بدأت أول من أمس في العاصمة الإيطالية روما اجتماعات الدورة الثامنة والعشرين لمجلس محافظي صندوق التنمية الزراعية التابع للأمم المتحدة. وسيختار رئيس للصندوق من بين مرشحين، أبرزهم الرئيس الراهن، مرشح السويد، ومرشح إندونيسيا. وتبحث الاجتماعات زيادة موازنة الصندوق البالغة 450 مليون دولار. وتطغى على أعمال الدورة التي تستمر ثلاثة أيام قضايا الإسهام في أهداف الألفية في القضاء على الفقر في العالم، حيث يمثل الفلاحون والمزارعون نحو ثلاثة أرباع الأشد فقراً، والذين يزيد عددهم عن مليار نسمة. ووضع صندوق "ايفاد" شعاراً هو "طي صفحة الفقر الزراعي"، لتأكيد دور الصندوق في الجهود الدولية لتحقيق أهداف الألفية في القضاء على نصف الفقر المدقع في العالم بحلول سنة 2015. وفي هذا السياق، وعلى هامش الاجتماعات، أُفسح المجال لنحو 35 منظمة فلاحية لتكوين "منتدى الفلاحين" وسيلةَ لسماع صوت المعنيين عند اتخاذ قرارات التنمية الزراعية. وعقدت اجتماعات لبحث تعزيز دور الجماعات الأصلية، مثل البدو الرحل وسواهم، في تحديد سياسة الدعم الزراعي العالمي. ومن بين القضايا الرئيسة الأخرى، أن المؤتمر السنوي جاء بعد كارثة ، "تسونامي"، التي ضربت جنوب آسيا وأدت إلى دمار كبير. وخصص صندوق "ايفاد" 100 مليون دولار كمساعدات عاجلة لاعادة تأهيل مناطق زراعية متضررة في أندونيسيا وسواها. ويشارك في الدورة مندوبون عن الدول الأعضاء في الصندوق، والبالغ عددها 163 دولة، بينهم وزراء للمالية، والزراعة، والتنمية الريفية. ويعتبر مجلس المحافظين الهيئة العليا في الصندوق، وتوفر دورته السنوية منتدى لاتخاذ القرارات في شأن مسائل الإدارة والموازنة، والسياسات. بداية تحدث الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني عن نجاح حكومته في خفض نسبة الفقر المدقع في البلاد من 56 في المئة عام 1986 إلى 38 في المئة الآن. ويعتمد 74 في المئة من الأوغنديين على الزراعة، وبلغت مشاريع التنمية التي مولتها "ايفاد" هناك اكثر من 132 مليون دولار. وقال موسيفيني إن الأفارقة من اكبر المانحين في العالم، وضرب مثالاً: "بحسب الأسعار الراهنة، نحصل على دولار واحد من كل كيلو غرام قطن غير مصنع نصدره، وإذا صنعنا منه ملابس ترتفع عشرة أضعاف، وهكذا نحن نمنح عشرة دولارات في كل كيلو غرام، ونصدر وظائف وليس فقط نقداً". وتحدث رئيس الوزراء البلجيكي غاي فرهوفشتات، الذي تحتفل بلاده مع "ايفاد" بمرور 20 عاماً على المشاركة في الصندوق و"صندوق البقاء" البلجيكي في دعم وتمويل التنمية الزراعية في الدول النامية. ومن بين 250 مليون يورو منحها الصندوق البلجيكي عام 1999، ذهبت 60 في المئة منها إلى"ايفاد". وشارك الصندوق أيضاً في 38 مشروعاً مشتركاً بقيمة 103 ملايين يورو. وبلغت بلجيكا السقف الذي حددته الأممالمتحدة لمساعدات التنمية من الدول الغنية بنسبة 0.7 في المئة من إجمالي الناتج المحلي، وهي النسبة التي لم تصل إليها سوى خمس دول فقط حتى الآن. ثم تحدث الرئيس الراهن ل"ايفاد" لينارت بوغي عن برامج الصندوق على مدى ال27 عاماً الماضية، وكيف انه زاد برامجه بنسبة 28 في المئة، لتصل موازنته السنوية إلى 500 مليون دولار. ويكرس الصندوق، نشاطه لاستئصال الفقر والجوع في البلدان النامية. ويعيش ثلاثة أرباع الفقراء الفقر المدقع في العالم، ويصل عددهم إلى نحو 900 مليون نسمة، في المناطق الريفية، ويعتمدون في رزقهم على الزراعة والأنشطة المرتبطة بها. وعبر توفير القروض والمنح بأسعار فائدة زهيدة، يعمل الصندوق مع الحكومات على وضع وتمويل برامج ومشاريع تمكِّن فقراء الريف من التغلب على الفقر بأنفسهم.