أثار تعيين الجيش التوغولي فور إياديما رئيساً للبلاد خلفاً لوالده غناسينغبي إياديما 96 عاماً الذي توفي أول من أمس بعدما انفرد بالسلطة فترة 83 عاماً، وذلك خلال نقله إلى اسرائيل لتلقي العلاج، استياء الاتحاد الأفريقي الذي وصف الإجراء ب"انقلاب عسكري". وأصر الرئيس النيجيري أولوسيغون أوباسانجو الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي على أن الاتحاد"لن يوافق على انتقال غير دستوري للسلطة في توغو"، وهو شجع شعب توغو على المطالبة باحترام الدستور الوطني المتعلق بالسلطة الانتقالية. وفرض ذلك تبرير الجيش تعيين أياديما الذي يشغل حالياً منصب وزير المناجم، بأنه نتج من تواجد رئيس الجمعية الوطنية فامباري ناتشابا أوتارا والذي يمنحه الدستور حق ترؤس حكومة انتقالية تتولى تنظيم الانتخابات الرئاسية خلال فترة شهرين كحد أقصى، خارج البلاد. لكن لا يخفى أن تدخل الجيش نفسه عبر إغلاق الحدود الجوية والبرية والبحرية لتوغو إثر وفاة الجنرال أياديما حتم تغيير طائرة"أير فرانس"التي نقلت أوتارا الى البلاد بعد ساعات قليلة من اعلان الوفاة، مسار رحلتها الى بنين. وحرص الجيش على إظهار ولائه العلني لاياديما، عبر عرض التلفزيون المحلي لقطات صورت لقاءً جمع الرئيس المعين مع رئيس الاركان وضباط آخرين في الجيش، في وقت طالبت أهم أحزاب المعارضة"التجمع من اجل دعم الديموقراطية والتنمية"القوات التوغولية ب" ضمان الامن"، علماً انه لم يسجل اي انتشار عسكري بعد اعلان الوفاة، والشعب الى التحلي ب"الهدوء". وفي فرنسا، أمل الزعيم التوغولي المعارض غيلكريست أولمبيو الذي تعرض لمحاولة اغتيال عام 1992، في أن تتيح وفاة أياديما لتوغو"بدء مسيرة الديموقراطية الفعلية"، ودعا إلى انتخابات"تتسم بالشفافية والحرية خلال شهرين أو ثلاثة اشهر". ولاحقاً، دعا الامين العام للامم المتحدة أنان سلطات توغو الى"اتخاذ كل التدابير للحفاظ على الاستقرار في البلاد وتأمين الانتقال السلمي طبقاً للدستور والشرعية". وأيضاً، شدد لوي ميشال مفوض الاتحاد الاوروبي للسياسات الانمائية، على وجوب التحلي بالتروي والحكمة في توغو، وضرورة التزام كل الاطراف بسياسة الحوار. وفي إطار ردود الفعل على رحيل الجنرال غناسينغبي، اعتبر الرئيس العاجي لوران غباغبو وفاته"خسارة كبيرة"لغرب أفريقيا، ووصفه بعميد الرؤساء الافارقة والصديق الوفي لساحل العاج التي التزم بحل ازمتها في السابق. وبدوره، وجه الامين العام للمنظمة الدولية للفرنكوفونية الرئيس السنغالي السابق عبدو ضيوف تعازيه الى شعب توغو، وطالبه على غرار قادتها بالتمتع بالاحساس الرفيع بالمسؤولية، وبرهنة قدرتهم على دفع قيم السلام والتضامن والديموقراطية إلى الامام.