القصف والجوع والشتاء.. ثلاثية الموت على غزة    مغادرة الطائرة الإغاثية ال24 إلى بيروت    خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء الخميس المقبل    «التعليم»: 7 % من الطلاب حققوا أداء عالياً في الاختبارات الوطنية    وزير المالية : التضخم في المملكة تحت السيطرة رغم ارتفاعه عالميًا    بدء التسجيل لحجز موقع في المتنزه البري بالمنطقة الشرقية    محافظ الطائف يرأس إجتماعآ لمناقشة خدمات الأوقاف    أمير منطقة تبوك يستقبل الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية    «السلمان» يستقبل قائد العمليات المشتركة بدولة الإمارات    مناقشة معوقات مشروع الصرف الصحي وخطر الأودية في صبيا    اكتمل العقد    دوري يلو: التعادل السلبي يطغى على لقاء نيوم والباطن    11 ورقة عمل في اليوم الثاني لمؤتمر الابتكار    حملة على الباعة المخالفين بالدمام    تكريم المشاركين بمبادرة المانجروف    «الخريجي» يشارك في المؤتمر العاشر لتحالف الحضارات في لشبونة    بلاك هات تنطلق في ملهم بمشاركة 59 رئيس قطاع أمن السيبراني    استقبل مدير عام هيئة الهلال الأحمر نائب الرئيس التنفيذي لتجمع نجران الصحي    خادم الحرمين الشريفين يتلقى رسالة خطية من أمير دولة الكويت    أهمية الدور المناط بالمحافظين في نقل الصورة التي يشعر بها المواطن    جمعية «الأسر المنتجة» بجازان تختتم دورة «تصوير الأعراس والمناسبات»    رئيس «اتزان»: 16 جهة مشاركة في ملتقى "التنشئة التربوية بين الواقع والمأمول" في جازان    وزير الشؤون الإسلامية: ميزانية المملكة تعكس حجم نجاحات الإصلاحات الإقتصادية التي نفذتها القيادة الرشيدة    زيارة رسمية لتعزيز التعاون بين رئاسة الإفتاء وتعليم منطقة عسير    المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة يناقش تحديات إعادة ترميم الأعضاء وتغطية الجروح    مركز صحي سهل تنومة يُقيم فعالية "الأسبوع الخليجي للسكري"    سموتريتش يدعو مجدداً إلى تهجير نصف سكان غزة    "سلمان للإغاثة" يوقع مذكرة تفاهم مع مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية    الخريف يبحث تعزيز التعاون المشترك في قطاعي الصناعة والتعدين مع تونس وطاجيكستان    نائب وزير الدفاع يرأس وفد المملكة في اجتماع الدورة ال 21 لمجلس الدفاع المشترك لوزراء الدفاع بدول مجلس التعاون    نوف بنت عبدالرحمن: "طموحنا كجبل طويق".. وسنأخذ المعاقين للقمة    مسؤول إسرائيلي: سنقبل ب«هدنة» في لبنان وليس إنهاء الحرب    السجن والغرامة ل 6 مواطنين.. استخدموا وروجوا أوراقاً نقدية مقلدة    هيئة الموسيقى تنظّم أسبوع الرياض الموسيقي لأول مرة في السعودية    الصحة الفلسطينية : الاحتلال يرتكب 7160 مجزرة بحق العائلات في غزة    الجدعان ل"الرياض":40% من "التوائم الملتصقة" يشتركون في الجهاز الهضمي    ترمب يستعد لإبعاد «المتحولين جنسيا» عن الجيش    حقوق المرأة في المملكة تؤكدها الشريعة الإسلامية ويحفظها النظام    تحدي NASA بجوائز 3 ملايين دولار    حرفية سعودية    استمرار انخفاض درجات الحرارة في 4 مناطق    ظهور « تاريخي» لسعود عبدالحميد في الدوري الإيطالي    «التعليم»: حظر استخدام الهواتف المحمولة بمدارس التعليم العام    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    حكايات تُروى لإرث يبقى    «بنان».. جسر بين الماضي والمستقبل    ألوان الطيف    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    خسارة الهلال وانتعاش الدوري    بايرن وسان جيرمان في مهمة لا تقبل القسمة على اثنين    النصر يتغلب على الغرافة بثلاثية في نخبة آسيا    وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الرباعي بشأن السودان    الأمير محمد بن سلمان يعزّي ولي عهد الكويت في وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز الصباح    نوافذ للحياة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    5 حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين    «مانشينيل».. أخطر شجرة في العالم    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أفكار عبدالكريم سروش عن الاسلام والغرب : من سوء الفهم الى التفاهم
نشر في الحياة يوم 11 - 01 - 1999

أولى المفكرون الايرانيون، اهتماماً ضئيلاً بمقال صاموئيل هنتنغتون الذي نشرته المجلة الأميركية "Foreign Affairs Summer 1996" تحت عنوان "الصدام بين الحضارات"، والسبب في وجهة نظر عبدالكريم سروش ان رجال الدين والمفكرين الايرانيين، كانوا متفقين من حيث المبدأ مع نظريته. فهنتنغتون احيا في الواقع نظرية القرون الوسطى التي يرى فيها احد الطرفين نفسه دار سلام ويرى الطرف الآخر دار حرب، فضلاً عن ان هنتنغتون لم يأت بشيء جديد، انما طرح نظرية قديمة ضمن قالب جديد ليقول انه ليس بيننا وبينكم سوى حد السيف.
كانت هذه القضية موجودة في الاسلام ايضاً، وكان السلاطين يمارسون العنف. وكان لكلا الطرفين، اي للمسلمين والمسيحيين، الهدف نفسه. لذلك كانا يضجران من بعضهما البعض. ولم يأت احد يقول خلافهما سوى محمد خاتمي. بيد ان ما يقوله خاتمي في الوقت الراهن لا يتجاوز حد توصية اخلاقية. ما يقوله هنتنغتون وصف، وما يقوله خاتمي توصية. تحدث هنتنغتون "عما يمكن ان يكون" وتحدث خاتمي "عما يجب ان يكون". فحديث خاتمي ليس فلسفياً، بل هو حديث اخلاقي في المرحلة الراهنة: "لا تتنازعوا فان النزاع ليس محمودا". في حين يرى هنتنغتون: "انني ايضاً لا اريد النزاع، غير انه لم يبق اي مجال للكلمة، لأن منطق هاتين الحضارتين لا بد ان يقود الى الحرب. فليس هناك مجال للكلام".
مواجهة هنتنغتون لا تتم بالتوصية الاخلاقية. انما ينبغي ان يقال له، ان المنطق ترك مجالاً للحوار، فالشيء الذي لم يتناوله هنتنغتون في نظريته هو الاقتباسات والمشتركات البشرية، ذلك ان جذور الحضارات قد نمت من الماء على السواء. فكلنا بشر قبل ان نكون شرقيين او غربيين. كما ان العديد من الفلاسفة الغربيين يرون ان للبشر من الحاجات ما يشترك الكثير في اساسها. فلا فرق في الاصل بين الأسس والمبادئ. انما الفارق يكمن في الاحتكار والأنانية. فاذا كانت هناك تعددية دينية "Pluralism" لاجتثت جذور النزاع. وإذا ما وجد للفكر التعددي - الذي اصبح يسود الغرب كله - مفهوم صحيح في العالم الاسلامي، لاجتث احد جذور الصراع بين الحضارات. نحن كنا دوماً تعدديين في عالم التفسير وعملنا بالتعددية. اي اننا كنا نقبل التعددية، ولم نقبل أحداً في صفة ومقام خاتم المفسرين والشارحين. وهذا ما كان يشكل صلب الحياة الدينية والتفهم العلمائي للدين ايضاً.
الاسلام يعني تاريخ التفاسير التحليلات التي قامت حول الاسلام. والمسيحية تعني تاريخ التفاسير التحليلات التي تمت بخصوص المسيحية، وهلم جراً. وهذه التفاسير كانت متعددة دوماً. وكل من لم يكن يرغب في تفسير او تحليل ما، يختار تفسيراً او تحليلاً آخر. وما كان وما عاش اي دين على مدى التاريخ من دون هذه الكثرة. وتاريخ كلام الاديان والمذاهب هو خير شاهد على ذلك. ولكن، لم يبادر احد الى صب هذه الكثرة ضمن قوالب نظرية، لأنه لم يتلقّ هذه النظرية جدياً. والمدلول الواضح للتعددية في فهم النصوص، يكمن في عدم وجود تفسير تحليل رسمي وموحد عن الدين. والى ذلك ليس هناك مصدر ومفسر محلل رسمي للدين ايضاً.
فعلى سبيل المثال، لو كنا نؤمن بالتعددية، لأنهينا النزاع بين الشيعة والسنة في العالم الاسلامي. اذ ان لنا عقائد كثيرة مشتركة. ولكن، بشأن التكليف والواجب، الشيعي شيعي والسني سني. لذلك يتعين ان نغير رؤيتنا بخصوص المتباينات. اذ انه مضت سنوات طويلة ونحن نردد شعار الوحدة من دون ان نخطو خطوة عملية الى الأمام أبداً. وهذه الاسباب هي التي ادت الى نشوب الخلافات. فالمشترك بيننا هو القرآن والرسول و... ومع ذلك فاننا نختلف حول القرآن والرسول. ومشاكلنا لا تحل الا اذا غيرنا رؤيتنا. اما بخصوص الحضارتين الغربية والاسلامية لتعريف الحضارة حديث خاص طبعاً سنتطرق اليه في ما بعد فانه يمكن ان ننظر من زاويتين: الأولى هي ان نعتبر انهما تحاربان بعضهما البعض، والثانية هي انهما تتنافسان Games Of Civilizations. فنحن نحاول في الحرب ان نقضي على الطرف الذي يواجهنا، ولا بد من ان يباد فيها احد الطرفين. اما في السباق فنحن نريد الطرف الآخر مع الاحتفاظ بالتباين والخلاف. وفيه ايضاً، الفوز والخسارة. ولكن ليس الهدف فيه، القضاء على المنافس، بل تعزيزه في بعض الاحيان. وعليه فانه يمكن حل المشكل لو نظرنا الى الفوارق كالنظر الى مجالات السباق. وكما يقول جلال الدين الرومي: ليس للحبل بذاته اي ذنب: فأحدهم الى قعر البئر بالحبل ينزل، والآخر يصعد به الى اعلى البئر. والمهم هو كيف يمكن ان نستخدم هذا الحبل. فميدان الفهم الديني هو كميدان السباق الذي يلعب فيه لاعبون كثيرون. وليس هناك سباق يشترك فيه متسابق واحد فقط. اذ ان السباق والمباريات قائمة على الكثرة التعددية. وأول شروط المباريات هو ان نرى هذه الكثرة، لا ان نتجاهل في هذه الدنيا كل من هم سوانا، وان لا نعترف بأي حق وفهم غير حقنا وفهمنا ونسعى من اجل طرد الآخرين من السباق. ولجلال الدين الرومي كلام ذو عبرة اذ يقول: لقد وهبكم الله العقل والاستدلال لكي تتكئوا عليه في السير كالعصا. غير انكم نسيتم بأن العقل هو بمثابة العصا التي ينبغي ان تستخدموها في المشي لا ان تنهالوا بها ضرباً على رؤوس بعضكم البعض.
نحن لم نولد اساساً لكي نتنازع في ما بيننا، بل لأجل ان نتوادد. فالنزاع خاص بأهل النار، "فأهل الجنة تحيتهم فيها سلام". وأهل النار يبدأون جحيمهم وجنتهم من هذه الدنيا. لقد كانت فلسفة الطرفين في الواقع فلسفة واحدة، وليس المهم ما فعلا.
وفي ما يتعلق بالحديث عن هنتنغتون، فاني في الحقيقة، تحدثت عن فرضياته غير الموضحة، وهل ان تصنيفاته جائزة ام لا؟ والى اي مدى يحق للانسان ان يهتم بحتمية وضرورة الشروط التاريخية وان يحدد الاحداث اي يتكهنها بصورة قاطعة؟ ان كلام هنتنغتون هو تبيين للاحتمال والحتم، حيث ان هناك مسافة شاسعة جداً بين الاحتمال والحتم.
يستخدم النجار الماهر عادة اجهزة وأدوات دقيقة، والمفكر الحاذق يستخدم ايضاً مفاهيم دقيقة. الا ان مفهوم الحضارة ليس مفهوماً دقيقاً. هذا ما يقوله الفلاسفة والمؤرخون. وقد تطرح تساؤلات حول قضية المواجهة بين الحضارات، لا بدليل صعوبة القضية، انما بدليل غموضها.
فليس للحضارات وجود، وانما هي وليدة مخيلة المؤرخين، واساتذة التاريخ هم الذين اختلقوا مفهوم الحضارة، وليس الله تعالى. وهذه ملحوظة يسع الغور فيها مهما طال. والمؤرخون هم بحاجة الى اختيار وحدة دراسة تاريخية عند تحليلهم للتاريخ. وهذه الوحدة الدراسية التاريخية متباينة. فنحن نعرف الماركسية، فوحدة الدراسة التاريخية فيها ترتكز على الطبقة. وقد ولد مفهوم الحضارة في عالم فلسفة التاريخ خلال الفترة الاخيرة. اذ ان المسلمين ما كانوا يعتبرون انفسهم في ما مضى انهم يعيشون الحضارة الاسلامية، ولم يلموا بمثل هذا الالمام عن تاريخهم. والمسيحيون ايضاً ما كانوا يعتبرون انفسهم بأنهم يعيشون حضارة غربية او حضارة مسيحية ولم يقدموا ايضاحاً، بل لم يكن لديهم اي ايضاح عن مكانتهم التاريخية. هذه المفاهيم هي مفاهيم حديثة وأغلبها وليدة الفكر والثقافة الغربيين. وقد اقتبسنا نحن المسلمين هذه المفاهيم واستندنا اليها في تحليل التاريخ.
يستخدم مفهوم الحضارة لتحليل تاريخ غير مقدس. اذ لو اعتبر التاريخ مقدساً - كما يرى البعض من اتباع الديانات - لما استخدم مفهوم الحضارة. والغرض من هذه المقدمة، هو القول اننا حينما نتطرق للحديث عن الحضارة الاسلامية والحضارة الغربية، نكون قد دخلنا في الحال اطار الفكر الغربي ورمينا بأنفسنا في بحره عندما استخدمنا لهذا المفهوم مفهوم الحضارة. وسنظل في نهاية المطاف في اعماقه مهما حاولنا تفنيده او تأييده. ولكن، ليس لهذا الامر بذاته معابة ولا تلقى به على احد ملامة. مع العلم ان الانتباه الى اطار الفكر الحديث، يعد انتباهاً لازماً ومستوجباً. فكل ما يجري من حديث حول المفهوم الغامض للحضارة، يكون قد انطوى على غموض ذاتي لا يسع له ان يتوضح، ولا ان يحظى بصراحة كافية. ذلك لأنه تستخدم فيه اداة يسفر عنها عدم الدقة في حال التطرق الى الحضارة. والملحوظة الثانية التي أنوي الاشارة اليها، هي انه ليست للحضارات ماهية ولا طبيعة، باعتبار انها من الأنواع غير الطبيعية. فالحضارات هي امور معنونة عبر اتفاق، كالاحزاب والنقابات وما الى ذلك. ومع ان الحضارات هي اكثر تعقيداً من الاحزاب والنقابات و... لكنها تماثلها من حيث المبدأ في وصفها واعتبارها. وعلى هذا فان حدود الحضارات غير معينة الى حد بعيد، بل انها رهن باتفاق المؤرخين والفلاسفة في المدى الذي يريدون ان يرسموه لها.
وهنا اريد ان أذكر فقط، ومن دون ان أتناول بالتفصيل نظرية هنتنغتون، بأن الاخير يضع المسيحية الارثوذكسية خارج دائرة الحضارة الغربية، لدى اعطائه تعريفاً عن الحضارة. فالمسيحية الكاثوليكية والبروتستانتية تدخلان ضمن الحضارة الغربية عند تعريفه لها، بينما تبقى المسيحية الارثوذكسية خارجها. اذ انه لا مناص من مثل هذه الاضافات والتنقيصات والزيادات والتنقيات. وكل من يتحدث عن الحضارة الاسلامية او الحضارة الغربية، لا يحيد عن ابرام مثل هذه الاتفاقات. بدليل انه ليس للحضارات تلقائياً اي طبيعة معينة. وكما مر سابقاً فانها ليست هبة الهية. وعليه، فان كل ما يقال عن مستقبل الحضارات، لا بد ينطوي على هذا العنصر من الاتفاق المعنون ولا بد ان يتخلله هذا الغموض ايضاً.
الملحوظة الثالثة هي، ان الحضارات تستحوذ على تناقضات ومشاحنات باطنية. وليست هناك حضارة هي وحدة تامة. وليست الثبوتية Consistency من مقومات وأسس الحضارات. فأنت تلاحظ في الحضارة الغربية ذاتها، اننا نواجه مفاهيم متناقضة تماماً. ما يعني ان الحضارات قد ربت وهضمت هذه التناقضات وأفسحت لها مجالاً في جوفها. والاشتراكية هي حصيلة نفس هذه الحضارة. وكذا الرأسمالية والواقعية والمفهومية الفلسفية هي ايضاً وليدة هذه الحضارة. وكذلك الحال بالنسبة الى الانديوئالية الفردية والكالكتيوئية تبني الجماعة. فلم تبن الحضارة على اي من هذه العناصر بل انها هي الأم لها كلها. وكذا الحال بالنسبة الى الحضارة الاسلامية. فهي ليست الكل التام على الاطلاق. وليس فيها ذلك الانسجام النموذجي المطلوب كما يتصور. فتاريخ الحضارة والثقافة الاسلاميتين مليء بالتناقضات. وقد استحدثت فيه من الافكار المتناقضة والآراء المتباينة ما يقود الى المتاهة. ولا احد يعتبرها كاملة منسقة، الا اولئك الذين لا علم لهم بتاريخ الحضارات. ولا احد ايضاً يحكم في الحضارات حكماً واحداً، الا من يتبنى التحليل السائد والنافذ. في حين ان الالمام بأعماق مسيرة تنامي تاريخ الحضارات، يدلنا الى ما يسلك من مسار مليء بالالتواءات حتى تقام الحضارة وتتحقق مع كل ما تنطوي عليه من غموض. كانت لنا في حضارتنا الاسلامية مدرستان كلاميتان عظيمتان، احداهما الاشعرية والثانية الاعتزالية. وكانت لهما نظائر في تاريخ المسيحية وثقافتها من حيث ما كانت للاخيرة من تباينات كبيرة. مع ذلك فقد واصلت هاتان الحضارتان وجودهما التاريخي ولا زالتا قائمتين تقريباً حتى يومنا هذا.
والملاحظة الاخرى بخصوص الحضارات هي ان التكهنات حول الحضارات تكون عادة تكهنات تناقض نفسها بنفسها. اي بمعنى انها تنفي بعضها البعض. فهي اذن تكهنات هدامة تبيد نفسها بنفسها.
تكهن ماركس بخصوص الحضارة الغربية ان الاشتراكية ستسود العالم كله وتزدرد هذه الحضارة، وان بلدان اوروبا الغربية ستكون اولى المناطق التي تلتهمها الاشتراكية. بيد ان هذا التكهن لم يكن صائباً. لا بدليل ان ماركس كان اخطأ في تفهم هذه القضية، بل بدليل ان الافصاح عن هذا التكهن ادى بحد ذاته الى نهوض البعض لمواجهته، وهذا ما قد حصل بالفعل وحال دون تحقيقه.
وحتى لو استطعنا ان نتكهن تكهناً علمياً ودقيقاً بخصوص المواجهة بين الحضارات لا نقدر على ذلك بالطبع، بدليل الغموض الذاتي لمفهوم الحضارة استناداً الى الادلة التي ذكرناها سابقاً. فان هذا التكهن سيحاول ابادة نفسه بنفسه حال الافصاح عنه. علماً ان هذا يبعث الامل والسرور. وهذه التكهنات ستقود ايضاً الى تنامي سلسلة من البحوث والمناقشات الجادة، وتلفت الانتباه الى جوانب عدة فتزيل بعض الغفلات، وهذا بدوره يحول دون وقوع حادث ما قد يكون لا مناص من وقوعه.
مع ذلك فانني اؤمن عبر الاستدلال، بضرورة التفاهم بين الحضارتين الغربية والاسلامية. وفي اعتقادي ان الحضارة الغربية نابعة من اعماق الفكر المسيحي، سواء اعتبرنا ان الحضارة الغربية الحديثة قد جاءت كرد فعل حيال المسيحية او اعتبرناها استمراراً للفكر المسيحي. هذان القولان اوردهما ايضاً المؤرخون المسيحيون القدامى والمعاصرون معاً.
يعتقد بعض المؤرخين ان الحداثة المسيحية ظهرت في زي مبدل. ويعتقد البعض الآخر ان الحداثة استقامت بذاتها، وليست رد فعل ازاء المسيحية، وهاتان الفكرتان قائمتان حالياً في العالم الغربي. واذا اعتبرنا احداهما صائبة بخصوص ان الحضارة الغربية الحديثة ذات صلة بالمسيحية فلا نقدر اذن على نكرانها. واتطرق هنا الى بعض من اهم معالم وابعاد الحضارة الغربية، خصوصاً معالمها الاكثر حداثة، واركز على ما هو اهم عند متابعتي هذا الموضوع.
للحضارة الغربية، في الوقت الراهن مبادئ وأسس تناولتها كتب الثقافة بإسهاب. فالراسيونالية تبني العقل، هي احد هذه الاسس والمبادئ. وترجيح الحق على التكليف والواجب هو مبدأ آخر من هذه المبادئ. كما ان الليبرالية والسيكولارية هما من المعالم الاخرى للثقافة الغربية في الوقت الراهن. علماً انه يمكن اطالة هذه القائمة واضافة عناصر اخرى اليها.
وأحد هذه العناصر واراه الاهم حالياً هو ترجيح الحق على التكليف والواجب. وعلى ما يبدو، فإن الحضارة الغربية المعاصرة طرحت مفهوماً جديداً قياسياً بالمفهوم القديم والتقليدي للدين. وهو ان الانسان صاحب الحق قبل ان يكون مكلفاً بالواجب. فيما كان القدماء يعتبرون الانسان مكلفاً قبل ان يكون ذا حقوق. والمواجهة بين مفهومي الحق والتكليف، هي من المواجهات الضرورية والمؤثرة جداً في تفهم ماهية الحضارة الغربية في الوقت الراهن، كما انها احدى المبادئ الاساسية لهذه الحضارة.
واذا أبينا الحديث عن التكنولوجيا، فذلك لأن التكنولوجيا هي في الواقع احد النتاجات الثانوية للحضارة الغربية. وعلى رغم انها تثير الانتباه كثيراً في الوقت الراهن، لكنها لا تعتبر من حيث الاصالة، ضمن الأسس والجذور الحضارية، واكثر ما يمكننا هو ان نعتبرها ضمن ثمراتها.
ومفهوم حقوق الانسان في العالم، قد بات يحظى بهذا القدر الكبير من الاهتمام، دليل الى ان الانسان الغربي والانسان المعاصر، هو انسان محق. اي انه يعتبر نفسه وحده الحق. ولم يكن هذا المفهوم موجوداً اطلاقاً في الحضارة الكلاسيكية التقليدية ولا ضمن الرؤية الكونية الدنية بمثل ما هو عليه اليوم من قدرة ونفاذ. فضلاً عن ان الناس قلما كان يتساءلون بشأنه. لكن هذا لا يعني ان الناس القدامى. لم يولوا حقوق الانسان اهتماماً، بل ان الارجحية عندهم كانت لواجبات الناس دون حقوقهم. ثم انهم كانوا يستنتجون تكليفاتهم من خلال حقوقهم.
أترك هذا الموضوع جانباً، لأركز على عنصر آخر من اهم عناصر الفكر الغربي والحضارة الغربية، ربما لم يول القدر الكافي من الاهتمام. ولكني، بدليل مهنتي الفلسفية وممارستي الفلسفة، مضطر الى التركيز على هذا العنصر الفلسفي.
سبق ان ذكرت ال "نومينالية" اصل وجود اللفظ وال "كانسبتوءالية" اصل وجود المعنى باعتبارهما مدرستين فلسفيتين منطقيتين في غاية الأهمية. فالحضارة الغربية الحالية اختارت النومينالية كأساس وتخلت عن الكانسبتوءالية. وهذا الامر ليس تافهاً. لذلك اود ان يحاط باهتمام اكبر. العلم من الناحية المنطقية، يندرج ضمن اطار النومينالية. وكذلك الحال بالنسبة الى الفلسفة الاناليتيكية التحليلية. وحتى ان التيولوجية المسيحية اللاهوت تحولت بعد القرن الثالث عشر الى النومينالية تماماً. وهذه الآلهيات المسيحية ذاتها التي مهدت الطريق امام الحداثة، بدليل اختيارها النومينالية، وكان هذا الطريق مذهلاً جداً، لكنه سلك في تاريخ الغرب ولم يسلك في الحضارة الاسلامية.
مرت قرون على هيمنة فكرة النومينالية على الفكر الغربي. وانها، اي فكرة النومينالية، كانت ظهرت للنظر الى سلطة الله على العالم اكثر فأكثر. الا انها، ومع النظر الى اتساع السلطة الألهية، أثارت مقاومة البشر، وهذه المقاومة حولت الانسان الى اداة في يد الوجود. ذلك الذي عبروا عنه بمفهوم "اداة وجود الذات" الاعتقاد بالذات، وهذا لم يحدث في الحضارة الاسلامية.
واحاول هنا ان اتوسع في توضيح النومينالية، لان الاستنتاجات التي انوي التوصل اليها، ترتكز على هذا الموضوع. النومينالية تعني انه ليس في العالم أي كلّ عام يكتنف العالم بأسره. لان العالم يشتمل على أشياء خاصة. وليس في العالم قانون ثابت. كما انه ليست هناك ضرورة بحيث لا تدع الحاجة الى تبديدها. هذه الامور هي من مسلتزمات النومينالية.
والمعروف ان المتكلمين المسيحيين كانوا يرون انه من الضروري ازالة كل ما يعرقل كلمة الله، كأن يقولوا ان القوانين العلمية غير قادرة والقوانين الفلسفية، هي ايضاً غير قادرة. وكذلك لا تستطيع القوانين الاخلاقية عرقلة كلمة الله. فلا يوجد على الاطلاق اي مانع امام الله الواسع اليد والفاعل لما يريد.
كانت هذه العناصر من مستلزمات النومينالية وان الكلام المسيحي استطاع ان يقودها الى الامام بقوة وان يحققها منذ القرن الثالث عشر فصاعداً. حيث ان الحضارة اليونانية التي هي ام الحضارة الغربية، لم تكن تفكر مثل هذا التفكير. فكانت النومينالية تمرداً على الحضارة اليونانية. والحضارة اليونانية، وعبر ما ورثته من ارسطو وافلاطون والرواقية نسبة الى مذهب الفيلسوف زينون الاغريقي، تضع لهذا العالم بالضبط اطاراً معيناً.
لذا فان الفكر اليوناني كان يحدد ضوابط عقلانية. ويقول انه لو اعتبر العقل شيئاً ما مستحيلاً فهذا المستحيل، هو مستحيل بالمطلق. الا ان الفكر المسيحي الديني الذي ظهر في ما بعد، كان قد اكتنف الفكر اليوناني، وجعله مغفلاً على مدى طويل، وحال دون التفكير فيه اطلاقاً، ولكن عندما احيي هذا الفكر من جديد، حصل ما حصل. وهو اظهاره وبناؤه للعالم المعاصر.
اما الذي فعلته المسيحية، فهو انها ارقدت الفكر اليوناني ووضعته خلف الستائر على مدى قرون. فأدارت بذلك ظهرها لامها وتسلّمت العالم طوال قرون. وبعد النهضة الادبية والعلمية في اوروبا الرونويسانس تغيرت الاوضاع. وادى هذا التغيير الى صياغة قوانين وضوابط لهذا العالم، بما في ذلك ايضاً القوانين الكونية. غير ان هذا الحدث، كان قد وقع واستمر لفترة وجيزة جداً. والعالم الذي تعرفه الحضارة الغربية حالياً، هو باختصار عالم ذو قوانين وضوابط لا يستطيع احد الغاءهاة. وقد امتدت هذه القوانين لتشمل دائرة حقوق لانسان ايضاً. اي انها اجتازت اطار الطبيعة والقوانين الكونية ودخلت دائرة حقوق البشر. وهذا هو بالضبط معنى حقوق الانسان. وقد كان كشف حقوق الانسان في الحضارة الغربية اشبه بكشف قوانين الطبيعة. اذ طالما لا يستطيع احد ان ينتهك قوانين الطبيعة، لا يحق له ايضاً ان ينتهك حقوق الانسان. وهذا المفهوم حديث نسبياً، او ان هيمنته وسيادته على الاقل تعد حديثة.
ومن هذا المنظار ايضاً، نلقي نظرة على الحضارة الاسلامية فنشاهد هذاالمفهوم في الحضارة الاسلامية ايضاً. ولا اريد ان اتطرق الآن الى عالم الشيعة، لان له حساباً آخر. ولكن، ظهرت بين المسلمين الذين غالبيتهم من السنّة، مدرستان كلاميتان هما الاعتزالية والاشعرية. وقد انضم اكثر المسلمين الى الاشعرية، وكان المعتزلية في عداد الاقلية. والاشاعرة هم نوميناليون. اذ اننا نلاحظ مفهوم النومينالية عند الاشاعرة المسلمين بمثل ما نلاحظه عند المفكرين والالهيين المسيحيين. الا ان الغريب في الامر هو ان الاشعرية النومينالية ضمن الحضارة الاسلامية، لم تعط النتيجة التي اعطتها ضمن الحضارة الغربية. وهذا الامر يتطلب تحليلاً مسهباً بخصوص دليل التباين في نتائجها في كلا الحضارتين. واني اعتقد بأن هيمنة الفلسفة على الكلام في عالم الاسلام، كانت احد اسباب هذا التباين. ولكن لا يسع المجال هنا للتطرق اليها.
في الغرب، لم تهيمن الفلسفة الدينية او الفلسفة الخارجية على الكلام المسيحي. لذلك سلك الكلام المسيحي طريقه بقوة حتى بلغ نتائجه. إلا أن الكلام عندنا نحن المسلمين فقد اهميته بصورة تدريجية - وفي ذلك حديث آخر - اما النومينالية التي كان ينطوي عليها الفكر الغربي والتي كان اختارها الالهيون الغربيون لرؤية كلمة الله في الخلف والطبيعة كانت المفاهيم نفسها عند المسلمين. لكنها لم تعط تلك النتائج المنطقية.
الراسيونالية الغربية الحديثة، هي راسيونالية نومينالية، ولا بد من الانتباه اليها بشكل صائب. للراسيونالية او تبني العقل معان ومصاديق عدة. بيد ان الراسيونالية الحديثة هي راسيونالية نومينالية تبني اللفظ وليست راسيونالية كانسبتوءالية تبني المعنى. ولنا في تاريخ الحضارة الاسلامية هذا النوع من الراسيونالية ايضاً. وعلى المؤرخين ان يحققوا في ذلك، عسى ان يبتين لهم، لماذا سلكت النومينالية في الحضارة الاسلامية طريقاً وسلكت في الحضارة المسيحية طريقاًَ آخر؟ ولماذا ترتبت عليها نتائج متباينة؟
ولا يخفى ان هذا التشابه ايضاً، يفتح الباب لاجراء المزيد من الحوار. اي انه يبين ان في امكان المفكرين وصنائع الثقافات ان يتوصلوا الى نتائج مماثلة تقريباً، لو فكروا بحرية واستطاعوا التركيز على العناصر الرئيسية في افكارهم وعملوا على تبنيها. وهذا يدل الى ان التعددية الثقافية، هي حقيقة واقعة. أي ان الاصل قادر على ان يتحول الى ثمرات فروع. وهذا ما حصل بالفعل وهو السائد والخلاب والرائع ايضاً. فالاصل الواحد او الجذر الواحد قادر على اعطاء انواع من الثمرات. وجذر النومينالية اعطى هناك في الحضارة الغربية نوعاً من الثمار، واعطى هنا في الحضارة الاسلامية نوعاً آخر ما يعني ان التعددية الثقافية ما هي الا حقيقة واقعة. فاذا زرعت هذه البذور في اتربة مختلفة، اثمرت نتائج مختلفة ايضاً. بيد ان التفاهم الثقافي، هو ايضاً حقيقة واقعة. ونحن نستطيع استناداً الى هذه الاسس والجذور ان نجري الحوار مع بعضنا البعض. لكي نعلم من اين افترقت الطرق بيننا واين تلاقت. فاذا نظرنا الى الظواهر نرى انها كلها حرب ونزاع ونفي وتدافع وهذه الافعال لا يرتكبها الا اولئك الذين لا علم لهم بالجذور. ولكن، لو نظرنا الى الجذور، لأبصرنا وجوهاً مشتركة كثيرة بيننا. وهذه الوجوه تدلنا الى ان لنا خطوطاً موازية من جهة، وانه لا مناص من وجود نوع من الكثرة والتعددية الثقافية من جهة اخرى. ثم ان التجارب البشرية كانت تجارب مماثلة على مدى التاريخ. ولا تراها متناقضة ذاتياً، الا العيون التي لا تبصر سوى الظواهر فعندما ننظر الى المواجهة التي حصلت في العالم الاسلامي بين العلم والدين خلال القرنين الاخيرين علماً بأن لمثل هذه المواجهة ماضياً طويلاً في العالم المسيحي ايضاً نلاحظ ان علماء الاسلام لم يتفوهوا ولو بكلمة واحدة اكثر مما تفوه به علماء المسيحية بخصوص المواجهة بين العلم والدين. ومن هنا نلاحظ بوضوح وحدة التجربة البشرية. لكن ذلك لا يعني ان احد الفريقين اقتبس من الآخر او اتبعه، بل انه يعني ان القضية كانت واحدة وان الاجوبة بشأنها كانت مماثلة نوعاً ما. وحيث انهم كانوا يعملون ويعربون عن آرائهم من منطلق الابتكار لا التقليد، فكانت الطرق قريبة من بعضها البعض كثيراً. ما يدل الى انه حينما لا تكون الضغوط السياسية قادمة من الخارج، وعندما يمعن ذو الآراء في اعمالهم بدافع الرغبة والحب، اي حينما يبدي المتدين الحب لدينه ويلاحظ في الوقت ذاته ان هناك مواجهة بين العلم والدين سواء كان هذا المتدين مسيحياً او مسلماً، فانه سرعان ما يتوصل الى اجابة ويحصل على تجارب مماثلة الى حد ما.
ان جيلسون الذي هو من اكثر الفلاسفة المسيحيين إلماماً في هذا القرن، يوضح هذه القضية في كتابه "وحدة التجربة الفلسفية" الذي يعد، من حيث المغزى، من اهم الكتب في تاريخ الفلسفة في عنوان الكتاب دلالة واضحة تماماً، ويشتمل على موضوع النومينالية ايضاً. كما ان جيلسون بيبين ان التجربة الفلسفية كانت متشابهة عند كل البشر. وقد سلك الناس طريقاً واحداً تقريباً عندما اهتموا بالفلسفة والفكر الفلسفي.
كأني اريد القول انه اذا غضضنا الطرف عن بعض المصالح الموقتة وعن بعض الدسائس نعلم ان في الحضارتين الاسلامية والغربية جذوراً تمكن بدعم من الادلة والعوامل المختلفة من حصول التفاهم الكامل بين الحضارتين.
ومن شأن وحدة التجربة الفلسفية ان تثمر الوحدة في تجارب اخرى. غير ان ذلك لا يعني انه ليست هناك تعددية ثقافية. كما انه لا يعني ايضاً انضواء الجميع في ظل حكومة واحدة، لو تحدثنا عن نظام عالمي موحد. بل الافضل وجوب احترام هذا النوع من الكثرة او التعددية. علماً ان المقصود من هذه التعددية، هو التعددية الحالية التي تخوض سباقاً، وليس التعددية التي تتطلب الحرب. اذ ان هناك فارقاً بين الكثرة والتعددية الحربية والتعددية التسابقية. فالتعددية في التسابق، هي تعددية او كثرة، لكنها تتحول الى نتيجية اخرى.
آخر الكلام هو، ان النزاع بين الحضارات لم يندلع قط على اساس العناصر الرئيسية المتناقضة. انما اندلع على اساس عناصر انسانية مشتركة. واذا غضضنا النظر عن الظواهر وأمعنا في الاعماق والبواطن، تتبين لنا قبل كل شيء مواد وعناصر يمكن بناء التفاهم على اساسها.
* كاتبة ايرانية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.