كشفت مصادر مطلعة ان جهاز الاستخبارات الاسرائيلي موساد نصب بالتعاون مع القوات الاميركية في العراق رادارات وأجهزة تجسس متطورة في جزيرة ام الرصاص العراقية قرب البصرة لرصد التحركات العسكرية والامنية في عمق الاراضي الايرانية. وأوضحت المصادر ان موقع الرادارات لا يبعد اكثر من 800 متر من ميناء مدينة خورمشهر الايرانية، وركّبت على أعمدة يصل ارتفاعها الى 50 متراً وتمكن رؤيتها بالعين المجردة من الاراضي الايرانية. وأضافت ان في امكان هذه الأجهزة التقاط الاشارات اللاسلكية والاتصالات الهاتفية الخلوية في عمق خمسين كيلومتراً داخل الاراضي الايرانية. يتزامن ذلك مع تزايد الحديث عن خرق الطيران الاميركي ومناطيد صغيرة للتجسس أجواء هذه المنطقة، ويترافق مع معلومات ايرانية تؤكد ان اسرائيل أنشأت قواعد تجسس في محافظة البصرةالعراقية تحت غطاء تجاري او اعلامي او جمعيات انسانية. الى ذلك أكد قائد الأركان الايراني حسن فيروزآبادي ان القوات المسلحة"جاهزة للتصدي لأي اعتداء ضد ايران"تقدم عليه الولاياتالمتحدة أو اسرائيل. وقال ان بلاده تأخذ التهديدات الأميركية والاسرائيلية التي صدرت أخيراً بجدية"ووضعت خططاً للتصدي لها. وسيكون الرد الايراني على أي اعتداء متناسباً مع حجمه". في غضون ذلك رويترز، ذكرت صحيفة"لوس انجليس تايمز"أن مجلس الشيوخ الاميركي بدأ بمراجعة خلف أبواب مغلقة للمعلومات الاستخباراتية الاميركية الخاصة بايران في محاولة لتجنب الاخطاء التي شابت الطريق الذي أدى الى غزو العراق. وقال السيناتور الجمهوري بات روبرتس:"يجب أن نكون اكثر احتياطاً ... حتى لا نجد انفسنا في مواجهة موقف مثل الذي واجهناه في العراق". ورأى السيناتور الديموقراطي جون روكفلر ان أحد الدروس من العراق"هو عدم أخذ كل المعلومات بظاهرها". وكانت ادارة الرئيس جورج بوش استندت في مبرراتها لغزو العراق بصفة اساسية الى التهديد المزعوم بوجود أسلحة دمار شامل عراقية. وتبين في ما بعد، بحسب تقرير للجنة الاستخبارات في الكونغرس، ان وكالات الاستخبارات الاميركية ضخّمت من شأن التهديد الذي يمثله العراق معتمدة على مصادر مشكوك فيها ومتجاهلة أدلة مضادة في الفترة التي سبقت شن الحرب. وتحدث البيت الأبيض بوضوح عن جعله إيران محط اهتمام السياسة الخارجية الأميركية في ولاية جورج بوش الثانية. وفي خطابه عن"حال الاتحاد"الذي ألقاه الأربعاء، وصف بوش إيران بأنها"الدولة الرئيسية الراعية للإرهاب في العالم"وكرر اتهاماته بأنها تسعى لتطوير أسلحة نووية. وفي تقرير صدر أخيراً عن وكالة التحقيقات الفيديرالية، توصلت"سي آي إي"إلى أن طهران تسعى إلى إنتاج أسلحة نووية وكيميائية وبيولوجية.