جدّد رئيس الحكومة اللبنانية عمر كرامي دعوة المعارضة الى"الحوار حتى نعمل سياسة صريحة تحفظ أمن البلد واستقراره"، فيما دعت لجنة المتابعة المنبثقة من المعارضة الى المشاركة في الإقفال العام الذي دعت إليه الهيئات الاقتصادية الاثنين المقبل بالتزامن مع الجلسة النيابية التي ستشهد مواجهة حامية مع الحكومة تحت عنوان اتهامها بالتقصير في التحقيق باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري راجع ص 2 و3. وقال كرامي في حديث الى وكالة"رويترز"امس انه يتفهم مطالب المعارضة لاستقالة الحكومة ورؤساء الأجهزة الأمنية والتحقيق الدولي بالجريمة،"والمعارضة معارضات". لكنه رأى ان المعارضة"استغلت عملية الاغتيال وحملت الحكومة المسؤولية". وكرر كرامي انه سيطرح الثقة بالحكومة الاثنين المقبل، وسط اطمئنان من الموالين بقدرتهم على تأمين الأكثرية لها. ووصل مساء امس الى بيروت الفريق الدولي لتقصي الحقائق حول التحقيقات في اغتيال الحريري برئاسة بيتر فيتزجيرالد. وكانت طلائع من الفريق الذي كلفه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان متابعة التحقيقات مع السلطات المختصة في لبنان وصلت اول من امس. وعينت وزارة الداخلية ضابط ارتباط للتنسيق مع الفريق الدولي. كما طلب وزير الداخلية سليمان فرنجية من اجهزة الوزارة اجراء تحقيق لتحديد المسؤوليات لجهة التأخر في إجراء مسح لموقع الجريمة، خصوصاً انه تبين انه عثر على جثتين لمواطنين كانوا قربه حين حصل الانفجار الذي استهدف موكب الشهيد الحريري، إحداهما كانت في مكتب في فندق سان جورج والثانية عثر عليها تحت ركام احدى السيارات بسبب وجود القطط في المكان. وعلمت"الحياة"من مصادر مطلعة ان فريق الخبراء السويسريين الذي طلبت الدولة اللبنانية الاستعانة به في التحقيقات التي تجريها في جريمة الاغتيال، لن يأتي الى لبنان على الأرجح. على صعيد آخر، قالت مصادر نيابية معارضة ل"الحياة"ان اجتماع نوابها اول من امس في منزل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط تطرق الى موقفها من الوضع الشيعي، خصوصاً العلاقة مع حركة"أمل"و"حزب الله"وأهمية التعاطي بمرونة وانفتاح معهما وضرورة التوجه بخطاب هادئ الى الوضع انطلاقاً من فهم خصوصية التنظيمين اللذين لا يستطيعان الانضمام الى المعارضة. وجاء ذلك على خلفية تصريحات لجنبلاط انتقدت مواقف الحزب. ووافق جنبلاط اول من امس على اعتماد توجه هادئ تجاه الحزب و"امل"، وأكد انه لم يكن يستهدف المقاومة في تصريحاته بقدر ما هدف الى إبداء ملاحظة حول حضور السيد حسن نصرالله لاجتماع الأطراف الموالية في عين التينة الى جانب الذين خوّنوا المعارضين. وفي نيويورك، وصفت مصادر الأمانة العامة للأمم المتحدة مهمة الفريق الدولي بأنها ذات طبيعة"منفصلة ومستقلة"عن التحقيقات الأخرى الجارية في اغتيال الحريري. وأضافت أن الحماية"الأمنية المباشرة للفريق"ستوفرها الأممالمتحدة وان"الأمن الأوسع"ستوفره السلطات اللبنانية. وبحسب المصادر، سيكون عمل الفريق بمثابة"وحدة"قادرة على تلبية كل متطلبات تحقيقها وتقويمها ب"مسببات، وظروف وعواقب"اغتيال الحريري الذي اسمته الأمانة العامة عملية"اغتيال سياسية"وسماها مجلس الأمن"عملاً ارهابياً". وسيكون للفريق وحدة دعم ذات عناصر سياسة وقانونية، الى جانب العنصر البوليسي الذي"سيقوّم العمل العلمي في التحقيق الذي أجري حتى الآن"الى جانب"تقويم ما جمعه وما يمتلكه آخرون"من معلومات واستنتاجات. وقالت المصادر ان جزءاً من مهمة الفريق هي التحقيق بمعنى التقويم، وليس التحقيق بمعنى استقصاء الحقائق. لكنها لفتت الى ان المهمة الكاملة واسعة، اذ ان مجلس الأمن طلب تقريراً عن"مسببات الاغتيال وظروفه وعواقبه". واكدت المصادر ان الفريق"لن يقول الكثير"وهو في المنطقة، وانما سيكتفي بالتركيز على التحقيق بحثاً عن الحقائق.