أقامت"جماعة محترف المسرح العراقي"و"ورشة الفضاء المسرحي"في بغداد حفلة تكريم للفنان يوسف العاني، في مناسبة مرور 61 عاماً على اعتلائه خشبة المسرح، مواصلاً المسيرة التي رأى العاني- في كلمته التي ألقاها في هذه المناسبة - إنها" لا تقف عند حدّ معيّن، وإنما تستمر بوجود هذا الجيل الحيوي والمبدع"، مشيراً بذلك إلى المسرحيين المحتفين به الذين وجد فيهم امتداداً حيوياً لجيله- الذي وصفه بأنه"جيل أمضى سنوات عمره في خدمة الفن العراقي". ولد العاني العام 1927. ووقف للمرة الأولى على خشبة المسرح العام 1944 ليمثل دور"صاحب المقهى"في مسرحية"المقامرون"التي كتبها واستوحاها من حادثة وقعت في المحلة الشعبية سوق حمادة حيث كان يسكن. وفي العام 1952، أسس مع الفنان الراحل إبراهيم جلال فرقة مسرحية أطلقا عليها اسم"فرقة المسرح الحديث"التي أصبح اسمها بعد ذلك"فرقة المسرح الفني الحديث"..، وهي الفرقة العراقية التي قدمت أهم الأعمال المسرحية في خمسينات وستينات وسبعينات من القرن الماضي، وما تزال قائمة إلى اليوم، وان كان نشاطها انحسر في السنوات الأخيرة. كتب العاني في رحلته الفنية 42 عملاً مسرحياً، وشارك ممثلاً في 58 عملاً، وفي 12 فيلماً سينمائياً، وألّف 18 كتاباً في المسرح والسينما والنقد المسرحي والسينمائي. وحصل على 24 شهادة تقديرية، و15 جائزة كأفضل ممثل وكاتب مسرحي ورائد في حقل المسرح. فهو- كما قال عنه الدكتور عقيل مهدي، رئيس رابطة نقاد المسرح في العراق- في كلمة له في هذه الاحتفالية التكريمية:"جميع أعمال المبدعين في المسرح وجدت فضاءها في هذه الكينونة المبدعة التي أسمها يوسف العاني". واعتبر العاني في حديث الى"الحياة"أن التكريم يعني"أنني خلال هذه السنوات- المسيرة قدمت شيئاً ذا قيمة، وينفع الناس، ويرفع من مستوى المسرح ليضعه في الموقع الذي يستحقه، ويكون قاعدة جماهيرية في المهرجانات المسرحية العربية". وعن توقفه الحالي عن العمل، قال العاني:"المسرح لا يستطيع أن يؤكد وجوده وحضوره وتأثيره بفقدان الأمان وعدم الاستقرار. لذلك، اعتبر المحاولات التي تظاهر الآن متواضعة جداً، ولا تلامس إلا فئة قليلة، وتحديداً العاملين في المسرح دون سواهم. بينما المسرح الذي نريد هو الذي يخاطب الجماهير الواسعة في جوّ ملائم يكسبه فعلاً ثقافياً وفرحاً لا يقف عند حد".