استغل الرئيس الأميركي جورج بوش خطابه السنوي عن حال الاتحاد، ليطرح أولوياته السياسية الداخلية والخارجية. وفي ما يلي مقتطفات من النقاط الرئيسية الواردة في الخطاب: حضرة رئيس مجلس النواب، نائب الرئيس تشيني، السادة أعضاء الكونغرس، أيها الاخوة المواطنون... بينما يجتمع كونغرس جديد، نتقاسم جميعنا في الفروع المنتخبة للإدارة امتيازاً عظيماً: فقد وضعتنا في مناصبنا أصوات الشعب الذي نخدمه. وتشكل الليلة مناسبة خاصة نتقاسمها مع الزعماء المنتخبين حديثاً في أفغانستان، والأراضي الفلسطينية، وأوكرانيا وعراق حرٍ وذات سيادة. لقد وقفت قبل أسبوعين على درجات مبنى الكابيتول هذا، وجددت التزام أمتنا بمفهوم الحرية للجميع، لأحدّد هذه الليلة السياسات المستقبلية التي سنعتمدها لتوفير الدفع لهذا المفهوم في بلادنا وحول العالم. الاقتصاد الليلة، فيما اقتصادنا صحي وآخذ بالنمو، ومع عودة المزيد من الأميركيين إلى أعمالهم، وتحول امتنا إلى قوة فاعلة لخير العالم، حال الاتحاد إيجابي وقوي. تنعّم جيلنا بزيادة الفرص والتقدم الطبي والأمن الذي تحقق بتضحيات آبائنا. اليوم، وفيما تعكس مرآتنا بعض الشيب في رؤوسنا - أو الكثير منه ربما - ونرى أولادنا يكبرون، نسأل كيف سيكون حال اتحادهم؟ والإجابة لدى أعضاء الكونغرس وفي الخيارات التي سنتخذها معاً في الأشهر المقبلة، في قضية تلو الاخرى. فلنقم بما قام به أسلافنا من الاميركيين فلنبني عالماً أفضل لأطفالنا وأحفادنا. في البداية يجب أن نجيد إدارة اقتصادنا الحالي، وان نجدد المؤسسات العريقة التي يعتمد عليها ملايين المواطنين. واقتصاد أميركا هو الأسرع نمواً من بين الدول الصناعية الكبرى. وفي السنوات الأربع الماضية، أعفينا كل من يدفع ضريبة الدخل من بقية الضرائب، وتجاوزنا مرحلة الركود، وافتتحنا أسواقاً جديدة في الخارج، وحاربنا الجريمة المنظمة، ورفعنا الملكية إلى أعلى مستوياتها في التاريخ. وفي السنة الماضية وحدها، أوجدت الولاياتالمتحدة 2.3 مليون وظيفة جديدة. فعندما استدعت الحاجة، تحرك الكونغرس، والأمة ممتنة. وعلينا الآن أن نزيد هذه الإنجازات. فعبر جعل اقتصادنا أكثر مرونة وابتكاراً ومنافسة، نبقي أميركا رائدة الاقتصاد العالمي. ويعتمد ازدهار أميركا، على الحد من شهية الإدارة الفيديرالية على الإنفاق. وأنا أرحب بتأييد الحزبين ضبط الإنفاق. سأقدم لكم الاسبوع المقبل موازنة تحد من ارتفاع النفقات التقديرية التي تتجاوز التضخم وتجعل إجراءات خفض الضرائب دائمة وتبقي على هدف خفض العجز بمقدار النصف بحلول 2009. موازنتي ستقلل أو تلغي أكثر من 150 برنامجاً حكومياً لا تؤتي ثمارها، أو تضاعف الجهود الحالية، أو تنجز الأولويات الحيوية. فالمبدأ هنا واضح: أموال الضرائب يجب أن تنفق بحكمة أو لا تنفق على الاطلاق. لجعل اقتصادنا أقوى وأكثر ديناميكية، علينا تحضير الجيل الناشئ لإتمام مهمة القرن الحادي والعشرين. ومع قانون"لا طفل متروكاً جانباً"، التوقعات كبيرة، والأهداف المسجلة إلى ارتفاع، ونحن على وشك سد الثغرة التي يعاني منها التلامذة من الاقليات في مجال. وعلينا الآن أن نطالب مدارسنا الثانوية بنتائج أفضل، حتى تكون كل شهادة ثانوية بطاقة إلى النجاح. سنساعد 200 ألف عامل إضافيين للحصول على تدريب يحسن وضعهم المهني، عبر إصلاح نظام التدريب وتدعيم المجتمع الجامعي الاميركي. وسنجعل الأميركيين أكثر قدرة على تحمل نفقات التعليم الجامعي، عبر زيادة حجم المساعدات. الضمان الاجتماعي الضمان الاجتماعي، أحد أهم المؤسسات الأميركية، هو أيضاً في حاجة إلى إصلاح فعلي. غير أن نظام التقاعد في وضعه الحالي يتوجه إلى الإفلاس. لذلك، علينا العمل معاً لتقوية الضمان الاجتماعي وإنقاذه. يستفيد اليوم أكثر من 45 مليون أميركي من فوائد النظام الاجتماعي، وملايين آخرون على أبواب سن التقاعد. وبالنسبة إليهم، يبدو النظام مادياً قوياً. لدي رسالة إلى كل أميركي تجاوز سن الخامسة والخمسين: لا تدعوا أحداً يضللكم، فبالنسبة إليكم، لن يتغير نظام الضمان الاجتماعي بأي حال. أما بالنسبة إلى العمال الأكثر شباباً، يعاني نظام الضمان الاجتماعي من مشكلات حقيقية ستزيد مع الوقت. لقد أنشئ نظام الضمان الاجتماعي قبل عقود بعيدة، وعلى مراحل مختلفة. في تلك الأيام، لم يعش الناس طويلاً، وكانت الفوائد أقل بكثير مما هي اليوم. إصلاح الضمان الاجتماعي بشكل دائم يحتاج إلى مراجعة واضحة وشاملة للخيارات. لقد اقترح البعض تحديد العائدات للمتقاعدين الأثرياء. واقترح عضو الكونغرس السابق تيم بيني تحديد النفقات وفقاً للأسعار لا الأجور. وفي ستعينات القرن الفائت، تحدث سلفي الرئيس كلينتون عن رفع سن التقاعد. كذلك السناتور السابق جون برو اقترح عدم تشجيع سحب عائدات الضمان الاجتماعي في سن مبكر. ثم اقترح السناتور دانييل باتريك موينيهام تغيير طريقة احتساب عائدات الضمان الاجتماعي. وجميع هذه الاقتراحات على طاولة البحث اليوم. إذا لم تتخذ إجراءات لتجنب ذلك، فستكون الحلول الوحيدة زيادة الضرائب إلى حد كبير أو الحصول على قروض كبيرة أو خفض كبير في رواتب التقاعد. من أجل خير العائلات والأطفال والمجتمع أؤيد تعديلاً دستورياً لحماية مؤسسة الزواج. الإرهاب والأمن الداخلي في السنوات الثلاث والنصف الماضية منذ اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001، أخذنا اجراءات لا سابق لها لحماية الأميركيين، ابتكرنا وزارة جديدة لحماية الامن الداخلي، ركزنا اهتمام مكتب التحقيقات الفيديرالي على ملاحقة الإرهاب، وباشرنا إصلاح وكالات الاستخبارات، اخترقنا الخلايا الإرهابية عبر بلادنا، وسعنا دائرة الأبحاث المتعلقة بالتصدي لهجمات بيولوجية وكيماوية، قمنا بضبط أمن الحدود، ودربنا أكثر من نصف مليون عنصر على الرد السريع. تنظيم"القاعدة"الذي هاجم بلادنا لا يزال لديه قائد، لكن الكثير من قادته أزيلوا، هناك حكومات تدعم وتؤوي إرهابيين لكن عددها في تراجع وما زالت هناك أنظمة تسعى إلى امتلاك أسلحة دمار شامل. لكن لم يعد الأمر يمر من دون علمنا أو من دون حساب. لا تزال بلادنا هدفاً للإرهابيين الذين يريدون قتل الكثيرين، وترهيبنا جميعاً لكننا سنتصدى لهم حتى النصر. ملاحقة الأعداء التزام أساسي في حربنا على الإرهاب. وأشكر الكونغرس على توفير الموارد المطلوبة لرجالنا ونسائنا في الخدمة. خلال هذا الوقت من الحرب، علينا المضي في دعم جيشنا وإعطائه المعدات اللازمة للنصر. دعم دولي ووقفت دول أخرى حول العالم إلى جانبنا. ففي أفغانستان، تقوم قوات دولية بالمساعدة على حفظ الأمن. وفي العراق، وضعت 28 دولة جنودها على الأرض، كما وفرت الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي الدعم التقني في الانتخابات، فيما يقود حلف الأطلسي مهمة المساعدة على تدريب القوات العراقية. ونحن نتعاون مع 60 دولة في ما يتعلق بمبادرة التهريب النووي، بهدف ملاحقة ووقف عمليات نقل معدات خطيرة. نعمل عن كثب مع حكومات في آسيا لإقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن طموحاتها النووية. باكستان والسعودية وتسع دول أخرى اعتقلت إرهابيين من"القاعدة". وفي السنوات الأربع المقبلة، ستستمر إدارتي في بناء التحالفات لهزم المخاطر التي يواجهها عصرنا. وعلى المدى الطويل، سيتحقق السلام الذي نسعى إليه فقط عبر إلغاء الظروف التي تغذي التطرف وإيديولوجيات القتل. لكن إذا بقيت مناطق بأكملها في العالم غارقة في اليأس وفي كل ما يغذي الكراهية، فإنها ستكون أرضاً خصبة للإرهاب. وحدها قوة الحرية الإنسانية قادرة على وضع حد الاستبداد والإرهاب، واستبدال البؤس بالأمل. أعداؤنا يدركون ذلك، ولذلك أعلن الزرقاوي أخيراً الحرب على ما يسميه"مبدأ الديموقراطية الشرير"، وأعلنا بدورنا خطتنا: ستقف الولاياتالمتحدة مع حلفائها في الحرية لدعم الحركات الديموقراطية في الشرق الأوسط وما بعده، بهدف القضاء على الطغاة في العالم. الديموقراطية ليس للولايات المتحدة الحق أو الرغبة أو النية في فرض أنموذج حكومتها على أي دولة أخرى. وهذا هو أحد أهم الاختلافات بيننا وبين أعدائنا. إنهم يريدون فرض إمبراطوريات الاضطهاد وتوسيعها، حيث تقوم جماعة صغيرة من الحكام القساة والمعينين لأنفسهم في السلطة بالسيطرة على كل مظاهر الحياة. هدفنا بناء مجتمعات حرة والحفاظ عليها، ودول مستقلة تستجيب حكوماتها لمواطنيها وتعكس ثقافاتها الخاصة. ولأن الديموقراطيات تحترم شعوبها وجيرانها، سيؤدي التقدم بالحرية إلى السلام. وهو ما أظهرته النساء بمشاركتهن في التصويت في أفغانستان، وفي اختيار الفلسطينيين إدارتهم الجديدة، ومطالبة الأوكرانيين بحقوقهم الديموقراطية وانتخابهم رئيسهم. إننا نشهد أحداثاً مهمة في تاريخ الحرية. وفي السنوات المقبلة، سنضيف المزيد إلى هذه القصة. الشرق الأوسط أخذت بدايات الإصلاح والديموقراطية في الأراضي الفلسطينية تظهر الآن قوة الحرية في التغلب على أساليب العنف والفشل. وغداً صباحاً، ستنطلق وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس في رحلة تحملها إلى إسرائيل والضفة الغربية، للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وستناقش معهما سبل مساعدتنا وأصدقائنا للشعب الفلسطيني لوضع حد للإرهاب، وبناء مؤسسات دولة مسالمة ومستقلة وديموقراطية. وللترويج لهذه الديموقراطية، سأطلب من الكونغرس 350 مليون دولار لدعم الإصلاحات السياسية والاقتصادية والأمنية الفلسطينية. وهدف إقامة دولتين ديموقراطيتين إسرائيل وفلسطين تعيشان جنباً إلى جنب أصبح في متناول اليد، وأميركا ستساعدهما في تحقيق هذا الهدف. لتشجيع السلام والاستقرار في الشرق الأوسط الكبير، ستعمل الولاياتالمتحدة مع أصدقائها في المنطقة على مكافحة التهديد المشترك الناتج عن الإرهاب وفي الوقت نفسه رفع مستوى الحرية. إصلاحات مملوءة بالأمل يمتد على شكل هلال من المغرب إلى الأردن والبحرين. حكومة السعودية يمكنها أن تبرهن على دورها القيادي في المنطقة عبر تعزيز دور شعبها في تحديد مستقبله، والأمة المصرية العظيمة والأبية التي رسمت طريق السلام في الشرق الأوسط، يمكنها اليوم أن ترسم طريق الديموقراطية. سورية وإيران لتشجيع السلام في الشرق الأوسط الكبير، علينا مواجهة الأنظمة التي تواصل إيواء إرهابيين وتسعى إلى امتلاك أسلحة دمار شامل. لا تزال الحكومة السورية تسمح باستخدام أرضها وأجزاء من الأراضي اللبنانية من جانب إرهابيين يسعون إلى تدمير أي فرصة لتحقيق سلام في المنطقة. لقد تبنى الكونغرس قانوناً يجيز فرض عقوبات على سورية، قانون محاسبة سورية وسيادة لبنان. وننتظر من الحكومة السورية وقف دعمها للإرهاب وفتح باب الحرية. إيران ما زالت الدولة الأساسية في العالم التي تدعم الإرهاب، كما أنها تسعى إلى الحصول على أسلحة نووية وحرمان شعبها من الحرية التي يسعى إليها ويستحقها. ونحن نعمل مع حلفائنا الأوروبيين لإفهام النظام الإيراني بوضوح بأنه يتوجب عليه التخلي عن برنامجه لتخصيب اليورانيوم ومعالجة البلوتونيوم ووقف دعمه للإرهاب. وللشعب الإيراني أقول هذا المساء: أنتم الذين تريدون حريتكم... أميركا معكم. العراق التزامنا بالتقدم في نشر الحرية، خصوصاً في الشرق الأوسط، بدأ يظهر في العراق. ويشكل هذا البلد جبهة حيوية في الحرب على الإرهاب، وهذا ما يفسر سبب اختيار الإرهابيين العراق مكاناً لهم. يحارب رجالنا ونساؤنا بالبزات العسكرية الإرهابيين في العراق، حتى لا نضطر إلى مواجهتهم على أرض الوطن. لن نعطي جدولاً زمنياً مصطنعا لمغادرة العراق لأن ذلك سيشجع الإرهابيين ويجعلهم يعتقدون بأننا فقدنا صبرنا. انتصار الديموقراطية في العراق سيقوي حليفاً جديداً في الحرب على الإرهاب، ويلهم الإصلاحيين الديموقراطيين من دمشق إلى طهران، ويجلب المزيد من الأمل والتقدم إلى منطقة متوترة، وبالتالي يزيل التهديد الذي يتربص بحياة أطفالنا وأحفادنا. يعرف الأميركيون روح الحرية لأننا نتقاسمها. وفي أي دولة، تسجيل صوتك في الانتخابات هو عمل ناجم عن مسؤولية مدنية، وللملايين من العراقيين، كان أيضاً عملاً شجاعاً، وقد نالوا احترامنا جميعاً.