خلّف زلزال عنيف في محافظة كرمان جنوب شرقي إيران أمس، كارثة إنسانية تمثلت في سقوط أكثر من أربعة آلاف قتيل و30 ألف جريح بفعل قوته المدمرة التي وصلت إلى 3.6 درجات على مقياس ريختر. وجاء الزلزال الثالث من نوعه في كرمان، مبكراً إذ فاجأ أهالي مدينة بم التاريخية عند الخامسة والنصف صباحاً أي في آخر ساعات نومهم، واستطاع أن يُدمر ويُحدث أضراراً في أكثر من 40 في المئة من المنازل والمستشفيات والإدارات الحكومية. وأفادت السلطات أن حال غالبية الجرحى "حرجة" ما يرشح ارتفاعاً في حصيلة الضحايا. وقالت إن من بين الضحايا أفراد الطاقم الطبي في مستشفى الإمام الخميني في المدينة. وأكد النائب في البرلمان الإيراني عن محافظة كرمان منصور سليماني أن هياكل المنازل المبنية من الطين في بم التي يبلغ عدد سكانها نحو 90 ألف نسمة، تدفع إلى الاعتقاد بأن عدد القتلى سيتجاوز عشرة آلاف شخص. وأفادت تقارير أن الكثير من السكان بكوا موتاهم في الشوارع كما اشتكوا من بطء عمليات الإنقاذ. الآثار التاريخية وشملت الخسائر المعالم الحضارية للمدينة، فدمرت القلعة التاريخية فيها والتي شيّدت قبل أكثر من 2500 عام، إضافة إلى الحي التاريخي الذي كان يجتذب مئة ألف سائح سنوياً. وتبعت الزلزال هزات ارتدادية بلغت إحداها 5.6 درجات وأخرى بقوة 4.5 درجات، وسجل أيضاً حصول هزة أرضية بقوة 4 درجات في محافظة خوزستان جنوبإيران. وأعلن مرصد علوم الأرض في ستراسبورغ أن الزلزال هو الأقوى في هذه المنطقة منذ عام 1998. ويكثر وقوع الزلازل في إيران حيث أفادت أرقام رسمية أن نحو ألف هزة أوقعت زهاء 17600 قتيل و53 ألف جريح منذ 1991، إضافة إلى أنه الزلزال الثالث في كرمان منذ عام 1981. وأعلن الهلال الأحمر الإيراني حاجته الملحة إلى التبرع بالدم من الفئات كافة، كما بث التلفزيون مشاهد من مستشفيات في طهران غصت بالمتبرعين بدمائهم لجرحى الكارثة. وطلبت السلطات مساعدات من الشعب ومن بينها الأغطية والأغذية والمساعدات المالية. وأصدر الرئيس الإيراني محمد خاتمي تعليمات صارمة إلى كل الأجهزة المعنية بتقديم المساعدات الفورية لإغاثة المنكوبين. وظهرت في الأوساط السياسية دعوات إلى التزام قواعد مقاومة الزلازل في أعمال البناء، نظراً إلى وقوع معظم الأراضي الإيرانية على خط الزلازل. تعاطف دولي في غضون ذلك، وجهت إيران نداءً دولياً لتلقي مساعدات عاجلة. وأعلن مركز مكافحة الكوارث: "نحتاج إلى كلاب مدربة ومعدات رصد وأغطية وأدوية وأغذية وكذلك إلى منازل جاهزة الصنع لمقاومة برودة الشتاء". وجاءت استجابة بعض الدول سريعة في عرض المساعدة، ومن بينها بلجيكا وتركيا واليونان وألمانيا وإسبانيا وروسيا التي قدمت أربع فرق إغاثة ترافقها كلاب مدربة على البحث عن الضحايا بين الأنقاض. وكانت السلطات الإيرانية استنفرت أجهزة الإنقاذ، في حين شاركت قوات من الجيش والحرس الثوري في أعمال الإغاثة التي تستخدم فيها مروحيات لنقل المصابين. وقال النائب حسين مراشي إن السلطات أقامت في بم خلية أزمة وأرسلت مروحيات إلى المنطقة المنكوبة. كما أرسل سلاح الجو طائرتي نقل من طراز "سي-130" محملة مواد إغاثة وأدوية. اقوى الزلازل في ايران منذ الثمانينات 26/12/2003: أكثر من 4 الاف قتيل في بم محافظة كرمان ودمار اثار تاريخية. 22/6/2002: نحو 305 قتلى ودمار في 60 قرية في الشمال الغربي. 10/5/1997: 2400 قتيل في بيرجند شمال شرقي قرب الحدود الافغانية. 28/2/1997: نحو الف قتيل والاف المشردين في الجنوب الغربي أردبيل. 21/6/1990: أكثر من 40 ألف قتيل في الشمال الغربي جيلان وزانجان. 28/7/1981: مقتل ما بين 4 آلاف و8 آلاف شخص في كرمان. 11/6/1981: سقوط ما بين ألف وثلاثة آلاف قتيل في كرمان ايضاً.