هزّ زلزال بقوة 6.3 درجات على مقياس ريختر امس، مدينة بم التاريخية في جنوب شرقي ايران. وافادت مصادر رسمية ان الزلزال أودى بحياة ما يراوح بين خمسة وعشرة آلاف قتيل، فيما اصيب نحو 30 الفاً آخرين، ودمر 60 في المئة من مباني المدينة وآثارها. راجع ص 7 واستجابت دول اجنبية عدة من بينها روسيا لطلب ايران المساعدة الدولية في عمليات الاغاثة المستمرة والتي شارك فيها الجيش والحرس الثوري، فيما عرضت واشنطن وتل ابيب المساعدة. وقال الناطق باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان ان واشنطن مستعدة للمساهمة في عمليات الاغاثة الجارية، في حين اعلنت منظمات اهلية اسرائيلية انها تفكر في تقديم خبرتها في عمليات الاغاثة. ونقلت شبكة "سي أن أن" عن مصادر في الحكومة الايرانية ان حصيلة ضحايا الزلزال قد تتجاوز ال20 الف قتيل، فيما اكد النائب في البرلمان الايراني عن محافظة كرمان منصور سليماني ان هياكل المنازل المبنية من الطين في بم التي يبلغ عدد سكانها نحو 90 ألف نسمة، يدفع الى الاعتقاد بأن عدد القتلى سيتجاوز عشرة آلاف شخص. وأعلنت السفارة الايرانية في باريس ان حصيلة ضحايا الزلزال بلغت 10 آلاف، مشيرةً الى انه "نظراً الى الظروف الجغرافية والمناخية في المنطقة والطبيعة المعمارية والمادة المستخدمة في بناء مدينة بم، نرحب بأي مساعدة دولية من اي نوع طبية، اغذية، صحية، ملابس، فنية خصوصاً في ما يتعلق بانتشال الجثث من بين الانقاض". واسهم توقيت الزلزال فس الخامسة والنصف صباحاً، وهو الثالث من نوعه في كرمان منذ عام 1981، في رفع عدد الضحايا، اذ وقع قبل ان يستيقظ السكان. وقال وزير الداخلية الايراني رضا موسوي لاري: "لا نستطيع توقع الحجم الحقيقي للضحايا"، لأن كثيرين ما زالوا مدفونين تحت انقاض المدينة التي تغيرت ملامحها خصوصاً في القلعة الاثرية والسوق المجاورة لها. وأكدت وكالة الانباء الايرانية الرسمية ان الفين من ضحايا الزلزال دفنوا جنوب شرقي ايران. ونقلت عن مصادر محلية ان "نحو ثلاثة آلاف جريح نقلوا الى مستشفيات كرمان". ودمر الزلزال ابراج القلعة التاريخية التي شيّدت قبل اكثر من 2500 عام، اضافة الى حي تاريخي كان يجتذب مئة ألف سائح سنوياً. وأكدت السلطات ان هزات ارتدادية بلغت قوة احداها 5.6 درجات تبعت الزلزال مباشرة، كما سجلت هزة ارضية بقوة 4 درجات في محافظة خوزستان جنوبايران. وأعلن مرصد علوم الارض في ستراسبورغ ان الزلزال هو الاقوى في هذه المنطقة منذ عام 1998. وأعلن الهلال الأحمر الإيراني حاجته الملحة الى التبرع بالدم من الفئات كافة، كما بث التلفزيون مشاهد من مستشفيات في طهران غصت بالمتبرعين بدمائهم لجرحى الكارثة. وكانت السلطات الايرانية استنفرت اجهزة الإنقاذ، في حين شاركت قوات من الجيش والحرس الثوري في اعمال الإغاثة التي تستخدم فيها مروحيات لنقل المصابين. وقال النائب حسين مراشي إن السلطات اقامت في بما خلية ازمة وأرسلت مروحيات الى المنطقة المنكوبة. كما ارسل سلاح الجو طائرتي نقل من طراز "سي-130" محملة مواد اغاثة وادوية.