تشهد شبكة متاجر "غاليري لافاييت" الكبرى، التي تكاد شهرتها في فرنسا تعادل شهرة برج ايفل، صراعاً داخلياً بين المساهمين الرئيسيين فيها، بات يثير الاضطراب على صعيد ادارتها. فهذه المتاجر التي بدأت نشاطها قبل نحو قرن على هيئة محل صغير لبيع لوازم الخياطة في قلب باريس، تمثل اليوم امبراطورية فعلية تحقق رقم اعمال سنوياً يقارب 6 بلايين يورو وتستخدم 36 ألف شخص. وتتوزع غالبية اسهم "غاليري لافاييت" بين ورثة مؤسسها الممثلين اساساً بسيدتين هما ليون ميير، وهي طبيبة اطفال متقاعدة 64 عاماً، وجينيت مولان 77 عاماً، وتتقاسمان 61 في المئة من الاسهم. وتقول مجلة "باري ماتش" الفرنسية ان العلاقات لم تكن ابداً ودية بين السيدتين المسنتين، لكنها اتجهت الى التدهور منذ ايلول سبتمبر الماضي إثر وفاة ايتيان مولان زوج جينيت. وكان اتيان مولان يشغل منصب المدير العام للمتاجر، فيما تشغل ميير منصب رئيس مجلس مراقبة المتاجر منذ وفاة زوجها جورج عام 1998. ولدى انتقال إرث زوجها اليها وجدت جينيت التي لم تعمل يوماً نفسها مطالبة بتسديد مبلغ 12 مليون يورو، بحلول حزيران يونيو المقبل تحت بند الضريبة على الثروة، وهي ضريبة كان زوجها معفياً منها بحكم موقعه الاداري. ولتجنب هذه المشكلة الضريبية كان لا بد لجينيت مولان من ان تتولى بدورها منصباً ادارياً، فدارت مفاوضات بين افراد الاسرتين وكادت تتوصل الى اتفاق يقضي بتقاسمهما لرئاسة مجلس المراقبة مع ميير، لكن تعقيدات طارئة ادت الى فرط الاتفاق. وازدادت الامور تعقيداً، عندما اقدم مصرف "لو كريديه موتويل"، المعروف بأنه من المصارف التعاونية غير المعنية بمضاربات البورصة على شراء 15.64 في المئة من اسهم "غاليري لافاييت" بأغلى الاسعار، وبغياب أي اغراء مادي من شأنه تبرير هذه العملية. واعتبرت ميير ان مولان هي التي تقف وراء هذه العملية، بهدف الاخلال بالتوازن الدقيق القائم بينهما على صعيد ملكية المتاجر، مما حمل "جمعية الدفاع عن صغار مالكي الاسهم" على مطالبة سلطات مراقبة السوق بالتحقيق في الامر. ونفى مصرف "لو كريديه موتويل" ان يكون اقدم على عملية شراء لمصلحة مولان فيما اشارت الاخيرة الى ان اشاعات عدة تتردد في شأنها وان بعضهم ذهب حتى الى حد القول إنها تنوي طرح اسهمها كلها للبيع، وان لا صحة لذلك. ورفض ناطق باسم "غاليري لافاييت" في اتصال اجرته معه "الحياة" التعليق على هذه الخلافات العائلية من دون ان ينفيها، فيما اشارت اوساط مالية مطلعة الى ان "لو كريديه موتويل" هو الحليف المالي لمولان ويساعدها على مواجهة ميير المرتبطة بمصرف "بي ان بي". وأدت هذه الخلافات الى افشال محاولة شراء "غاليري لافاييت" لشبكة متاجر العطور "ماريونو"، التي بيعت الشهر الماضي وانتقلت ملكيتها الى رجل اعمال صيني. كما ان الخلافات نفسها تحول دون اعتماد أي تغيير على رأس متاجر "بي اش في" التي تملكها الشبكة، ولا يزال يديرها الكسندر ميير، على رغم الانهيار في عائدات استغلالها الذي بلغ 63.2 في المئة سنة 2003.