خسرت تونس أمام ضد أسبانيا في نصف النهائي 33-30 ولم تتأهل للدور النهائي، ومع ذلك بدا الجميع راضين على النتائج التي حققها هذا المنتخب الشاب مع العمالقة، وفي هذه المباراة مع العملاق الأسباني الذي صعد آلياً إلى المربع الذهبي للبطولات العالمية الثلاث الماضية ويصل للنهائي لأول مرة في تاريخه. بداية موفقة كانت البداية موفقة عموماً على رغم انتهاء الشوط الأول لصالح الأسبان بفارق نقطتين 18-16، إذ لعب المنتخب التونسي بانضباط تكتيكي وبقوة شخصية في الدفاع، وتبين أن المدرب حسن افنديتش وقف على نقاط قوة المنافس وخصوصاً لاعبي الدائرة اوريوس وغارابابا، واغلق المنافذ أمام الجناحين السريعين والخطرين اورتيغا وروميرو، وتصدى الدفاع جيداً للساعدين غارالا وغارسيا. هذا الانضباط لا يعني منعهم تماماً من التهديف، ولكن أمام لاعبين من هذا الطراز من الضروري منعهم من كثرة التهديف، وهو ما فعله بامتياز حمام ومقنم وتاج وبلحاج وبن عزيزة والحارس مقايس. ضياع بعض الفرص لكن عندما تلعب مع فريق كبير مثل أسبانيا وتضيع أهدافاً سهلة فكن متيقناً أن عقابها شديد، وهذا ما وقع للمنتخب التونسي الذي أضاع 6 أهداف سهلة منها أربعة انفرادات وضربتا جزاء. هذا الإخفاق اثر نفسياً على اللاعبين الشبان للمنتخب وادخل تصدي الحارس العملاق دافيد باروف الشك في قلوب بعضهم ومنح الثقة أكثر للمنتخب الأسباني، الذي زاد في الضغط على الدفاع التونسي بفرض محاصرة لصيقة على هداف المنتخب التونسي بسام حمام وعلى صانع الألعاب هيكل مقنم. وعلى رغم أن المنتخب تمكن من العودة إلى المباراة في الشوط الثاني والتقدم بنتيجة 19-18 ثم 23-22، إلا أن التسرع أحياناً وبعض الأخطاء الدفاعية أعادت الأمور إلى نصابها وعاد التعادل 26-26 ومن هنا انطلق المنتخب الأسباني نحو الفوز ولم يستطع اللاعبون التوانسة اللحاق بهم لتنتهي النتيجة ب 33-30 لفائدة الأسبان. الجميع راض ما عدا اللاعبين بعد اللقاء صرح حسن أفنديتش بأنه راض كل الرضا عن أداء المنتخب التونسي ولا سيما في الشوط الأول، عندما كان تركيز اللاعبين كاملاً، أما في الشوط الثاني فان بعض الأخطاء الدفاعية والتسرع في الهجوم أثرت على النتيجة كما أكد المدرب ذلك. ولم يكن المدرب هو الراضي بل كل الجمهور التونسي والمسؤولون وقد عكست ذلك عناوين الصحافة الصادرة بعد المباراة وهي على شاكلة "شكراً يا أبطال"،" برافو .. برافو.. من الأعماق" و "شكراً لأنكم اسعدتمونا" و "مردود بطولي ورائع" و "منتخبنا اثبت انتماءه لعمالقة اللعبة" و "شكراً: بذلتم أكثر من الجهد وتسلقتم سلم المجد" و "خرجتم ورأسكم مرفوعة" و "المنتخب أمتع وأبدع وأقنع".. كل هذه العناوين وغيرها تشيد بما قدمه المنتخب في مباراة أسبانيا.. لكن ما لاحظناه على اللاعبين بعد المباراة هو تأثرهم الواضح بالهزيمة، ففي تصريحاتهم لنا أكدوا إنهم كانوا يحلمون بالنهائي وأنهم كانوا قادرين على ذلك في هذه المباراة لولا تلك الهفوات، وبخاصة الإخفاق أمام حارس المرمى الأسباني. وعموماً، وعلى رغم محاصرة وسام حمام في هذه المباراة ومشاكسة هيكل مقنم، فان المنتخب التونسي أكد أن لديه حلولاً أخرى متمثلة في بوسنينة سبعة أهداف وذاكر السبوعي اربعة أهداف وعصام تاج أربعة أهداف. ونختم بما قاله احد خبراء كرة اليد في تونس بان أسبانيا فازت فقط باستغلالها عامل الخبرة، فهو منتخب موجود دائماً وفي كل البطولات مع الكبار.