بين يدي الآن محاضرة ألقاها انطوني ليك، مستشار الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، لشؤون الأمن القومي، في"معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط"، بحثتُ فيه عن شيء مما تُتهم به الحضارة الإسلامية والتاريخ الإسلامي عموماً، على ألسنة القادة الأميركيين اليوم، فلم اجد في كلامه إلا نقيض ما نسمعه من خلف كلينتون اليوم. وعدت الى مذكرات كيسنجر، وهو اليهودي الذي لم يخف عاطفته اليهودية يوماً، وإن كان، ولا يزال، يدعي عدم التزامه بمذهبه الديني، فلم اجد فيها شيئاً مما يؤيد التهم العجيبة التي تلصق بالإسلام وحضارته، في البيت الأبيض اليوم. وبحثت هنا وهناك مطولاً عن كلمة"الإرهاب"التي غدت هي حيثية الحكم على الإسلام بالإعدام. فلم اجد لها ذكراً قط. إنني افهم كيف يتطور المستقبل من حال الى حال... ولكنني لا أفهم كيف يتطور الماضي هو الآخر، بعد ان جمدت واستصلبت وقائعه، وأغلق عليها في مخزن التاريخ. بالأمس كانت الحضارة الإسلامية، فيما يؤكده البيت الأبيض، علمية في نشأتها، انسانية في غايتها. واليوم: كانت الحضارة الإسلامية همجية في نشأتها، عدوانية في غايتها، فيما يؤكده المصدر ذاته! تلك هي المصيبة الكبرى التي تحيق بالتاريخ، عندما يغدو ورقة يتقاذفها في ما بينهم تجار السياسة وسماسرتها. وإنني لأجزم بأن ليس في الجرائم كلها ما هو اشنع من جريمة توظيف التاريخ لخدمة اطياف السياسة، واستنطاقه بما يهواه تجارها، على اختلافهم في المذاهب والأهداف. عندما اخرج صموئيل هنتنغتون كتابه"صدام الحضارات"كان طيف السياسة الأميركية يقتضي آنذاك تكذيبه في ما اتهم به الحضارة الإسلامية وتاريخ الإسلام. فلما وقعت حادثة 11 ايلول سبتمبر عام 2001 اختلف الأمر، فقد اقتضى اللون الجديد للسياسة الأميركية تصديقه في كل ما زعم! وهكذا نشهد كيف آلت الحقيقة في عصرنا الى وهم، لا تجسده إلا قوالب السياسة والأهواء المتصارعة... بل اننا لنشهد كيف حلت"الذرائعية"محل قدسية الصدق الذي يجب ان يسري بين اللسان والواقع، وكيف انتصرت نبوءة وليم جيمس المبشرة بإخضاع الحقيقة الكونية للرغبة بدلاً من اخضاع الرغبة لها. ترى ما الفائدة المرجوة إذن من بيان الحقيقة والدفاع عنها؟ وفيم الخوض إذاً في الحديث عن الحضارة الإسلامية وتاريخها وموقع الحرية الإنسانية فيها؟ ألم تذوّب الحقيقة أياً كانت في اسيد السياسة؟ والجواب اننا لا نطمع في حديثنا عن الحقيقة والكشف عنها، بتحويل انظار ساسة الغرب الأميركي إليها، وتبصيرهم بها. ولكننا نرمي من وراء التنبيه إليها وإقامة البراهين على وجودها الى ان لا ينخدع الأغرار من ابناء جلدتنا بالغيوم السياسية الداكنة التي تمتد على صفحتها. إن في هؤلاء الأغرار من أنستهم الصراعات السياسية وقائع التاريخ ووضعتهم منها امام البدائل الكاذبة. وعلى كل، فإن كان في الناس اليوم من يركلون التاريخ بأقدامهم في سبيل السياسة، فإن قدسية الحقيقة تدعونا الى ان نركل السياسة في سبيل الإبقاء على حقائق التاريخ. يقول التاريخ: ان نسيج الحضارة الإسلامية إنما تكامل من خلال الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي بدءاً من عقائده، الى عباداته، فسائر شرائعه وأحكامه. فكيف انتشر الإسلام ديناً، في الأقطار والمجتمعات المترامية الكثيرة، التي تتفيأ اليوم ظلال الإسلام، حتى اعقبها إثر ذلك ظهور ما يسمى بحضارة الإسلام؟ وهل كان لسياسة القسر والإرغام اثر في ذلك؟ ان الذي يجيب عن هذا السؤال، معنى التكليف الذي خاطب الله به عباده عن طريق الرسل والأنبياء. وقد عرَّف العلماْء التكليف بأنه الخطاب من الله بالأمر والنهي الى عباده. ولا بد لتوجه هذا الخطاب اليهم من توافر العناصر التالية: أولاً: الإعلام الذي هو ثمرة توجه خطاب الله الى الانسان. اذ لولاه لما تحقق لدى الانسان العلم بأنه مكلف، ومن ثم لما استقر لديه أي موجب من موجبات التكليف. ثانياً: التمكن من القيام بالمطلوب، تصوراً وفهماً في المعتقدات، وممارسة سلوكية في التروك والأفعال. ثالثاً: توافر الخيار لدى الإنسان في ان يستجيب أو لا يستجيب للأمر الصادر اليه من الله عز وجل. ذلك لأن الانقياد للأمر لا يكون الا عن طواعية ورضا. فمن لم يدرك انه يتمتع بالحرية، أي القدرة الذاتية على ان يستجيب أو لا يستجيب للأمر الصادر اليه، فإن معنى الاستجابة أو عدمها للتكليف لا يمكن ان يتحقق فيه. اذاً فمن الثابت ان التكاليف التي خاطب الله بها عباده، لا تتأتى الاستجابة لها الا في مناخ الحرية التامة اذ يملكها الإنسان، اذ هي التي تشعره بأنه متمكن من أن يفعل أو أن لا يفعل ما طلب منه. ومن هنا يتجلى الفارق بين ما يسميه العلماء بأوامر الله التكوينية وأوامره التكليفية. فالتكوينية منها هي المقرونة بالخلق المباشر من دون وساطة اختيار في نفس المأمور، كسائر ابداعات الله الكونية وكسلسلة مخلوقاته في عالم الجماد والنبات والحيوانات. أما التكليفية منها فهي التي اتجهت من الله تعالى الى الثقلين الإنس والجن، تخاطب في كل منهما وعيه، من خلال القوة التي بثها فيه والاختيار الذي متعه الله به... وذلك كي يكون انقياده لأوامر الله تعالى مقروناً باختيار ذاتي منه يستأهل عليه الأجر ان أحسن ويستحق العقاب ان أساء. ونظراً الى هذا الفارق الكبير بين كل من أوامر الله التكليفية والتكوينية، فقد كانت أوامره التكوينية كلها منفذة على أتم وجه من دون عصيان، على حين تواجه أوامره التكليفية اختيارات المكلفين ورغباتهم، فمن خاضع مستجيب لها، ومن متأب عليها معرض عنها. ذلك لأن طبيعة الأولى قائمة على الاجبار والتسخير، ولأن طبيعة الثانية قائمة على الاختبار والامتحان؟ فما الحصيلة التي ننتهي اليها من بيان هذه الحقيقة؟ انها تتمثل في أن عنصر الحرية لا بد ان يصاحب دائماً واقع التكليف، وان ادراك هذه الحقيقة ذو أهمية كبرى. اذاً فمهمة الداعي الى الله والدعوة الى الله جذع الجهاد ومصدر تنوعاته وأحكامه أن يبصّر الناس بهوياتهم وبأنهم مكلفون من قبل الله بأداء واجبات ووظائف محددة في نطاق الاعتقاد أولاً والسلوك ثانياً، وأن يتركهم بعد ذلك أحراراً في اتخاذ القرار الذي يشاؤون، على ان نذكرهم بعقاب الله الذي ينذر به المستكبرين والجاحدين. ذلك لأنهم لو سيقوا الى الانقياد لأوامر الله قسراً، لما استحقوا على هذا الذي سيقوا اليه أي مثوبة من الله عز وجل، اذ لا يدخل سلوكهم القسري في معنى الدينونة لله عز وجل. ومن هنا ندرك ان قول الله تعالى: لا اكراه في الدين جملة خبرية وليست كلاماً انشائياً كما يظن البعض. اذ معناه: لا يتأتى الاكراه على الدينونة الحقيقية لله عز وجل، اذ هي لا تتحقق الا طوعاً. ومن المعلوم ان اخبارات الله تعالى لا يتأتى فيها النسخ، كيف وان نسخ البيان الخبري لا بد أن يكون نتيجة خطأ أو كذب، وكلاهما يستحيل على الله عز وجل. وانطلاقاً من هذا القرار الاعلامي في هذه الآية، يحدد الله وظيفة رسوله صلى الله عليه وسلم في أمر الدعوة التي بعث بها، بالوقوف عند حدود الابلاغ والتذكير واقامة الحجج وازالة الشبهات، من دون ان يتجاوز شيئاً من ذلك الى أي قسر أو اكراه. ويتجلى هذا التحديد في مثل قوله تعالى: [فذكر انما انت مذكر]، وقوله: [فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظاً ان عليك الا البلاغ]. فإذا تقرر هذا فلنتذكر ان الجهاد القتالي ليس الا متفرعاً عن واجب الدعوة الى الله وحمية الأوطان والحقوق، مقيداً بالمعنى الذي ذكرناه وضمن الحدود التي بينها الله عز وجل. أي ان الجهاد القتالي لم يكن يوماً ما سعياً الى اكراه الناس على الاسلام، والا لناقض الفرع اصله. وشريعة الله مبرأة من ذلك. وكتاب الله يفيض بالأدلة الناطقة بذلك. ومن اجلاها هذا الأدب الانساني الرفيع الذي ألزم الله به رسوله وأصحابه، تقريراً لحرية الاختيار والرأي، وذلك أثناء معمعة القتال. اذ يقول الله عز وجل: [وإن احد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه، ذلك بأنهم قوم لا يعلمون]. ان من الواضح ان الجهاد القتالي، لو كان مشروعاً لارغام الناس على الاسلام، لجاء الكلام في هذه الآية متهافتاً مع مبدأ القسر والارغام. وجل بيان ربنا سبحانه وتعالى عن ان يلحقه خلف أو تهافت. ولقد استقصيت وقائع الجهاد القتالي الذي التحم فيه المسلمون مع غيرهم، منذ صدر الإسلام الى أواسط العصر الذهبي للحضارة الاسلامية، فلم أجد الا احد دافعين حمل المسلمين عليه: درءاً لبغي واقع، أو قضاء على خطة لبغي متوقع. أما الإسلام فقد شهد تاريخه الغابر، كما يشهد واقعه اليوم، انه انما سلك سبيله الى العقول قناعة ويقيناً، ثم الى القلوب تعلقاً وحباً. ولا أعلم ان بلدة أو قرية أو محلة في غابر التاريخ أو حاضره، أَرغم أهلها على الاسلام وهم له كارهون... وقد علمنا ان الحضارة الاسلامية هي الثمرة التي لا بد ان تحملها شجرة الاسلام حيثما وجدت، وأينما استنبتت، ذلك لأن الحضارة إنما هي ثمرة التفاعل الذي يتم بين الإنسان والكون والحياة... وهل الاسلام في مضمونه الا المنهج الأمثل الذي يرسمه القرآن للتفاعل الذي يجب أن يتم ما بين الانسان والكون والحياة، فكيف يتصور ان يصادم الاسلام نفسه أو ان تصادم الحضارة الاسلامية ذاتها؟ نعم... لقد ضاقت ذرعاً قيادات وجماعات في عهود شتى بالاسلام وهديه، ولاحقت الدعوة الاسلامية القائمة على المسالمة والحوار، بالمحاربة والتضييق، وتوجست خيفة من ضياء الحضارة الاسلامية الذي لا بد ان ينتشر في أعقاب بزوغ فجر الاسلام، فآثرت تلك القيادات من جانبها المقاومة والصدام... ولكن المسلمين القائمين بأمر الدعوة الى الاسلام والتعريف به لم يرغموا احداً على عقيدة أو دين. وانما وقفوا موقف الدفاع عن حرية الكلمة وقدسية الحوار. فكانت عاقبة ذلك ان انتعش الاسلام واشرقت حضارته: لا من خلال قهر وصدام، بل من خلال التلاقي، فالتعارف، في ساحة الحرية والحوار. وان لنا في قصة انتشار الاسلام، فالحضارة الاسلامية، في بقاع آسيا واوروبا، خير شاهد يجسد هذه الحقيقة ويؤكدها... هل في الناس من قال: ان الحضارة الاسلامية فرضت نفسها هناك بالقهر والصدام؟... بل هل في المؤرخين من قال: ان قطرة دم واحدة أريقت في بلدان جنوب شرق آسيا، او في ربوع اسبانيا، بين يدي تحرر هذه الثانية من ظلمات التخلف الأوروبي، ويقظتها على اشعة شمس الاسلام؟ وهل في المؤرخين من يجهل ان الحضارة الاسلامية لم تكن حيث ظهرت وانتشرت الا مائدة تفيض بكل ما يغذي الانسانية ويمدها بأسباب الرفاهية والمعرفة، يدعى اليها المسلمون وغير المسلمين على السواء؟ ها هو التاريخ يحدثنا ان غرناطة التي اعتنقت الاسلام عن طواعية وحب، كان فيها ما لا يقل عن خمسين مشفى تستقبل المسلمين والنصارى واليهود على السواء، من دون أي امتياز أو تفريق... وكان فيها ما لا يقل عن عشرين جامعة ومعهداً للعلوم المتنوعة، تعج بالمسلمين وغيرهم على السواء... وفي الوقت الذي كانت ليالي أوروبا غارقة في الظلام، وكانت أزقتها مفروشة بالوحل، كانت جدران الشوارع والأزقة في غرناطة وما حولها تتألق بالمصابيح الثابتة عليها، وكانت أزقتها وشوارعها مفروشة بالحجارة الملساء، كان الناس كلهم: مسلمين ونصارى ويهوداً يتفيئون ظلال هذه الحضارة الاسلامية، وينعمون بثمارها من دون تفاوت أو تمييز. إذن فإن كلمة الإرغام والقسر، او الصدام، او التربص، كانت غريبة ولا تزال عن قاموس الحضارة الاسلامية. انها كانت ولا تزال انسانية في جذورها الراسخة وأغصانها الصاعدة، وثمارها العامة للجميع. ربما قيل إن هذا الوضع المجامل لغير المسلمين إنما كان في أوروبا، حيث الكثرة الغالبة من النصارى واليهود... ولعل الأمر لم يكن على هذه الشاكلة، من التعامل مع غير المسلمين، في البلاد العربية حيث مشرق الاسلام... اذن فلنصغ الى ما يذكره جل المؤرخين عن الواقع التاريخي في هذه البلاد. يروي ابن عساكر وزيني دحلان، في كتابه الفتوحات الاسلامية ان الكثرة الغالبة من سكان القدس وسكان سورية الطبيعية، ظلت ممن ينتمون الى الديانة المسيحية، فلما وقعت الحروب الصليبية اصبح المسلمون على اعقابها هم الكثرة الغالبة. وسبب ذلك ان الغزاة الصليبيين خيّروا المسيحيين العرب بين الوقوف مع بني دينهم الوافدين او الوقوف مع بني قومهم المسلمين. ونظراً الى ان الكثرة الساحقة فيهم اختاروا الحل الثاني، فقد دارت دائرة السوء عليهم، وغدا الغزو الصليبي وبالاً على المسيحيين العرب بمقدار ما كان وبالاً على المسلمين، من حيث كان المفروض انه سيكون لمصلحتهم. وهذا هو السبب الذي جعل المسلمين هم الكثرة الغالبة في ديار الشام. أليس في هذا الواقع ما يجيب عن هذا السؤال المطروح بأبلغ بيان؟ ما الذي جعل المسيحيين العرب في القدس والشام وما حولها يقفون مع بني قومهم المسلمين في خندق واحد ضد بني دينهم الصليبيين، أفكان يتحقق ذلك لو لم تكن صلة ما بين اولئك المسيحيين وبني قومهم المسلمين قائمة على احسن ما يمكن ان يتصور في حسن الجوار ورعاية الحقوق وامتداد جسور البر والتعاون بين الجماعتين؟! ثم ما الذي قضى ببقاء المسيحيين هم الكثرة الغالبة الى ان بدأت سلسلة الحروب الصليبية، في ظل الاسلام المهيمن بنظامه وحكمه، لو لم يكن الاسلام حارساً على حرية الاعتقاد آمراً بالتلاقي على ميزان العدل والمساواة، ساهراً على حقوق الجميع ان تكون محفوظة عن الحيف والانتهاك؟ اذن، هذا هو تاريخ حضارتنا الاسلامية الغابرة، وهذا هو واقعها المشرف الحاضر. فإن كانت الخطط الكيدية التي تواجهنا اليوم من الصليبية المتهودة، تهدف الى ملاحقة الاسلام فالحضارة الاسلامية بالتضييق ثم الخنق، فإننا لنعلم مما ينطق به التاريخ ومنطق الاحداث ان هذا ليس اول مرة نُري العالم كله منا وجه المكرمة والتعاون الانساني، من دون تفريق ولا تمييز، ويرينا الغرب منه وجه الارهاب والعنف. اذا كان في عزم الغرب الاميركي او غيره ان يعلن الحرب على اسلامنا وحضارته، فذلك شأنه، وطبيعي ان يتخذ من الارهاب الذي يمارسه الاداة المسخرة له، ولربما امكنته قوته المتميزة وسلطته القاهرة من الوصول الى بعض ما يريد... ولكننا نجزم بأنه لن ينال أي نجاح في ان يلبسنا ثوب ارهابه هذا، وفي ان يرمينا بدائه الذي يرعب العالم به، ليحاكمنا فيحكم علينا بالجرم الذي هو ضالع فيه. وبعد فإنني لا اكشف سراً ان قلت: ان ما نفاجأ به في هذه السنوات الاخيرة، من تهمة الارهاب التي ألصقت بنا وبإسلامنا على حين غرة، وانما هو وقود يراد إشعال المنطقة العربية بواسطته، ليصار من ذلك الى إيقاد حرب عالمية جديدة تنطلق من بؤرة المشكلة العراقية والفلسطينية، ثم توسع، ثم تستجر اليها مواقع اوروبية، أملاً في القضاء على المشروع المعروف ب"أورو-آسيا"الذي يسعى كل من اوروبا وآسيا سعياً حثيثاً الى انجازه، والذي يهدف في ما يهدف الى انشاء شبكة من الطرق البرية السريعة بين اوروبا من جهة وكل من الصين واليابان من جهة اخرى. ومن شأن هذا المشروع إن تم ان يستولد في العالم كتلة اقتصادية عظمى متحررة من النفوذ الصهيوني وربما من الهيمنة الاميركية ايضاً. ولكن ما الذي يدبره الله؟ بل ما الذي دبره في مكنون غيبه؟ هذا ما ستكشف عنه الايام، والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون. * استاذ في كلية الشريعة بجامعة دمشق.