تفاعلت في اسرائيل أمس، قضية التصريحات المحرضة التي أطلقها قادة اليمين الاسرائيلي المتشدد خلال تجمع حاشد ضم الآلاف منهم في القدسالمحتلة ليل أول من أمس، شبهوا خلاله الانسحاب من قطاع غزة ب"المحرقة"النازية. ففي حين أمر وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز باختصار الجدول الزمني للانسحاب من القطاع لتفويت فرصة عرقلته على المستوطنين، أمر مفوض الشرطة الاسرائيلية موشي كرادي بفتح تحقيق في خرق قادتهم المحتمل للقوانين الاسرائيلية. وكشفت مصادر أمنية اسرائيلية أن موفاز أمر مسؤولين عسكريين أول من أمس باختصار الجدول الزمني لخطة"فك الارتباط"المقرر تنفيذها هذا الصيف في ثمانية أسابيع، لافتين الى أن الأول طلب اتمامها في أربعة أسابيع فقط، حتى لا يُمنح"أعداء الخطة"وقتاً كافياً لتنفيذ خططهم. وكان خطباء التجمع الذي شارك فيه آلاف المتشددين، اتهموا رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون بالتسبب ب"كارثة"، مستخدمين كلمة"شواه"التي تشير أيضاً الى"محرقة اليهود"في الحرب العالمية الثانية. وجاء في أحد البيانات التي وزعت أن"جنونك شارون وحكومتك سيجلبان كارثة رهيبة الى أمة اسرائيل، لم نر مثلها في الأرض المقدسة منذ أيام تيتو ونبوخذ نصر"اللذان يذكر التلمود أنهما أحرقا شعب اسرائيل وسبوه. وتابع البيان:"لا تحاضر لنا عن عدم تحدثنا عن المحرقة... أنت من جلب المحرقة الى الآلاف من القتلى والجرحى بأخلاقك الفاسقة وأنت من يأخذ حالياً ملايين اليهود الى حدود أوشفيتز"، في اشارة الى معسكر نازي أبيد فيه آلاف اليهود في بولندا. وذهبت بيانات أخرى الى حد مقارنة سكان المستوطنات التي سيتم اخلاؤها ب"المناضلين اليهود في غيتو وارسو"في تمردهم عام 1943 ضد النازيين. وجاء في أحد البيانات أيضاً:"على رغم كل الجهود التي تبذلها السلطات لتخفيف مستوى تسلحنا فاننا نملك أسلحة أكثر بكثير من أبطال غيتو وارسو". كما دعا الجنرال في الاحتياط جدعون التشولر الى"رفض جماعي"في الجيش الاسرائيلي لأوامر اخلاء المستوطنين في قطاع غزة ومناطق في الضفة الغربية. واعتبر نوام أرنون الناطق باسم مستوطني مدينة الخليل وهم الأكثر تطرفاً أن شارون يخالف أوامر الله، مستعيناً في تبيان ذلك بآيات من التوراة. وقارن أرنون رئيس الوزراء الاسرائيلي ب"الملك الفاسد اهاشفيروش"الذي حاربه اليهود. وفي الاطار ذاته، اعتبر وزير الاسكان إسحق هرتسوغ من حزب"العمل"في حديث الى إذاعة الجيش الاسرائيلي أن"الرسالة واضحة: القوى الأمنية الاسرائيلية المكلفة اخلاء المستوطنات تقارن بالنازيين. بين السطور يجب أن نفهم أن اطلاق النار عليها ممكن". وطالب بملاحقات قضائية بتهمة التحريض على العنف والعصيان. ونظم هذا التجمع جناح متطرف في حركة"حباد"المتشددة التي يعتقد بأن زعيمها الروحي السابق الحاخام مناحيم ميندل شنيرسون لا يزال حياً على رغم وفاته"الشكلية"قبل أكثر من 20 عاماً.