بحث رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع ابو علاء مع عدد من قيادي فصائل المقاومة جملة من القضايا الداخلية، من بينها التهدئة ووقف متبادل للنار مع اسرائيل، فضلا عن التعديل الوزاري الذي ينوي اجراؤه قريبا. وقال"ابو علاء"للصحافيين في اعقاب عقد القاء في مقر اللجنة الدولية لمنظمة التحرير في مدينة غزة امس انه بحث مع ممثلي قوى الفصائل سبل ترتيب البيت الداخلي وتعزيز الوحدة الوطنية، واستمرار الحوار وصولا الى افضل الصيغ للمشاركة السياسية. واضاف انه تم بحث مسألة وقف اطلاق النار، مؤكدا انه لن يكون وقف النار من الجانب الفلسطيني فقط بل متبادل بشروط تحقق وتنهي الانتهاكات الاسرائيلية اتجاه الشعب الفلسطيني. ولفت الى ان الحوار الفلسطيني - الفلسطيني سيستأنف قريبا في القاهرة. وشارك في اللقاء ممثلون من حركتي"فتح"و"الجهاد الاسلامي"والجبهة"الشعبية"و"الديموقراطية"لتحرير فلسطين، وعدد ممن الفصائل الاخرى، وغاب عنه ممثلو"حركة المقاومة الاسلامية"حماس. من جانبه، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية الدكتور رباح مهنا ل"الحياة"انه تم بحث جملة من القضايا السياسية والامنية والداخلية مع"ابوعلاء"، من ضمنها خطة الانسحاب من قطاع غزة، واللقاءات الفلسطينية - الاسرائيلية التي وصف"ابو علاء"اجواءها بأنها ايجابية، فضلا عن مسألة التعديل الحكومي المرتقب وترتيب البيت الداخلي وضبط الامن الداخلي ونزع السلاح المنفلت وليس سلاح المقاومة. واشار الى ان الجبهة طالبت"ابو علاء"باطلاق الامين العام للجبهة احمد سعدات المعتقل في احد سجون السلطة الفلسطينية تحت حراسة اميركية وبريطانية، لافتا الى ان"ابو علاء"قال ان اطلاقه سيكون على رأس أولويات حكومته والسلطة. وقال انه تم التأكيد على موقف الجبهة من التهدئة، وانه يمكن بحث الهدنة في ظل توافق وطني شامل، لافتا الى ان"ابو علاء"اتفق مع ممثلي الفصائل على انه يجب ان يكون وقف النار متبادلا. بدوره، صرح عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية صالح زيدان في اعقاب اللقاء انه تم بحث موضوع الفساد باسهاب، والتشديد على ضرورة محاسبة الفاسدين. واضاف انه بحث المطالبة باعادة تشكيل الحكومة وتعديلها، اضافة الى الاصرار على اقرار قانون معدل للانتخابات التشريعية التي ستجري في 17 تموز يوليو المقبل. من جهته، قال القيادي في"الجهاد"الشيخ نافذ عزام الذي شارك في اللقاء للصحافيين ان اللقاء يأتي تأكيدا على استمرار الحوار الداخلي. وجدد التأكيد على ان"اي تهدئة لا يمكن ان تكون من طرف واحد فقط"بل متبادلة مع اسرائيل، مشددا على ان يكون هذا المقابل جديا وحقيقيا ويشعر به المواطن الفلسطيني. وقال"ابو علاء"في مقابلة خص بها قناة فلسطين الفضائية وبثتها في ساعة متقدمة من مساء اول من امس ان مدينة القدسالمحتلة في خطر، لافتا الى ان جدار الفصل العنصري وتطبيق قانون املاك الغائبين الاسرائيلي في حق المقدسيين القاطنين خارج حدودها. واستبق"ابو علاء"زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس الى المنطقة نهاية الاسبوع الاول من الشهر المقبل، بحض الولاياتالمتحدة على التدخل الفاعل والضغط على الحكومة الاسرائيلية للوفاء بالتزاماتها، واحترام كرامة الموطن الفلسطيني وحقه في العيش بحرية وكرامة في دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وشدد على ان اي فلسطيني لن يقبل أي حل تحت أي ظرف من الظروف لا تكون فيه القدس عاصمة الدولة الفلسطينية. وفي الشأن الامني الداخلي، قال"ابو علاء:"اتجه جهدنا في مجلس الامن القومي الى مسارين متوازيين هما استكمال الاطار القانوني للاجهزة الامنية"، كاشفا وجود"ستة الى سبعة قوانين خاصة بالامن احيلت على المجلس التشريعي، ونأمل في ان تنتهي لتشكل المرجعية والاطار القانوني لعملها، وايضا هي عملية اجراءات على الارض لاشعار المواطن واعادة الامن اليه". الى ذلك، توقعت مصادر فلسطينية ان تعيد قوات الاحتلال الاسرائيلي انتشارها خارج خمس مدن فلسطينية في الضفة الغربية، خلال الايام القليلة الماضية. واعربت عن اعتقادها ان عملية اعادة الانتشار ستبدأ بعد غد من مدينة رام الله مقر الرئيس ورئيس الوزراء الموقتين، التي ستفرض السلطة الامن فيها. وتعتبر اعادة الانتشار من خمس مدن في الضفة ثمرة أولى للقاء الذي جمع وزير الشؤون الامنية السابق محمد دحلان مع وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز ليل السبت - الاحد في تل ابيب. وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة"ان اللقاء الذي شارك فيه مدير ديوان رئيس الوزراء الفلسطيني حسن ابو لبدة ومنسق شؤون الاراضي الفلسطينية في جيش الاحتلال الاسرائيلي عاموس غلعاد بحث في اعادة انتشار قوات الاحتلال خارج المدن وصولا الى ما كان الوضع عليه عشية اندلاع الانتفاضة. واضافت انه تم بحث قضية اطلاق دفعة من الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، خصوصا القدامى منهم المعتقلون منذ سنوات طويلة، وقبل التوقيع على اتفاق اوسلو، وكذلك حل قضية نحو 400 مطلوب لاسرائيل، الى جانب المبعدين ال26 من كنيسة المهد، واخرين ابعدوا في ما بعد الى القطاع، و13 مبعدا الى دول اوروبية مختلفة. وعلمت"الحياة"ان موفاز لم يعط ردودا فورية، الا انه وعد بدرس المطالب الفلسطينية، وان هناك احتمالا كبيرا ان تستجيب اسرائيل لمعظم هذه المطالب، خصوصا في ضوء الاجواء الايجابية الراهنة.