ثارت عاصفة سياسية في بريطانيا بعدما اتهم النائب العمالي المخضرم تام داليل رئيس الوزراء توني بلير بأنه يحيط نفسه بمجموعة من "المستشارين ذوي الميول اليهودية" الذين يؤثرون في سياساته وفكره. ووجه داليل، وهو "ابو" مجلس العموم البريطاني، اي اكبر اعضائه سناً، هذه الاتهامات الخطيرة الى بلير في حديث صحافي له نشرته صحيفة "صنداي تلغراف" امس، وأشار فيه بالاسم الى كل من مستشار بلير لشؤون الشرق الأوسط ومبعوثه للمنطقة وصديقه، وجامع التبرعات الرئيسي لحزب العمال البريطاني اللورد ليفي، كذلك الوزير السابق بيتر ماندلسون وهو من أصل يهودي، اضافة الى وزير الخارجية جاك سترو الذي له هو الآخر أصول يهودية من أحد والديه. وانبرى مكتب بلير لنفي هذه الاتهامات التي وصفها بأنها "مثيرة للسخرية". لكن من الواضح ان هذه الاتهامات أثارت حفيظة بلير في وقت يحاول فيه كسب ود العالم العربي بعد الحرب على العراق والآثار السلبية التي خلفتها في المنطقة، كذلك بعد نشر "خريطة الطريق" التي يعتبرها رئيس الوزراء البريطاني وسيلة لتهدئة العرب. ونفى داليل ان تكون ملاحظاته تندرج في اطار "العداء للسامية"، وهي التهمة التي يلصقها اللوبي اليهودي عادة بأي تعليقات ليست مؤيدة لإسرائيل. وأشار في محاولة لتبرير اتهاماته بأن هناك "حملة ضد سورية وايران وينبغي على المرء أن يكون صريحاً". واضاف انه يعتقد أيضاً أن بلير يتأثر بطريقة غير مباشرة بشخصيات يهودية في الادارة الأميركية مثل نائب وزير الدفاع الاميركي بول وولفوفيتز والناطق باسم البيت الأبيض آري فلايشر، مشيرا الى "ان بلير متعاطف جدا معهم". وبدوره تصدى اللورد العمالي اللورد جانر الذي يعتبر من أقطاب اللوبي اليهودي في بريطانيا لاتهامات داليل، وقال انها غير صحيحة وليس لها أساس. وأضاف ان "بلير مستقل الفكر ويتبع فقط النصائح الصحيحة". لكن جانر لم ينكر ان بلير "صديق للشعب اليهودي والدولة اليهودية". الى ذلك، قوبل اعلان بلير خلال مقابلة معه ان "ليس التاريخ والناخبون وحدهم الذين سيحكمون على في ما يتعلق بالعراق وانما خالقي" بانتقاد من جهة وثناء من جهة اخرى. وقالت كيتي كيه التي كانت جارة لبلير في منطقة هاكني في الثمانينات عندما سئلت عن تصريحات بلير عن الدين انه يشعر بالقلق دائما في هذا المجال "خصوصا عندما نسمع الانتقادات الكثيرة الموجهة للميول الاصولية في ادارة جورج بوش. وكان رئيس الوزراء حريصاً خلال الحرب على العراق على ان لا تفسر الحرب بانها حملة صليبية على الاسلام". وتحدث بلير عن اعتقاده الديني هذا في مقابلة مع صحيفة "ذي تايمز" البريطانية وقال فيها انه مستعد لمقابلة خالقه و"الاجابة عن جميع الذين قتلوا او شوهوا بسبب قراراتي". وتعرض بلير لانتقاد شديد من المعلق السياسي ماثيو باريس الذي قال في برنامج "توداي" في القناة الرابعة في اذاعة "بي. بي. سي" ان "لديه بلير اعتقاداً مفككاً أولاً بطهارة نيته، وثانياً بأن نياته الطيبة لا تقود الا الى نتائج طيبة، وثالثا بانه سيقنع الناس".