تسبب زلزال بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر ضرب جنوب شرقي إيران أمس، في سقوط قرابة خمسمئة قتيل وأكثر من ألف جريح، لا سيما في محيط مركز الزلزال الواقع في بلدة زرند في إقليم كرمان، على بعد نحو سبعمئة كيلومتر جنوب شرقي طهران. وبلغ عمق الزلزال الذي استغرق 11 ثانية، 14 كيلومتراً تحت الأرض، في فالق"كوه بيان"بحسب مؤسسة رصد الزلازل الإيرانية، فيما رأت المؤسسات الأجنبية أنه وقع على عمق 42 كيلومتراً. وأعاد الزلزال إلى الأذهان ذكريات زلزال بقوة 6.7 درجة ضرب مدينة بم الواقعة على بعد 250 كيلومتراً جنوب شرقي زرند في كانون الأول ديسمبر 2003، وأسفر عن تسوية المدينة بالأرض ومقتل نحو 31 ألفاً. وفي هذا الإطار، أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية الإيرانية علي خانجاني في اتصال مع"الحياة"، أن حجم الأضرار الأخيرة لا تقارب الأضرار التي خلفها زلزال بم. وقال خانجاني إن المنطقة المنكوبة تشمل 40 قرية، وحجم التخريب الذي لحقها يراوح بين 20 ومئة في المئة، إذ دمرت 13 قرية في ناحية زرند ، و8 قرى في ناحية راور بشكل كامل، وهي قرى يبلغ عدد سكانها التقريبي نحو 15 ألف نسمة. ويبلغ عدد سكان القرى المنكوبة قرابة 30 ألف نسمة، وتفيد التقارير بتدمير ثمانمئة إلى تسعمئة منزل في هذه القرى بشكل كامل. وأشارت مصادر في الدوائر الرسمية في الإقليم إلى إمكان ارتفاع حصيلة الضحايا، في ظل معلومات عن تدمير كامل لقريتي داغويه وهودكن واللتين يسكنهما أكثر من ألف نسمة. وجرت معالجة قرابة ستمئة جريح في الموقع، فيما نقل خمسمئة آخرون إلى المستشفيات. وأكدت إدارة مستشفى زرند إصابة 5 آلاف شخص، في حين قالت السلطات إن عدد الجرحى قدر بألف شخص، من بينهم إصابات طفيفة تمت معالجتها. ويتوقع ارتفاع حصيلة الضحايا باعتبار أن عمليات الإنقاذ ما زالت في مراحلها الأولية وتعطلها الأمطار الغزيرة، إضافة إلى أن عدداً من الجرحى في وضع حرج. وعلى رغم ذلك، لم ير خانجاني حاجة إلى استدعاء مساعدات دولية، مؤكداً أن فرق الإنقاذ الإيرانية والهلال الأحمر والمؤسسات الإنسانية الأخرى انتقلت إلى المنطقة للمساعدة. وأرسلت 11 فرقة إنقاذ إلى الاقليم المنكوب من بينها فرق من الشرطة والجيش، إضافة إلى ثمانية خبراء في تسلق جبال، وعدد من المروحيات. وتجمع سكان إحدى القرى للصلاة، ليترافق ذلك مع عمليات إحصاء الخسائر. وأكدت السلطات انقطاع وسائل الاتصال في الإقليم، لافتة إلى مباشرة العمل لإصلاحها. هزات ارتدادية وسجلت وزارة الداخلية 20 هزة ارتدادية. وطلبت من السكان البقاء خارج منازلهم على رغم انهمار المطر. وأغلقت إمدادات الغاز في المنطقة وأخليت المدارس. كما طلب من السكان عدم استخدام الهواتف الخلوية، إلا في حال الضرورة، منعاً لتعطيل الشبكة. وتقطعت السبل المؤدية إلى عدد من القرى، إلا أن فرق الإنقاذ عادت وشقتها. وكانت كل محطات الرصد الزلزالي في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية سجلت الزلزال الإيراني، بحسب تأكيد الدكتور خالد بن سليمان الدامغ، رئيس شبكة الرصد الزلزالي في المدينة. وتوقع الدكتور الدامغ حدوث هزات ارتدادية بالقرب من موقع الزلزال خلال الأيام المقبلة. وفي برلين، عرضت منظمة"تيشنشس هيلفزفرك"للمساعدات التقنية إرسال فريق للإغاثة من الكوارث إلى الإقليم الإيراني المنكوب. ويذكر أن المنظمة التي تدعمها الحكومة، متخصصة في إزالة الانقاض وفتح الطرق وإصلاح المرافق بعد الكوارث.