أكدت معلومات استخباراتية أميركية تخطيط تنظيم"القاعدة"للتسلل إلى الولاياتالمتحدة عبر الحدود المكسيكية، بحسب ما أعلن المدير القومي للاستخبارات الأميركية بورتر غوس وأيده وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد، أمام لجنة الاستخبارات في الكونغرس. واكد وزير الدفاع الاميركي تواجد معلومات ذات صدقية عالية تفيد بأن"القاعدة"يعد خططاً لشن هجمات جديدة على الولاياتالمتحدة. وأشار رامسفيلد امام الكونغرس الى ان النصر لم يتحقق في الحرب على"القاعدة"، استناداً الى النجاحات في العراق وافغانستان، وعدم وقوع مزيد من الهجمات على الاراضي الاميركية، واعلن انها"ستستمر لبعض الوقت"، لافتاً إلي أن اميركا تحتاج إلى حلفائها"لوقف انتشار الاسلحة وتحديد مكان خلايا عالمية متطرفة وتفكيكها، وجمع المعلومات الاستخباراتية والمشاركة في توفيرها". وأيد ذلك رئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال ريتشارد مايرز في إفادة اخرى. وطالب رامسفيلد الكونغرس بمساندة المبادرة العالمية لعمليات السلام التي ستشرف عليها وزارة الخارجية الاميركية، من اجل مساعدة دول اخرى اقل تقدماً على إرسال قوات حفظ سلام وقوات استقرار لمواقع الازمات المحتملة". غوس وفي تقويم لما اعتبر تهديدات كبيرة تتربص بالأمن الأميركي، ومن بينها التهديد الذي تشكله إيران وكوريا الشمالية، رأى غوس"المعلومات تشير إلى استمرار سعي التنظيمات الإرهابية الى الحصول على أسلحة دمار واستخدامها ضد الولاياتالمتحدة". واعتبر مدير وكالة الاستخبارات المركزية أن تنظيم"القاعدة"بات"ضعيفاً"، لكنه ما زال"خطراً"ويشكل تهديداً للأمن القومي الأميركي. وأضاف:"ربما تكون مسألة وقت فقط قبل أن تستخدم"القاعدة"أو تنظيم آخر أسلحة كيماوية، بيولوجية، إشعاعية ونووية". وجاءت تحذيرات غوس وغيره من المسؤولين الكبار في عرض جدي أمام لجنة الاستخبارات في الكونغرس الأميركي، اعتبر الإرهاب أكبر خطر يهدد الولاياتالمتحدة، على رغم"نجاحات"تحققت العام الماضي. وقال:"يجب ان يبقى الانتصار على الإرهاب أحد أهداف أجهزة الاستخبارات. إن النظام الإرهابي المشتت سيمثل أحد أهم التحديات في وجه الأمن القومي الأميركي في السنوات المقبلة". وأضاف:"نعلم من خبرتنا ان القاعدة خصم صبور ومصمم ومبتكر ويمكنه التكيف كما انه خطر. الا انه اصبح ضعيفاً ومشتتاً". وأضاف:"في اوروبا، يواصل المتطرفون الاسلاميون التخطيط والتحريض على اعتداءات ضد المصالح المحلية والاميركية". وجاء التحذير من اعتداءات مرتقبة لتنظيم"القاعدة"عبر حدود المكسيك في شهادة مكتوبة للأدميرال جيمس لوي نائب وزير الأمن الداخلي، علماً ان الاخير أقر بأن"ما من أدلة"تؤكد نجاحهم في ذلك. وكان مسؤولون أمنيون أشاروا في الماضي إلى احتمال لجوء"القاعدة"إلى استخدام الحدود المكسيكية، غير أن الإفادة الأخيرة رفعت مستوى المخاوف. لوي وموللر وفي رد على أسئلة أعضاء الكونغرس، قال الأدميرال لوي إنه"وضع في غاية الخطورة"، في حين عبر مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي روبرت موللر عن مخاوفه مما اعتبره"تهديد عمليات القاعدة السرية داخل الولاياتالمتحدة". وأضاف:"العثور عليهم من أولوياتنا، لكنه أيضاً من أكثر التحديات صعوبة"، مشيراً إلى"خلية نائمة حقيقية وجدت منذ سنوات"، أو بعض أعضائها الذين وصلوا إلى البلاد أخيراً. وفي إفادته المكتوبة، أورد لوي معلومات استخباراتية حديثة حصل عليها عبر تحقيقات مع معتقلين وشكلت أساساً للقلق من مسألة الحدود المكسيكية. وأضاف:"عدد من زعماء القاعدة يعتقدون أن المقاتلين يمكنهم شق طريقهم إلى أميركا عبر المكسيك، كما يجدون في العبور غير الشرعي وسيلة أفضل من العبور الشرعي". اقتراحات وكان مثول غوس للشهادة الأربعاء، أول إطلالة علنية له منذ توليه منصب المدير القومي للاستخبارات قبل أشهر. وقام برفع تقرير سري إلى الرئيس جورج بوش يتناول رؤيته لكيفية تحسين أداء وكالة الاستخبارات المركزية سي آي إي، خصوصاً في مسألة جمع المعلومات عن المتسللين غير الشرعيين. وعرض غوس اقتراحات تقدم بها مساعدوه، ورأت ضرورة أن تحتفظ ال"سي آي إي"بصلاحية القيام بعمليات استخباراتية - عسكرية، على رغم طلب لجنة التحقيق في اعتداءات 11 أيلول حصر الصلاحية هذه بوزارة الدفاع. ورأى تقرير مشترك صدر عن وكالة الاستخبارات والبنتاغون وجوب حصول الجهازين على قدرات استخباراتية - عسكرية. منشآت روسية وعندما سئل غوس عن مدى ترجيح لجوء الارهابيين إلى أسلحة نووية، لفت السناتور جون روكفيلر ديموقراطي - ويست فيرجينيا إلى تقرير أرسل إلى الكونغرس في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، تناول سلامة التسهيلات النووية الروسية والقوى العسكرية وأمنها. وتناول التقرير المذكور المواد النووية التي حولت أو سرقت من المنشآت الروسية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991. ورد غوس بالقول إن"هناك مواد كافية لم تحتسب يمكن أن تكون في قبضة من يعرف كيف يبني عبرها سلاحاً نووياً". واعتبر ان القبض على زعيم"القاعدة"اسامة بن لادن وساعده الايمن ايمن الظواهري"لن يكون كافياً لإزالة المخاطر الارهابية المحدقة بالأراضي الاميركية والمصالح الاميركية في الخارج". وقال ان المتطرفين الاسلاميين"لديهم القدرة على تنظيم عمليات وتنفيذها". وأثبتت ذلك"اعتداءات مدريد التي نفذها متطرفون سنّة محليون". العراق وأكد ان"تنظيم القاعدة لم يعد سوى وجه من وجوه المخاطر الناتجة من حركة جهادية سنية اوسع منه"، مشيراً الى ان"المتطرفين الاسلاميين يستغلون النزاع العراقي لتجنيد جهاديين معادين للاميركيين". وحذر من أن"الذين نجوا من الحرب خرجوا بخبرة كبيرة، ويمكن أن يتحركوا لبناء خلايا إرهابية في المملكة العربية السعودية والأردن وغيرها من الدول". وأوضح ان المخاطر المحدقة بالولاياتالمتحدة تنبع من مناطق عدة من العالم، ذاكراً انه"في باكستان هناك عناصر ارهابية تبقى على استعداد لمهاجمة هدف اميركي". وذكر في آسيا الوسطى المتطرفين في اوزبكستان وفي جنوب شرقي آسيا الجماعة الاسلامية التي"لا تزال تشكل تهديداً للمصالح الاميركية والغربية في اندونيسيا والفيليبين". الاستخبارات الخارجية على صعيد آخر، اشتكت لجنة الاستخبارات في الكونغرس من تأجيل البيت الأبيض منذ شهرين عملية تعيين مدير لوكالات الاستخبارات الأميركية في الخارج، معتبرة أن ذلك يضر في جهود مكافحة الإرهاب والتهريب النووي. واعتبر السناتور روكفللر ان الفشل في تسمية مدير للمنصب الذي استحدثه بوش في 17 كانون الأول ديسمبر"غير مقبول". ورد الناطق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان على الانتقادات، قائلاً:"إننا نتحدث عن منصب استحدث على درجة من الأهمية لمراقبة وكالة جديدة، والرئيس يريد القيام بالخيار الصحيح".