هل يؤثر انتخاب مايكل هاورد لزعامة حزب "المحافظين في علاقات الحزب مع العالم العربي، بسبب عضويته في "رابطة اصدقاء اسرائيل" في حزب المحافظين، كذلك لأن وسائل الاعلام اليهودية في بريطانيا أبرزت أصوله اليهودية؟ من المؤكد ان هاورد سيحاول بعد تأكيد انتخابه زعيماً لا منافس له للحزب المعارض الرئيسي في بريطانيا والذي كان حزب السلطة لعقود طويلة، ان يبعث بإشارات ودية الى العالم العربي على انه سيتبع سياسة متوازنة بين العرب واسرائيل. لكن المعروف ان المحافظين انتهجوا خلال السنوات الاخيرة في المعارضة سياسات اكثر انحيازاً لاسرائيل وانتقاداً للسلطة الوطنية الفلسطينية. وكان موضوع اتفاق المحافظين على اختيار هاورد هو العنوان الرئيسي لصحيفة "جويش كورنيكل"، المطبوعة اليهودية الرئيسة في بريطانيا. فقالت ان هاورد "سيصبح على الارجح اول زعيم يهودي للمحافظين منذ دزرائيلي رئيس الوزراء الراحل" الذي كان اول رئيس للوزراء في بريطانيا من اصل يهودي. ولكن من المعروف ان دزرائيلي تربّى على اسس الدين المسيحي. وابرزت "جويش كرونيكل" ايضاً تصريحات سابقة لهاورد يؤكد فيها ان تربيته وفقاً لاصول الدين اليهودي كانت "هادياً بارزاً له". وفي الاجواء السياسية الدولية الراهنة لو قامت مطبوعة عربية بإدخال الدين الاسلامي في اي تحليل سياسي لها فإنها ستتعرض في بلد مثل بريطانيا لانتقادات شديدة وربما لاتهامات اكثر خطورة من ذلك من بينها ضيق الافق والانحياز. لكن "جويش كرونيكل" لم تكن وحدها التي ابرزت امس الاصول اليهودية لهاورد اذ ان صحيفة "ذي غارديان" اختارت هذا الموضوع لكي يكون قصة الغلاف لملحقها الرئيسي. وهي ركزت على مشاعر الفخر التي اعربت عنها "جويش كرونيكل" بالنسبة الى زعامة هاورد للمحافظين التي اصبحت شبه مؤكدة. وقالت "ذي غارديان" ان اختيار هاورد "يمثّل معلماً ودليلاً على قبول بلد مثل بريطانيا لليهود على نحو صادق بعدما كانوا في ماض بعيد لا يلقون الترحيب بل يتم استبعادهم". وكانت "جويش كرونيكل" ذكرت قراءها امس بأن هاورد لم يخفِ مطلقاً جذوره اليهودية، مشيرة الى انه عضو في معبد سان جونز وود اليهودي الليبرالي. وكان والده مهاجراً من رومانيا واستقر في منطقة ويلز. اما والدته السيدة هيلدا فتقيم في لندن وهي عضو في معبد ستانمور اليهودي المعروف. وقالت الاسبوعية اليهودية ان هاورد ينتمي ايضاً الى عضوية منظمات يهودية عدة معروفة اجتماعية وسياسية. وقد دافع في مجلس العموم بشدة عن اسرائيل في مواجهة الهجمات الانتحارية الفلسطينية، ولكنه كان طالب اسرائيل ايضاً بأن تتمسك باتفاقات اوسلو وان تكون مستعدة للتخلي عن الارض في مقابل السلام. وقالت اوساط ديبلوماسية عربية ان العرب جربوا المحافظين والعمال طوال العقود السابقة ولم يروا فوارق كبيرة في السياسة تجاه القضية الفلسطينية، ثم ان الحزبين كانا على وفاق تاريخي في مرحلة الاعداد للحرب على العراق، لذلك فإن وجود شخصية يهودية او غير يهودية في زعامة المحافظين لا يعني تغييراً جذرياً في المواقف خصوصاً ان جانباً مهماً من السياسة البريطانية بات يستشف من التوجهات الاميركية. واعتبرت هذه الاوساط ان الحوار قائم ومستمر بين الديبلوماسيين العرب في لندن وبين زعامتي الحزبين الرئيسين، اما في ما يتعلق بهاورد فإن الاوساط العربية تترقب باهتمام مواقفه وسياساته بالنسبة الى الشرق الاوسط بعد تأكيد انتخابه كزعيم للمحافظين قريباً، وستكون لها مواقف من سياساته لا من انتمائه الديني.