافة في حال وفاة الرئيس، وألغى الفقرة الخاصة بتشكيل رئيس البرلمان حكومة انتقالية تتولى إجراء انتخابات رئاسية في فترة شهرين على الاكثر، وعبّد الطريق امام حكم البلاد من دون خوض انتخابات حتى عام 2008 الذي يشهد نهاية فترة ولاية الرئيس المتوفى بعدما كان جددت ولايته في حزيران يونيو 2003. وتلى الثقة البرلمانية تعهد الرئيس الجديد في خطاب القاه بعد ادائه القسم الدستوري، بانتهاج عملية اصلاح سياسي تعزز إرساء الديموقراطية والانفتاح على العالم. وقال:"نواجه تحديات عصيبة وكثيرة، لكنني ارحب بكل شخص يتطلع الى الانضمام اليّ ومساندتي". وأضاف"ان الميراث الاهم لشعب توغو هو السلام والامن والوحدة الوطنية، والعدالة والحرية على المستوى ذاته". وإلى جانب اعلان الجيش ولاءه الكامل لغناسينغبي الابن، تأكد اعتماد الاخير على دعم وزراء كثيرين في حكومة والده الراحل على غرار وزير الاتصالات بيتانغ تشالا الذي رفض اعتبار الاتحاد الافريقي تنصيب غناسينغبي"انقلاباً عسكرياً". وطالب تشالا بمساعدة اصدقاء البلاد السلطة الجديدة في الحفاظ على السلام والامن والوحدة الوطنية. من جهتها، ايدت الولاياتالمتحدة دعوة الاتحاد الافريقي الى احترام آلية انتقال السلطة التي ينص عليها دستور توغو،"والتي يجب ان تترجم بانتخاب رئيس جديد عبر الاقتراع العام"، كما املت في ان تتجه توغو نحو نظام ديموقراطي حقيقي. على صعيد آخر، اعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشيل اليو ماري ان القوات المحلية المنتشرة في توغو وضعت في حال استنفار، غداة وفاة الرئيس غناسينغبي اياديما. وأوضحت اليو ماري ان الهدوء يسود حالياً في لومي،"ونحن متنبهون فقط من دون وجود تهديدات معينة، لكنها ذكّرت بأن زمن الانقلابات العسكرية في افريقيا ولى، ومن الضروري احترام الدستور في توغو". وكانت الرئاسة الفرنسية علقت على هذا التطور الذي شهدته توغو بالقول ان فرنسا"تدعم الجهود"المبذولة من قبل المنظمات الأفريقية"لاقناع القوى السياسية في توغو بالاحترام الصارم للدستور". وفيما ذكر ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك اجرى أمس اتصالات عدة مع نظرائه الأفارقة في محاولة لتجنب أزمة جديدة، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية من جانبها ان فرنسا"ترى ان من الضروري احترام دستور توغو"وان"العملية الانتقالية ينبغي ان تتم وفقاً للاجراءات المنصوص عليها في الدستور وفي ظل الاحترام الصارم للشرعية من قبل الجمعية الوطنية".