يسجل رئيس الوزراء الاسرائيلي غداً الأحد انتصاراً كبيراً لخطة"فك الارتباط"التي تقضي بالانسحاب من قطاع غزة وأجزاء من الضفة الغربية وتكرس السيطرة الاسرائيلية على أكثر من سبعة في المئة من أراضي الضفة عبر ضم ثلاث كتل استيطانية ومدينة القدس. وأفادت مصادر اسرائيلية أن"الصفقة"التي توصل اليها شارون مع وزراء معارضين"ستحظى بموافقة غالبية واسعة من أعضاء الحكومة التي ستعقد جلستها الأسبوعية غداً الأحد والذي سمته وسائل الاعلام الاسرائيلية"الأحد الكبير". ورجحت مصادر اسرائيلية متطابقة أن يحظى مشروع القرار المزدوج باخلاء المستوطنات اليهودية من قطاع غزة وأربع أخرى من شمال الضفة واقرار مسار الجدار الاسرائيلي بموافقة 17 وزيراً من أصل 21. ويقضي مشروع القرار الذي وزعه سكرتير الحكومة الاسرائيلية ليل أول من أمس على الوزراء باخلاء المستوطنات على أربع مراحل تقسم خلالها المستوطنات المزمع اخلاؤها الى أربع مجموعات تنفذ المرحلة الأولى في 30 نيسان أبريل المقبل. ويربط القرار عملية الاخلاء ب"الظروف السائدة"اذ أشار الى أن"الحكومة الاسرائيلية ستعقد جلسة عند اقتراب موعد اخلاء كل مجموعة من المستوطنات وستناقش الظروف المستقبلية وتدرس تأثيرها على تنفيذ الاخلاء"، اضافة الى"مناقشة الجداول الزمنية التي ستحدد لكل مجموعة بما يتلاءم مع الاخلاء". وتلبي هذه الشروط مطالب الوزراء بنيامين نتانياهو وسلفان شالوم وليمور ليفنات بضرورة تنفيذ عملية اخلاء المستوطنات على مراحل ورهنها ب"الظروف السائدة حينها". وستصادق الحكومة الاسرائيلية في الجلسة ذاتها على"المسار المعدل"للجدار الذي سيضم ثلاث كتل استيطانية ضخمة أقيمت على الأراضي المحتلة العام 1967 وهي"معاليه أدوميم"شرق القدس و"غوش عتصيون"جنوبها، اضافة الى تكتل"أرييل"المقام على أراضي مدينتي نابلس وسلفيت شمال الضفة. وأشارت صحيفة"هآرتس"الاسرائيلية الى أن العمل في انشاء شارع"دائري"يصل بين شمال الضفة وجنوبها من دون المرور في القدس سيبدأ قريباً، في ضوء قرار ستتخذه الحكومة غداً الأحد بضم مستوطنة"معاليه ادوميم". وذكرت مصادر اسرائيلية أن حزب العمل بزعامة شمعون بيريز يقف وراء تأييد المسار الجديد للجدار الذي اعتبر أحد زعماء الحزب حاييم رامون انه"أقرب الى رؤية حزب العمل"من المسار الذي جرت المصادقة عليه في تشرين الثاني نوفمبر العام 2004. اذ سيصادر ويضم الى اسرائيل أكثر من سبعة في المئة من أراضي الضفة الغربية بدلاً من 17 في المئة حددها المسار الأصلي للجدار. ويترك هذا المسار الجديد للفلسطينيين نحو 15 في المئة من أرض فلسطين التاريخية. وترى الحكومة الاسرائيلية أن"اقترابها"من خط الهدنة لحرب العام 1967 والمعروف ب"الخط الأخضر"سيضمن لها تخفيف حدة الانتقادات الدولية للجدار الذي أصدرت محكمة العدل الدولية في لاهاي العام الماضي قراراً استشارياً بازالته وتعويض الفلسطينيين المتضررين منه. من جهته، قال بيريز في تصريح الى الاذاعة الاسرائيلية رداً على سؤال عما اذا كان الانسحاب من الشريط الحدودي في قطاع غزة مع مصر على الأجندة الاسرائيلية:"أعتقد ذلك". وأضاف أن الجانب الاسرائيلي"يسعى الى حل يمكن الفلسطينيين من حرية الحركة والا ستغلق كل الجهات عليهم"، مشيراً الى"حاجة الجيش الاسرائيلي الى مساعدة المصريين في الانسحاب من المنطقة الحدودية". وجاءت تصريحات بيريز في أعقاب اجتماعه مع رجل الأعمال الاماراتي محمد العبار الذي ناقش بحسب مصادر اسرائيلية مسألة شراء المستوطنات اليهودية والمزارع والمصانع في قطاع غزة من الاسرائيليين بعد انسحابهم منه.