سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عضو اللجنة المركزية للحركة أقر بأن فوز عباس بالرئاسة قابلته "هزيمة مدوية" في الانتخابات البلدية الافرنجي ل"الحياة": اطلاق النار في خيمة العزاء بعرفات . في غزة شكل نقطة تحول استدعت إعادة بناء "فتح" تنظيمياً
كشف عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح عبدالله الافرنجي ان ما عرف ب"حادثة خيمة العزاء"للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في مدينة غزة في يوم العزاء الثالث والتي اطلق مسلحون داخلها النار شكلت"خطرا كبيرا"على حركة"فتح"استدعى مبادرة عاجلة ومكثفة لاركان اللجنة المركزية، اعلى هيئة قيادية ل"فتح"لاعادة تشكيل وبناء جهازها التنظيمي على اسس ديموقراطية لاستنهاضها من حالة الركود التي اصابتها منذ انتقال السلطة الى ارض الوطن. وأكد الافرنجي، وهو مفوض فلسطين لدى المانيا، في مقابلة خاصة مع"الحياة"ان حركة فتح منيت ب"هزيمة كبيرة"في الانتخابات البلدية الجزئية التي جرت في قطاع غزة امام"حركة المقاومة الاسلامية"حماس، ليس لان الاخيرة"اقوى"في الشارع الفلسطيني بل"لوجود خلل"داخل الحركة تتحمل قيادة الحركة مسؤوليته بالكامل. و بدا الافرنجي الذي قاد الحملة الانتخابية للرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن في قطاع غزة، والتي احرز فيها الاخير انتصارا كبيرا بحصوله على اصوات ما يزيد عن 69 في المئة من المقترعين، مصمما على رفض تولي اي منصب وزاري في الحكومة الفلسطينية الجديدة قيد التشكيل رغبةً منه في التفرغ للعمل في اعادة تنظيم حركة"فتح"لمواجهة الاستحقاقات التي تنتظرها ولتحقيق توجه لدى اللجنة المركزية بعدم مشاركة اعضائها في الحكومات الفلسطينية. واعترف الافرنجي بتداعيات انتقال القيادة الفلسطينية وانشاء"السلطة"داخل الاراضي الفلسطينية بعد التوقيع على اتفاقات اوسلو على اداء وفاعلية اللجنة المركزية التي شهدت بعد رحيل الرئيس الفلسطينيعرفات ما يشبه"طفرة"في الطريقة التي تمكنت بها من انجاز"انتقال سلس"في السلطة. واعتبر الافرنجي ان الرئيس الراحل يعتبر"ظاهرة لا تتكرر الا كل ثلاثمئة او اربعمئة سنة غطت على كثير من المؤسسات في الساحة الفلسطينية بما فيها اللجنة المركزية". وقال ان ذلك برز بقوة منذ انتقال السلطة الفلسطينية الى الداخل من دون ان يرافق ذلك انتقال كامل اعضاء اللجنة المركزية الى الاراضي الفلسطينية. واشار الى ان"نصف اعضاء المركزية آنذاك رفضوا اتفاقات اوسلو ولم يعودوا، والنصف الاخر من بينهم عرفات نفسه وافقوا عليها فرجحت كفة الميزان مع ابو عمار، يرحمه الله". واضاف:"في حينها كانت اولويات ابوعمار بناء السلطة وبالتالي بناء الدولة وهذا تم على حساب حركة فتح ومؤسساتها. وما حدث للجنة المركزية لم يكن بهدف تهميشها بل كان مرتبطا باولويات العمل التي املتها الاتفاقات. ولهذا السبب كان هناك ركود في الحياة التنظيمية لحركة فتح ومؤسساتها. يضاف الى ذلك غياب اعمدة الحركة الذين قاموا ببنائها واعطائها البعد الفكري والايديلوجي امثال هايل عبد الحميد ابو الهول وخليل الوزير ابو جهاد وصلاح خلف ابو اياد وسعد صايل وغيرهم. نصف عدد مؤسسي حركة فتح واعضاء اللجنة المركزية استشهدوا". وتابع:"منذ اليوم الاول لرحيل الرئيس بدأت اللجنة المركزية بنشاط مكثف افضى الى هذا الانتقال السلس في السلطة الذي شهد له العالم اجمع". واكد ان"نقطة التحول"والأخذ بزمام الامور بقيادة الرئيس محمود عباس ابو مازن وقعت مباشرة بعد"حادثة الخيمة"في غزة التي اطلقت فيها النار، وقال:"في لحظتها واجهت حركة فتح مشكلة داخلية حقيقية والفوضى التي وقعت كان من الممكن ان تتوسع وتشكل خطراً كبيراً جدا على"فتح". ابو مازن لم يكن مستهدفا ولكن كان من الممكن ان تودي بحياته مع عدد كبير من القيادات والافراد الذي``ن كانوا موجودين. هذه الفوضى كانت نتيجة احتقان داخلي في حركة فتح، ولكن مبادرة ابو مازن السريعة بعقد اجتماع للجنة المركزية في غزة والقرارات التي اتخذَت وتوجت باجتماع المجلس الثوري وترشيح ابو مازن للرئاسة وشهدنا حالة من الاستنهاض ادت الى فوز ابو مازن". غير ان فوز مرشح حركة"فتح"في الانتخابات الرئاسية قابلته"هزيمة مدوية"للحركة في الانتخابات البلدية امام مرشحي حركة"حماس"في مناطق"تملكها فتح"، كما قال. ورأى الافرنجي ان"فتح"ما زالت هي التنظيم الاقوى على الساحة الفلسطينية"عدداً وانتشاراً وكفاءة. يجب ان نسجل ان ذلك كان هزيمة كبيرة لحركة فتح ويجب تداركها سريعا. ولكن السبب ليس لان"حماس"اقوى بل لوجود خلل في فتح. هذا الخلل تمثل في تراكم القيادات وغياب ميداني للقيادة المركزية عن الشباب وهذا خلق طموحات بين هؤلاء الشباب ... الكل يريد ان يقود. لذلك شهدنا مشاركة فتح في بعض المناطق بثلاث او اربع لوائح انتخابية ما شتت الاصوات، بينما حركة"حماس"نظمت نفسها واعدت لوائحها جيدا. نحن مسؤولون كقيادة صف اول عن هذا العطب والخلل، واعني اللجنة المركزية والمجلس الثوري والاطر الاقليمية والمناطقية لحركة فتح". وقال الافرنجي ان هناك، في اطار معالجة هذه المشكلة، عملية"اعادة تأطير"لابناء الحركة و"هناك عدد كبير من هؤلاء الذين يجب ان يتم تأطيرهم. وشروط العضوية تستند الى ثلاثة معايير: الاقدمية والكفاءة والنشاط. وهؤلاء سيجري انتخابهم في اطار الاقاليم والمناطق ليشاركوا في المؤتمر العام السادس لحركة"فتح"الذي سيعقد في الرابع من آب اغسطس العام الجاري الى جانب الاعضاء القدامى لتتم عملية انتخابات ديموقراطية تتاح من خلالها الفرصة امام القيادات الشابة لأخذ مواقعها في الاطر الجديدة". ونفى الافرنجي وجود محاولات من جانب عدد من اعضاء اللجنة المركزية لحركة"فتح"ممن يعرفون ب"الحرس القديم"لعرقلة عقد المؤتمر السادس للحركة او استمرار"الاحتكاكات"في ما بينهم. وقال:"هناك تقليد في حركة"فتح"منذ انشائها حركةً ديموقراطية: الخلافات لم تبق يوما داخل الحركة ودائما كانت تجد طريقها الى الخارج. التقليد هو ان حل هذه الخلافات لا يأتي بلي الذراع او كسرها بل من خلال الحوار والمناقشات وان لم يحدث ذلك، تترك هذه الخلافات للزمن يحلها. وهذا ما حافظ على حركة"فتح"من جميع المؤامرات التي حيكت في الاردنولبنان وحتى محاولة الانشقاق في شمال لبنان ومحاولة استبدال القيادة."فتح"انشئت منذ العام 1965 وصمدت بينما دول انهارت مثل العراق ويوغسلافيا والاتحاد السوفياتي. السر في"فتح"هو ان خلافاتنا لا تقود الى خلق جبهات ضد بعضنا البعض".