غداة قمة شرم الشيخ الرباعية، خيمت اجواء من التفاؤل الحذر في الاوساط الاسرائيلية، قابلها"تشكك ورفض"في اوساط المعارضة الفلسطينية التي اعتبرت ان الهدنة"سابقة لاوانها". وفيما اعلنت اسرائيل مجموعة من التسهيلات المعيشية للمواطنين في قطاع غزة، نشطت السلطة الفلسطينية في اجراء اتصالات مع فصائل المقاومة لاقناعها بوقف النار، كما اوفدت مسؤولا الى بيروت لاجراء اتصالات مع"حزب الله"بعد معلومات افادت انه يسعى الى تجنيد ناشطين لتنفيذ هجمات في اسرائيل بهدف تخريب الهدنة. لكن"حزب الله"نفى اتصال أي مسؤول فلسطيني به. راجع ص 4 و5 في غضون ذلك، علمت"الحياة"من مصدر مسؤول في الرياض ان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل سيمثل بلاده في مؤتمر لندن الذي سيعقد مطلع الشهر المقبل لدعم الفلسطينيين، وذلك بعد ان تلقت الحكومة السعودية دعوة من الحكومة البريطانية. ومن المقرر ان يلتقي الوزير السعودي خلال وجوده في لندن اعضاء اللجنة الرباعية الدولية التي ستجتمع على هامش ذلك المؤتمر بدعوة من روسيا التي اعلن وزير خارجيتها سيرغي لافروف ان الهدف من الاجتماع هو"تأكيد ضرورة المضي قدماً في تطبيق خريطة الطريق"التي صاغتها اللجنة. وفي اليوم التالي لقمة شرم الشيخ التي رعاها الرئيس حسني مبارك وحضرها الملك عبدالله الثاني والرئيس محمود عباس ابو مازن ورئيس الوزراء ارييل شارون، حرص الاعلام الاسرائيلي على بث اجواء من التفاؤل والارتياح لنتائج القمة التي اعتبر انها نجحت في تلميع صورة شارون واظهاره ك"رجل سلام"، واعادت السفيرين الاردني والمصري الى تل ابيب، كما لم تخرج عن الهدف المرسوم لها كقمة ذات طابع امني. ولم تنس الصحف الاشارة الى"المعاملة الدافئة"التي تلقاها شارون من مبارك، وايضا"العلاقة الحميمة"بين شارون و"ابو مازن"الذي خاطبه ببضع كلمات عبرية وسأله عن خرافه في مزرعته في النقب بعدما اقترح عليه شارون ان يلتقيه المرة المقبلة في رام الله. واذا كان الاعلام الاسرائيلي هلل لنتائج القمة بسبب المكاسب التي حققها شارون وحملها للرأي العام المحلي، فهو ايضا سعى الى التستر على القصور في ما انتهت اليه القمة من اعلان وقف للنار اختلف الجانبان في تفسيره، اذ اعتبره الفلسطينيون متبادلاً وقالت اسرائيل انه يقضي بوقف للعنف الفلسطيني سيقابل بوقف للعمليات الاسرائيلية. كذلك فإن الخلاف بين الجانبين استمر خلال القمة بعد اصرار شارون على مطالبة الفلسطينيين ب"تفكيك بنى الارهاب"قبل الحديث عن اي تقدم نحو"خريطة الطريق"، في حين لم تلب اسرائيل مطالب الفلسطينيين بالنسبة الى الاسرى والمطاردين والمبعدين. وفي هذا الصدد، قال معتقلون في سجن النقب ان السلطات الاسرائيلية سلمتهم قوائم باسماء الدفعة الاولى من الذين ستفرج عنهم والبالغ عددهم 505 اشخاص. وقال احد المعتقلين في اتصال هاتفي مع وكالة"فرانس برس"ان"ثمانية ممن سيطلقون تنتهي محكوميتهم عام 2007 في حين تنتهي مدد البقية العام الحالي والمقبل". وكان وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز اقر مجموعة من التسهيلات المعيشية للفلسطينيين في قطاع غزة شملت رفع حاجزي هولي والمطاحن اللذين يقسمان القطاع الى قسمين، كما سمح لاهالي الاسرى بزيارتهم، ولعدد محدود من العمال الف عامل بدخول اسرائيل للعمل. فلسطينيا، دافع"ابو مازن"عن"انجازات"قمة شرم الشيخ، في وقت اعلن ان ثلاث لجان فلسطينية - اسرائيلية ستبدأ عملها اعتباراً من الاسبوع المقبل للبحث في آليات تنفيذ ما اتفق عليه الجانبان في القمة. وباشرت السلطة اتصالات مع فصائل المعارضة التي اعترضت على اعلان هدنة متبادلة في القمة من دون استيفاء شروط ذلك والعودة اليها قبل اعلان الهدنة. واعتبر الناطق باسم"حماس"حسن يوسف ان نتائج القمة"صفر"، وان الهدنة"سابقة لاوانها". في الوقت نفسه، افادت مصادر فلسطينية ان"ابو مازن"اوفد الوزير السابق النائب عبد الفتاح حمايل الى بيروت للاجتماع بقادة"حزب الله"ومطالبتهم بضرورة وقف دعمهم المنظمات الفلسطينية في هذه المرحلة من اجل اتاحة الفرصة لانجاح وقف النار وعودة العملية السلمية. الا ان المسؤول الاعلامي في"حزب الله"محمد عفيف نفى عقد اي لقاء مع مسؤول فلسطيني، وقال:"لا توجد لدينا اي معلومات عن اتصالات التي وردت في بعض الانباء، كما انه لم يتصل بنا احد". وكانت وكالة"رويترز"نقلت عن مسؤول فلسطيني ان"حزب الله"يحاول تجنيد ناشطين فلسطينيين لتنفيذ هجمات ضد اسرائيل تحت اسم كتائب شهداء الاقصى في مسعى الى تخريب جهود الهدنة". الا الكتائب نفت وجود اي علاقة بينها وبين"حزب الله".