يحمل رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون الى قمة شرم الشيخ الثلثاء المقبل رزمة من"بوادر حسن النية"تجاه الفلسطينيين، سيسعى الى الحصول في مقابلها على إعلان فلسطيني بإنهاء كامل للانتفاضة تواكبه إعادة سفيري مصر والأردن الى تل ابيب، وهو أمر أكدت مصادر مصرية ل"الحياة"انه غير مطروح. في الوقت نفسه، أعلنت اسرائيل على لسان اكثر من مسؤول ان القمة لن تناقش قضايا سياسية أو"خريطة الطريق"، ولن يصدر عنها اعلان اسرائيلي بوقف النار، داعية الفلسطينيين الى"تفكيك بنى الارهاب"أولاً. راجع ص 4 و5 وتشمل الرزمة التي أقرها المطبخ الأمني والسياسي الاسرائيلي برئاسة شارون اطلاق 009 أسير ممن"لم تتلطخ أيديهم بالدماء"، والانسحاب التدريجي من 5 مدن في الضفة الغربية، وتسهيلات في حركة الفلسطينيين ومعيشتهم، وفتح ميناء بحري في غزة، ومنع الاغتيالات في مناطق السلطة إلا بقرار من قيادة المؤسسة العسكرية. لكن الحكومة لم تتطرق الى مسألة المبعدين الفلسطينيين أو"المطاردين"، في حين أكد شارون ان الحديث بالنسبة الى القمة"لا يدور عن سلام أو تطبيق خريطة الطريق". وقال نائبه شمعون بيريز انه"لا يعلم ان كان لقاء القمة سيفضي الى اعلان مشترك لوقف النار"، مضيفاً ان القمة ستتضمن"بيانات ولن تتم خلالها مفاوضات". أما وزير الخارجية سلفان شالوم فشدد على دعوة الفلسطينيين الى"تفكيك المنظمات الارهابية". وتأمل اسرائيل بالحصول على مقابل لهذه المبادرات. وفي هذا الصدد، قالت مصادر سياسية اسرائيلية إن الجانبين المصري والأردني سيعلنان خلال القمة عودة سفيريهما الى تل أبيب، كما كتبت مصادر صحافية اسرائيلية ان مدير جهاز الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان عرض على شارون خلال اجتماعهما أول من أمس"موافقة فلسطينية على صدور بيان مشترك يقضي بانهاء الانتفاضة". إلا أن مصادر مصرية مطلعة أكدت ل"الحياة"ان إعادة السفير المصري غير مطروحة على قمة شرم الشيخ، مضيفة ان البيان الختامي لن يتضمن أي شيء يتعلق بوقف الانتفاضة او تجميع سلاح الفصائل، بل سيؤكد استئناف عملية السلام والتزام خطوات متبادلة بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني ومساعدة الشعب الفلسطيني في المرحلة المقبلة. ورأى مراقبون ان الرزمة الاسرائيلية لا تلبي الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية سواء الواردة في"خريطة الطريق"أو تلك التي حددتها الفصائل المسلحة. فالفلسطينيون يتحدثون عن اطلاق آلاف الأسرى، واسرائيل تتحدث عن اطلاق المئات فقط وعلى مراحل 005 أولاً ثم 004 لاحقاً. كما يرفض الفلسطينيون المعايير الاسرائيلية لاطلاق الاسرى، وهي عدم اطلاق الذين قتلوا اسرائيليين، في حين لا تشمل قائمة الاسرى الذين قررت اسرائيل اطلاقهم أي فلسطيني قتل اسرائيلياً. وترفض اسرائيل اعلان هدنة متبادلة او الخوض في"خريطة الطريق"، فيما يصر الفلسطينيون على ان التهدئة يجب ان تكون متبادلة وبوجود أفق سياسي. ويحذر المراقبون من ان معظم الخطوات الاسرائيلية والفلسطينية يمكن عكسها والتراجع عنها بسهولة، خصوصاً إذا لم يتوافر حسن النيات من الجانبين والاستعداد لتقديم مبادرات حقيقية.