استبق رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون اجتماعه مع نظيره الفلسطيني محمود عباس أبو مازن مساء امس، بالاعلان ان اسرائيل "لن تتخلى ابداً عن القدس". وفي المقابل، اعلن الجانب الفلسطيني انه سيطالب شارون خلال اللقاء بإصدار "بيان مشترك" يحدد التزام الطرفين تنفيذ "خريطة الطريق". راجع ص 4 و5 ومع اقتراب موعد قمة شرم الشيخ العربية - الاميركية الثلثاء، وقمة العقبة التي ستجمع ابو مازن وشارون والرئيس جورج بوش الاربعاء المقبل، تسابق الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي من اجل تحديد مطالبهما والعروض التي سيتقدمان بها لاثبات حسن النيات تجاه تنفيذ "خريطة الطريق". فعلى الجانب الفلسطيني، عرض ابو مازن خلال مقابلة مع صحيفة "يديعوت احرونوت" استعداده لتسلم المسؤولية الامنية في المناطق التي سينسحب منها الجيش الاسرائيلي، شرط ان يكون ذلك في اطار "خريطة الطريق". كما عرض اتفاق هدنة بدا واثقا من امكان التوصل اليه في غضون اسبوع مع "حركة المقاومة الاسلامية" حماس و"الجهاد الاسلامي" و"كتائب الاقصى"، ويشمل وقف الهجمات داخل اسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة. وفي المقابل، قال مسؤول فلسطيني ل"الحياة" ان ابو مازن سيطالب شارون بالبدء عمليا بتنفيذ "خريطة الطريق" ووقف عمليات التوغل والاغتيالات والاعتقالات وهدم المنازل وتجميد الاستيطان وبناء "الجدار الفاصل". وفي هذا السياق، تجدد الحديث فلسطينيا عن العودة الى تفاهمات "تينيت" الامنية، اذ اعلن وزير شؤون مجلس الوزراء ياسر عبد ربه ان السلطة مستعدة للبحث في "خطة امنية كاملة ومنسجمة مع خريطة الطريق والمضي قدماً في تنفيذ تفاهمات تينيت الامنية، شرط وجود طرف ثالث" لمراقبة التنفيذ. وشدد على ضرورة اصدار "بيان مشترك" في نهاية اللقاء يحدد التزام الطرفين تنفيذ الخريطة. اما بالنسبة الى شارون، فمن المرجح ان يعرض مجددا على ابو مازن فكرة الانسحاب العسكري "التدريجي" من مناطق مثل شمال قطاع غزة ومدينة في الضفة يتردد انها بيت لحم، وتسليم المسؤولية الامنية في هذه المناطق الى السلطة. وفي المقابل، سيطالبه بجمع اسلحة التنظيمات واعتقال من تصفهم اسرائيل ب"المطلوبين" وتفكيك البنية التحتية ل"الارهاب". وتحدثت مصادر صحافية اسرائيلية عن اتصالات اميركية مع الحكومتين الاسرائيلية والفلسطينية من اجل صوغ البيان الختامي لقمة العقبة. وتوقعت ان يتضمن البيان الختامي اعلان الجانبين تبنيهما رسميا "خريطة الطريق" بمبادئها واهدافها، اضافة الى وضع جدول زمني للتنفيذ. وفيما تتواصل في الاردن الاستعدادات لاستضافة قمة العقبة، اعلن وزير الخارجية الاردني مروان المعشر ان القمة ستخصص للبحث في الخطوات الواجب اتخاذها لتنفيذ خريطة الطريق ب"دقة وأمانة"، مؤكداً ان "الخطة لم تخضع لأي تعديل". ولفت الى ان "خريطة الطريق ستؤدي ايضاً الى حل شامل يشمل المسارين السوري واللبناني". وتحدث وزير الخارجية المصري احمد ماهر في السياق نفسه، مطالبا بان تشمل التسوية المسارات المختلفة، ومنها السوري واللبناني. واعرب عقب محادثاته مع مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط وليام بيرنز، عن أمله في ان تؤدي قمتا شرم الشيخ والعقبة الى "بيان واضح من الجميع بأننا في وقت التنفيذ" ما يستوجب "التزاماً كاملاً من الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي". وطالب ب"خطوات متوازية" للتنفيذ وعدم اتخاذ طرف خطوات بعرقلة الخطة.