اعرب رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية"ايفاد"، لينارت بوغه عن تفاؤله بزيادة الدول الاعضاء في المنظمة مساهمتها المالية في فترة التمويل السابعة لتوفير ما تسعى اليه، عبر مضاعفة برامجها الى ما يزيد على ثلاثة ارباع بليون دولار للسنوات الثلاث المقبلة. واشار في لقاء مع عدد محدود من الصحافيين في مقر الصندوق في روما الى ان المجلس التنفيذي تلقى اشارات ايجابية في اجتماعه الاخير في الدوحة بداية الشهر الجاري، متشجعاً بتعهد قطر بمضاعفة مساهمتها في الصندوق عشر مرات، من مليون الى 10 مليون دولار. وقال بوغه ان عدداً من الدول - منها دول اوبك العربية وغير العربية - اعربت عن استعدادها للتعهد بمضاعفة مساهماتها، وان دولاً اخرى ابدت استعداداً لزيادة مساهماتها، فيما تحتاج بعض الدول الى مناقشة بعض القضايا والسياسات قبل الاعلان عن تعهدات جديدة. ويستهدف صندوق ايفاد زيادة تمويل مشاريعه للقضاء على الفقر الريفي في العالم من 450 مليون دولار في الدورة الماضية الى 800 مليون دولار للفترة من 2006 الى 2009. الفقر الريفي وتغطي مشروعات الصندوق الان نحو 100 مليون من فقراء الريف في افريقيا واسيا واميركا اللاتينية. الا ان رئيس الصندوق لم يخف خيبة امله من ان موضوع الفقر الريفي لا يلقى الاهتمام الكافي من الدول المانحة او من وسائل الاعلام. وقال بوغه انه اذا كان هناك 1.1 بليون شخص في العالم يعيشون على اقل من دولار في اليوم، فان نحو 800 مليون نسمة من هؤلاء يعيشون في الريف اي ان ثلاثة ارباع الفقر في العالم هو فقر ريفي. مع ذلك، يركز المانحون من دول منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي على خفض الديون والصحة والتعليم والبنية الاساسية، لكنهم لا يهتمون بتمكين فقراء الريف من القدرة على زيادة دخولهم. واشار بوغه الى اتفاق الدول المانحة في قمة نيويورك الشهر الماضي على زيادة الدعم والمساعدات ضمن اهداف الالفية بخفض الفقر في العالم الى النصف بحلول عام 2015، اذ قرر الاغنياء زيادة مساهماتهم بمقدار 50 بليون دولار في السنوات الخمس المقبلة، ليصل اجمالي المساعدات الى 130 بليون دولار عام 2010. الا ان الوثيقة الختامية للقمة لم تتضمن سوى فقرة واحدة عن الفقر الريفي. ومع اهمية الغاء الديون والمساعدات الاخرى، الا ان الاستثمار في تنمية القطاع الزراعي تساعد غالبية الفقراء على توفير الموارد التي تمكنهم من تحسين اوضاعهم في شكل مستديم، من دون الحاجة لاضطرار المانحين لتسديد ديونهم عنهم كل حين. كما ان الدعم الزراعي للفلاحين في الدول المتقدمة لا يخدم جهود القضاء على الفقر الريفي التي يبذلها ايفاد وغيره. وعن سياسة الدعم الزراعي في اوروبا، قال رئيس الصندوق انها ليست جيدة ولا تساعد في تحسن اوضاع فقراء الفلاحين في دول الجنوب. يشار الى ان السياسة الزراعية العامة في الاتحاد الاوروبي اوفر دعماً للمزارعين، خصوصاً الفرنسيين، إذ يصل الدعم الى 60 بليون دولار سنوياً. ويضاف الى دعم الزراعة والصادرات الزراعية عمليات الاغراق ايضاً وعدم عدالة النظام التجاري العالمي. 1.2 بليون دولار من أوبك وامتدح لينارت بوغه مساهمات الدول من خارج منظمة التنمية والتعاون في تمويل ايفاد، مشيراً الى ان 20 في المئة من التمويل يأتي من خارج الدول الصناعية الكبرى، في حين ان تلك النسبة في تمويل البنك الدولي مثلاً لا تتجاوز 2 في المئة. واكد انه اذا كانت تلك الدول تساهم في القضاء على الفقر الريفي لاسباب انسانية واخلاقية، فانها ايضاً تسهم في ضمان الامن والاستقرار في العالم. وخص بوغه دول اوبك بموقفها الاصيل في تمويل مشروعات الصندوق. ويشار هنا الى ان دول اوبك، تتقدمها السعودية، ساهمت بأكثر من 1.2 بليون دولار في صندوق ايفاد حتى الآن. وذلك على رغم ان تلك الدول لا تستفيد من برامج الصندوق، لكنها تسهم في مشروعاته كما تتعاون معه عبر صندوق التنمية لدول اوبك والصندوق الكويتي للتنمية والصندوق العربي للتنمية. ونبه رئيس ايفاد الى انه على مدى نصف القرن الاخير تراجعت مخصصات الموازنة للقطاع الزراعي في الدول النامية، مشيراً الى ضرورة ان تصل الى 10 في المئة على الاقل. وبدأت دول افريقية مضاعفة تلك النسبة الى اكثر من 5 في المئة الآن. واذا كان العدد الاكبر من الدول الاكثر فقراً يوجد في افريقيا، فان الفقر الريفي يمثل الهم الاكبر في تلك الدول. فهناك كما في بعض الدول الآسيوية، يشكل القطاع الزراعي ما بين 40 وپ60 في المئة من اجمالي الناتج المحلي، كما تشكل الزراعة ما بين 30 وپ60 في المئة من الصادرات، وتوظف ما بين 70 وپ80 في المئة من العمالة.