حذر رئيس عملاق صناعة النفط الأميركية"شيفرون تكساكو"ديفيد أورايلي من اشتعال حمى التنافس العالمي على نفط الشرق الأوسط، وشدد في"الأسبوع السنوي"الذي تعقده مؤسسة أبحاث الطاقة الأميركية"كامبريدج انيرجي رسيرتش أسوسشتس"سيرا في هيوستن، على ما وصفه"ضرورة أن تدرك واشنطن تبعات التحالفات الطويلة الأجل التي بدأت في الظهور بين شركات نفط آسيوية وشركات النفط الوطنية في بلدان الشرق الأوسط". وقال أورايلي في"يوم النفط،"وهو الحدث الأبرز والأول في"الأسبوع السنوي"الذي عقدته"سيرا"بين 14 و18 من الشهر الجاري تحت شعار"الارتقاء إلى مستوى التحدي: تأمين مستقبل الطاقة"وحضره حشد كبير من رجال صناعة الطاقة العالمية ان"ما أراه هو بداية تحالفات طويلة الأجل تتشكل بين كيانات آسيوية وأخرى شرق أوسطية، وأعتقد أن من الأهمية بمكان أن تدرك حكومتنا وتفهم تبعات ذلك". وأضاف:"إننا نشهد بداية حرب عطاءات بين الشرق والغرب للفوز بإمدادات الشرق الأوسط". وأشار أورايلي بإصبع الاتهام إلى الصين باعتبارها السبب الرئيس في إشعال ما وصفه ب"حرب العطاءات"وقال إن"الطلب الآسيوي الجديد على النفط آخذ في إعادة تشكيل أسواق النفط التي بدأ مركز ثقلها بالانتقال إلى آسيا، خصوصاً الصين والهند. وما ستعنيه تبعات الطلب الآسيوي علاوة على صعوبة الوصول إلى المناطق ذات الاحتياط النفطي الغزير، أن أسعار النفط لن تهبط في موعد قريب". وتعود مخاوف"شيفرون تكساكو"إزاء الطلب الآسيوي إلى أن الصين ساهمت بأكثر من 36 في المئة من الزيادة الإجمالية التي سجلها الطلب العالمي في 2004، وأنها ستنفرد بنحو 40 في المئة من الزيادة المتوقعة في الطلب العالمي بين الآن وسنة 2025. ول اتخفي هذه المخاوف حقيقة أن"شيفرون تكساكو"تشترك مع شركة صينية في مشروع نفطي في الشرق الأوسط وتشمل مصالحها الحيوية في آسيا، إنتاج نحو 20 في المئة من إجمالي انتاجها العالمي من النفط والغاز وسبعة آلاف محطة وقود وثلاث مصافي تكرير رئيسة. لكن المخاوف من الطلب الآسيوي لم تنحصر في"شيفرون تكساكو"، إذ رأى رئيس"سيرا"دانيل يرغين أن"الصين والهند أحدثتا تغييرا هيكلياً في أسواق النفط لجهة رفع مستويات أسعار النفط إلى أعلى مما كانت عليه في السابق". وذهب إلى حد الربط بين الطلب الصيني وارتفاع أسعار الوقود في الولاياتالمتحدة قائلاً إن"المستهلك الأميركي أصبح يدرك أن ما يحدث في الاقتصاد الصيني سيكون له أثر مباشر في الأسعار التي يدفعها في محطات الوقود". ولمواجهة ما اعتبره ظهور الطلب الآسيوي بصفته منافساً قوياً لأكبر بلد مستهلك للنفط، اقترح أورايلي على إدارة الرئيس جورج بوش إعادة صوغ سياسة الطاقة الأميركية بما يتوافق مع المتغيرات الجديدة، وقال إننا"نحتاج إلى التنسيق بين سياسة الطاقة والسياسات الأخرى ذات الأهمية المركزية لمصالحنا القومية في مجالات البيئة والاقتصاد والتجارة والأمن القومي". وسخر رئيس"شيفرون تكساكو"من الدعوات المطالبة بإنهاء اعتماد الولاياتالمتحدة على النفط العالمي، خصوصاً نفط الشرق الأوسط وقال ان"الاستقلال في مجال الطاقة ليس له أساس في الواقع"معتبراً تزايد اعتماد أميركا على مصادر الطاقة العالمية أحد أربعة أسباب رئيسة تستوجب إعادة صوغ سياسة الطاقة الأميركية، وتشمل تزايد الطلب الأميركي على الطاقة والأهمية الحيوية التي تشكلها الإمدادات الموثوق بها لنمو الاقتصاد الأميركي. وأوضح أورايلي أن ما يعنيه بإعادة صوغ سياسة الطاقة الأميركية هو إزالة القيود البيئية التي تحول دون إطلاق يد الشركات الأميركية في مكامن الغاز الطبيعي والنفط الخام في منطقة"روكي ماونتنز"المحاذية للحدود الأميركية - الكندية الغربية والمحميات الطبيعية في ولاية آلاسكا الأميركية، علاوة على تشجيع صناعة الوقود البديل، والتوسع في استغلال مصادر الطاقة الذرية والفحم، والتركيز على تطوير تقنيات الاقتصاد في استهلاك الطاقة. وتشكل مسألة فتح مكامن الغاز الطبيعي المحتملة في منطقة"روكي ماونتز"وكذلك مكامن النفط والغاز المحتملة في شمال ولاية آلاسكا أمام شركات النفط الأميركية، أحد أبرز عناصر استراتيجية الطاقة التي اقترحتها إدارة جورج بوش في بداية ولايتها الأولى، وان كانت عجزت عن إقناع الكونغرس بالموافقة عليها، أقله حتى الآن. ولم يعلن أورايلي حماسة صناعة النفط الأميركية لفتح مكامن النفط والغاز الطبيعي الأميركية وحسب، بل رأى أن من الضروري أن تضع السياسة الأميركية مسألة ضمان أمن إمدادات الطاقة من المصادر العالمية في قمة أولوياتها. وقال، على سبيل المثال، ان"تحسين الوضع الأمني والمناخ الاستثماري في منطقة غرب أفريقيا ونفطها الخفيف، الذي يعاني العالم نقصاً في إمداداته ينبغي أن يكون إحدى أولويات السياسة الخارجية الأميركية".