تسجل دورة مونديال تونس لكرة اليد 2005 مشاركة خمسة منتخبات عربية للمرة الأولى في تاريخ هذه البطولة، وهي تونس البلد المنظم ومصر والكويتوقطروالجزائر، لكن تبقى حظوظها متفاوتة على رغم إنها تتفق في عدم قدرتها على الوصول إلى المربع الذهبي مع عمالقة كرة اليد العالمية. تونس ومصر إذا كان للمنتخب المصري، بطل أفريقيا سنة 2004، الأمل في الوصول إلى مركز متقدم في هذه البطولة، باعتباره أفضل المنتخبات العربية فنياً وتكتيكياً، بقيادة زكي حسين وحسن يسري والحارس محمد النقيب، فإن وجوده في مجموعة تضم ألمانيا والنروج، سيجعله يسعى إلى الحصول على المركز الثالث المؤهل للدور الثاني وعلى رغم خسارة المنتخب المصري في المباراة الأولى ضد ألمانيا، بسبب بعض الأخطاء 28-25 إلا انه تمكن في المباراة الثانية ضد صربيا من الفوز بنتيجة 24-22، وهو فوز يؤكد أن المنتخب المصري لن يكون سهل المراس في هذه البطولة، وسيصل إلى مرحلة متقدمة فيها ولم لا الوصول إلى المربع الذهبي مثلما فعل في دورة فرنسا، علماً أن المنتخب المصري حصل على المركز ال 15 في مونديال البرتغال والمركز ال 12 في أثينا. أما المنتخب العربي الآخر القادر على المنافسة في هذه البطولة، فهو المنتخب التونسي صاحب الأرض والجمهور، واعد المنتخب التونسي جيداً لهذه البطولة ولعب مباريات ودية مع منتخبات عريقة، مثل كرواتياوسلوفينيا والدنمارك وفرنسا والسويد وروسيا، إضافة إلى الجزائر وسويسرا، وفي هذه الدورة اختار المدرب الصربي حسن افنديتش تشكيلاً شاباً ومخضرماً وان استغنى الاتحاد التونسي عن خدمات وليد بن عمر واستغنى المدرب عن خدمات صبحي صيود هداف الفريق سابقاً، فإن حظوظ المنتخب التونسي، تبقى قائمة للوصول إلى دور الثمانية على الأقل، بفضل دعم الجمهور وقدرة المنتخب على مجاراة الكبار كما فعل في المباريات الودية. بدأ المنتخب التونسي المشوار بفوز عريض على انغولا 39-23، وهو قادر منطقياً على هزيمة كندا واليونان للصعود إلى الدور الثاني، حتى وان خسر من فرنسا والدنمارك، لكن يبقى الإشكال الوحيد الذي برز في مباريات عدة هو تلاشي تركيز اللاعبين في نهايات المباريات، ولعل اللاعبين المحترفين عصام تاج وهيكل مقنم وماهر بن عزيزة وأنور عياد قادرون على تفادي هذه الإشكالية في المباريات المهمة وإيصال المنتخب التونسي إلى مركز أفضل من الرابع عشر، الذي حصل عليه في البطولة الماضية في هذه المشاركة السابعة في المونديال في تاريخه والسادسة على التوالي. قطروالكويت أما بالنسبة لمنتخبي قطروالكويت، فالواضح أن المشاركة في هذه البطولة تعني اكتساب الخبرة، فمنتخب قطر خسر مباراتيه ضد صربيا 34-26 وضد النروج 33-22، بينما خسر الكويت مباراته ضد سلوفينيا 34-17. هذه النتائج تدل إلى أن قطر الذي انهى مشاركته الماضية في البرتغال في المركز ال 16، لن يكون أفضل في هذه الدورة، وكذلك الكويت بطل آسيا فإنه سيفوز باحتكاك نجومه بكبار اللعبة في هذه الدورة وخصوصاً أنه في مجموعة تضم سلوفينياوروسيا وتشيخيا. الجزائر كالعادة وأخيراً وعلى رغم أن منتخب الجزائر هو الأكثر مشاركة في النهائيات العالمية عربياً فإن أفضل ترتيب حصل عليه في كل البطولات، كان المركز ال 13 في بطولة فرنسا 2001 ولا ينتظر من هذا المنتخب أن يحسن ترتيبه العالمي فخسر في أول مباراة ضد روسيا 28-22 ويبقى تأهله للدور الثاني مرتبطاً بنتيجة مباراته ضد أيسلندا، علماً أن المنتخب الجزائري يشارك بعدد من النجوم المحليين والشبان ويبقى معولاً على الدفاع المتقدم، الذي يحد من خطورة المنافس، من حيث التسديد من بعيد، لكنه يفتح ثغرات على الدائرة تكلف الدفاع أهدافاً كثيرة. الحل: الاحتراف ومراكز تكوين الشبان وعموماًَ فإن ما يجعل المنتخبات العربية غير قادرة على الصمود مع الكبار والوصول إلى المباراة النهائية مثلاً، يعود إلى غياب الاحتراف في كرة اليد العربية أولاً وعدم اهتمام الاتحادات بمراكز تكوين الشبان في كرة اليد، كما هو الحال في كرة القدم ثانياً. لكن تبقى هناك فوارق أخرى حاسمة في هذا الإطار وخصوصاً قامة اللاعبين، فبعض اللاعبين يبلغ طول أقصرهم في بعض المنتخبات 1.95 متر، وكذلك البنية الجسمانية الضعيفة للاعب العربي ما يحول بينه وتقديم مباراة تمتاز بالاندفاع البدني، منذ بدايتها إلى نهايتها وهو ما لا يسمح له بتطبيق خطة المدرب بحذافيرها أو باللعب السريع وإجادة الهجمات المرتدة. لكن مع ذلك نقول إن المنتخبات العربية وضعت أقدامها على مدرج بطولة العالم لكرة اليد ولها من الإمكانات ما يؤهلها مستقبلاً لمنافسة الكبار في هذه اللعبة.