سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في مؤتمر للبنك الدولي في شنغهاي شارك فيه وولفنسون . الرئيس البرازيلي يعتبر الفقر "أسوأ أسلحة الدمار الشامل" ورئيس الوزراء الصيني يتقدم بمقترحات لمكافحة هذه الآفة
عبر قادة الصينوالبرازيل، أمس الأربعاء، عن معارضتهم لأساليب الحماية التجارية التي تتّبعها الدول الغنية، وطالبوها بالعمل بدلاً من ذلك على مكافحة الفقر الذي يُعد"الأسوأ من بين كل أسلحة الدمار الشامل". وفي كلمة ألقاها أمام مؤتمر للبنك الدولي عن سبل التخفيف من حدة الفقر، انضم رئيس الوزراء الصيني، وين جياباو، إلى الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، في توجيه الانتقادات، خصوصاً للدول المتقدمة، في شأن التجارة. وأكد وين انه يتعين على تلك الدول المساعدة في تخفيف عبء الديون عن الدول النامية، والاسراع بنقل التكنولوجيا إليها. وقال الرئيس البرازيلي، وسط استحسان من جانب الحضور:"لايمكننا الموافقة على أن تتلقى الأبقار في بعض الدول المتقدمة دولارين من الدعم يومياً، بينما يتعين على نصف سكان العالم العيش على أقل من ذلك". وأوضح لولا، وهو نصير للفقراء في البرازيل، ان جدول أعمال المجتمع الدولي يركّز على الأمن"بشكل مبالغ فيه"، في حين ان الفقر هو"أسوأ جميع أسلحة الدمار الشامل". وكان البنك الدولي أوضح ان من بين نحو 6 بلايين شخص على كوكب الأرض، فإن ما يقرب من بليون واحد يملكون 80 في المئة من الموارد، بينما يكافح بليون آخر من أجل العيش على أقل من دولار يومياً. وأشار الرئيس البرازيلي، وهو عامل معادن سابق عانى من الفقر والجوع، إلى ان البرازيل تتّبع برامج اجتماعية للقضاء على الجوع وتقليص معدلات الفقر وتحسين المعرفة بالقراءة والكتابة. وقال:"عندما توليت السلطة، أعلنت انه إذا أمكن لكل مواطن برازيلي ومواطنة مع انتهاء فترة رئاستي، تناول ثلاث وجبات منتظمة يومياً، سأستحق أن أكون رئيساً". ودعا إلى اجراء تغيير في المواقف من أجل مكافحة الفقر، من خلال نموذج جديد للتنمية يجعل الفقر قضية سياسية واجتماعية لمواكبة أهداف تنمية الألفية التي وضعتها الأممالمتحدة عام 2000. ومن بين هذه الأهداف، خفض نسبة سكان العالم الذين يعيشون في فقر مدقع إلى النصف بحلول سنة 2015. من جهته، قال رئيس البنك الدولي، جيمس وولفنسون، انه تم اختيار الصين لاستضافة المؤتمر الخاص بمشكلة الفقر، بسبب نجاحها في انتشال نحو 400 مليون شخص من الفقر خلال العقدين الماضيين. واعتبر وولفنسون ان السياسة طويلة الأمد التي تنتهجها الصين للتخفيف من وطأة الفقر، بالإضافة إلى القضايا الاقتصادية الاخرى التي تُحل من خلال خطط تنفّذ كل خمس سنوات، تشكّل نموذجاً يحتذى به من قِبل الدول الاخرى. وعلى رغم ان الصين يُنظر إليها على انها خطت خطوات كبيرة في علاجها لمشكلة الفقر، إلا انها تعاني من انقسام واسع بين المجتمعات الريفية والحضرية أصبح يمثّل قلقاً متزايداً للقادة السياسيين خشية أن يؤدي إلى حالات سخط اجتماعي واسعة النطاق. وتقدم رئيس الوزراء الصيني في افتتاح المؤتمر بخمسة مقترحات لخفض الفقر في العالم. وأكد خصوصاً على حق الاختلاف في طرق التنمية بين الدول، داعياً إلى مساهمة أكبر من قِبل المنظمات الدولية. وقال:"من الضروري احترام حق كل بلد في تنمية مستقلة وحق الشعوب في اختيار طريقها ووسائل تنميتها في ضوء وضعها الوطني". وشدّد على أهمية"الديموقراطية في العلاقات الدولية"، ملمحاً إلى السياسة الأميركية التي تنتقدها بكين باستمرار. وأضاف وين، الذي كان يتحدث أمام رؤساء عدد من الدول النامية ومئات الخبراء، ان"الأممالمتحدة والبنك الدولي والمنظمات الدولية الاخرى يجب أن تؤدي عملها بشكل أفضل، وتوظّف المزيد من الموارد وتقود حملة مشتركة ضد الفقر". أما المقترحات الثلاثة الاخرى التي عرضها وين، فهي التزام كل الدول بتشجيع السلام والمحافظة على الاستقرار، وتسريع نقل التكنولوجيا والتخفيف من الحمائية التجارية، وضرورة اعتماد كل من الدول النامية على قدراتها الخاصة. وأعلن رئيس الوزراء الصيني ان بلاده ستقدم 50 مليون دولار إلى صندوقين خاصين تابعين ل"بنك التنمية الآسيوي"، إلى جانب مساهمتها العادية في هذه المؤسسة. ويهدف المؤتمر الأول من نوعه، الذي يعقد تحت شعار"خفض الفقر ودعم النمو: ما يفيد وما لا يفيد ولماذا"، إلى عرض مختلف التجارب لتحقيق أحد الأهداف الرئيسية للألفية وهو خفض الفقر بمقدار النصف حتى سنة 2015. وكان وولفنسون صرح للصحافيين قبل الافتتاح ان"المؤتمر لن يناقش مسائل خيالية بل مشاريع حقيقية"تمت دراستها لمدة تسعة أشهر في كل القطاعات الاجتماعية والاقتصادية. فقد درست الهيئة المالية للمؤتمر مئة مشروع طُبقت في الدول الأكثر فقراً التي تضم بليون نسمة يعيشون على أقل من دولار واحد يومياً. وبالإضافة إلى دا سيلفا، يحضر المؤتمر عدد من رؤساء الدول، بينهم الاوغندي يويري موسيفيني والتنزاني بنجامين مكابا، إلى جانب رئيسة وزراء بنغلادش خالدة ضياء. ويزور الرئيس البرازيليالصين أيضاً لابرام صفقات تجارية وتدعيم ائتلاف يأمل ان يتمكن من مواجهة النفوذ الأميركي والاوروبي على الساحة العالمية. وتُعد الصين سوقاً ضخمة للصادرات الزراعية البرازيلية، وتوشك أن تصبح الشريك التجاري رقم 2 للبرازيل السنة الجارية. روسيا في موسكو، تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، المضي قدماً في تنفيذ هدفه الرامي إلى مضاعفة حجم الاقتصاد وتحسين أحوال المواطنين الذين يعاني معظمهم من الفقر. وأعلن في خطابه السنوي عن حال الأمة أمام مجلسي البرلمان الروسي:"نجاح المهام التي تتسم بأهمية قصوى يعتمد علينا وحدنا.. وهي مضاعفة إجمالي الناتج المحلي في غضون عقد، والحد من الفقر ونمو الرخاء الشعبي وإعادة هيكلة الجيش". وقال بوتين للوزراء انه يتعين عليهم بذل المزيد من الجهد لرفع مستوى معيشة من هم تحت خط الفقر وتبلغ نسبتهم رسمياً واحداً بين كل خمسة مواطنين من الشعب البالغ عدده 145 مليون نسمة.