تسارعت التطورات في توغو الواقعة تحت ضغط إقليمي ودولي منذ استيلاء الجيش على السلطة، ووقعت مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين مناهضين لحكم الرئيس فور كناسينغبي سقط فيها ثلاثة قتلى. وأفادت الأنباء الواردة من لومي أن نحو 3000 من معارضي كناسينغبي الذي عين خلفاً لوالده قبل أيام، نظموا تظاهرة سلمية استجابة لدعوة ستة أحزاب معارضة، وأن قوات الشرطة أطلقت النارعلى المتظاهرين فقتلت ثلاثة وجرحت العشرات. والتظاهرة التي تصدت لها الشرطة في البداية بالقنابل المسيلة للدموع هي الأولى منذ استيلاء الجيش على السلطة في السادس من الشهر الجاري بعد وفاة الرئيس غناسينغبي أياديما وتسليمها لنجله فور 39 عاماً بعد جلسة للبرلمان تم فيها على عجل تعديل الدستور. في غضون ذلك أرسل فور وفداً إلى عاصمة النيجر في ما يبدو أنه استجابة لضغوط دول رابطة غرب أفريقيا وخشية من وقوع النظام الجديد في عزلة. ويلتقي الوفد الذي يرأسه رئيس الوزراء كوفي سومي زعماء دول غرب أفريقيا الذين دعوا الرئيس الجديد لحل الأزمة مهددين بفرض عقوبات اقتصادية فورية على توغو إذا لم يتم حل الأزمة الدستورية فيها. وكان زعماء دول الرابطة التي تضم السنغال ومالي ونيجيريا وبنين وغانا والنيجر اتخذوا هذا القرار أول من أمس في كوتونو العاصمة الاقتصادية لبنين بعد فشل مساعيهم لعقد لقاء مع كناسنغبي في لومي نفسها. ووجه زعماء الدول الست دعوة لغناسينغبي بدلاً من ذلك للاجتماع مع رئيس النيجر تانغا مامادو الذي يرأس حالياً المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا. وأشاروا في بيان إلى أنه إذا لم ترد السلطات في توغو إيجاباً على الدعوة"فإنها ستخاطر بتعريض نفسها لعقوبات فورية من جانب المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا". وأتت الأزمة مع زعماء دول غرب أفريقيا بعد أزمة مماثلة مع الرئيس النيجيري أولوسيغون أوباسانجو الذي يتأس الاتحاد الأفريقي اذ رفضت سلطات توغو السماح لطائرة تقل وفداً مكلفاً بالتمهيد لزيارته بالهبوط في مطار لومي مما دفعه إلى سحب سفير نيجيريا في لومي . وكان أوباسانجو والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان نددا بتسليم السلطة لغناسانبي ودعيا إلى احترام الدستور التوغولي. في هذه الأثناء عقد رؤساء المجموعة الاقتصادية والنقدية لدول غرب أفريقيا المجتمعة منذ الأربعاء في ليبرفيل عاصمة الغابون جلسة خصصت لوفد توغو قبل انتهاء أعمال القمة. واستقبل الرؤساء وفداً من توغو برئاسة وزير الخارجية كوكو توزون جاء ليعرض موقف توغو ويشرح الوضع الذي نجم عن وفاة الرئيس غناسينغبي أياديما وتنصيب الجيش لنجله فور رئيسا.