كيف يمكن الجمع بين أغنية"بيروت لا"التي غنتها ماجدة الرومي وأغنية"العب العب"لماريا؟ ماذا لو أضفنا"غابت شمس الحق"لجوليا بطرس؟ قد يبدو السؤال غريباً ومستهجناً، لكنّ هذا ما حصل بالفعل، ليلة الخميس الماضي، في إحد الملاهي في دبي. الجموع الذين انحشروا في بهو المكان وهم يتصببون عرقاً وفرحاً على ايقاع الموسيقى، لم يخفوا دهشتهم في لحظة ذهول أوقفتهم عن الحركات:"منرفض نحنا نموت، قلولن رح نبقى.."، اختار"الدي جي"فجأة هذا المقطع من أغنية جوليا وزياد بطرس الشهيرة"غابت شمس الحق"1985 كي"يرقّص"عليها الشباب. البعض انتبه والبعض الآخر جرّه ايقاع الأغنية - النشيد، إذ تم التدخل في توزيع الموسيقى لتصبح ملائمة أكثر"للجوّ"لتناسب وصلة الرقص. فئة أخرى، حققت نقلة مباشرة في طريقة الرقص فرفعت سواعدها اليسرى وشرعت تقفز في جوّ حماسي يذكّر بأجواء تظاهرات الطلاب والعمّال. دقائق مرت، قبل أن يقلب"دي جي"المكان المسمى"سراي"الموجة الوطنية إلى موجة أخرى، حيث عبارات ماريا"العب، العب، العب"تلي مباشرة".. الشعب اللي عمبيشقى، هاو النا يا جنوب". ولم ينته الأمر عند هذا الحدّ،"حاصر حصارك لا مفرّ، اضرب عدوّك لا مفرّ"، كلمات الشاعر محمود درويش المؤثرة التي تغنت بها ماجدة الرومي ووضع موسيقاها ايلي الشويري، كانت هي الأغنية التي تلت أغنية ماريّا. الأجانب الذين كانوا يرقصون في المكان، والذين لا يفقهون اللغة العربية ومعاني الأغاني وذاكرة مستمعيها، وحدهم كانوا بمنأى عن هذه المفاجأة"الدي جيّة"غير اللطيفة. أحدهم سأل صديقه العربي عن سبب ذهوله، وحين أخبره السبب ضحك الأجنبي قائلاً:"العرب يحبون الرقص على أي شيء"!