بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الرياض امس الجهود المبذولة لدفع عملية السلام، وآفاق التعاون وسبل دعمه، والأوضاع العربية والإقليمية والدولية، إضافة إلى ترتيب البيت الفلسطيني. في هذا الوقت، اجرى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة التي لاحظت تقدماً في الموقف الاسرائيلي، لكنها تمسكت بوقف الاستيطان شرطاً لاستئناف المفاوضات، في حين علمت «الحياة» ان المكتب السياسي لحركة «حماس» قرر امس رفض العرض الاسرائيلي الأخير الذي نقله الوسيط الالماني في شأن صفقة تبادل الاسرى. وكان الرئيس عباس وصل والوفد المرافق له إلى الرياض امس حيث كان في استقباله في مطار الملك خالد الدولي وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، والسفير الفلسطيني لدى المملكة جمال عبداللطيف الشوبكي ومندوب عن المراسم الملكية. وجدّد خادم الحرمين دعم بلاده للسلطة الفلسطينية في مواقفها تجاه الاستيطان. وقال مصدر في السفارة الفلسطينية في الرياض إن الملك عبدالله وعد الرئيس الفلسطيني بالاتصال عبر القنوات الديبلوماسية مع العواصم المؤثرة، خصوصاً واشنطن، من اجل ممارسة ضغوط على إسرائيل لوقف الاستيطان واستئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين استناداً إلى مبادرة السلام العربية. يذكر ان الرياض تؤيد المطالبة الفلسطينية بضمانات أميركية ودولية «مكتوبة» تؤكد أن الهدف من المفاوضات مع إسرائيل هو إنشاء دولة فلسطينية «في حدود 1967 بما فيها القدس»، وذلك قبل استئناف المفاوضات. وكانت جهود عملية السلام والتوسع الاستيطاني ايضا في صلب المحادثات بين نتانياهو ومبارك، اذ صرح وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط بأن نتانياهو طرح مواقف اكثر تقدماً من مواقفه المعتادة. لكن ابو الغيط شدد على ان أي مفاوضات لها شروط وسقف زمني، مضيفا: «لا نتفاوض مع استمرار الاستيطان». واوضح: «استمعنا اليوم لمواقف تتجاوز ما سمعناه منهم لفترة طويلة»، و«رأينا رغبة من رئيس الوزراء في ان يتحرك (باتجاه المفاوضات)، ونحن نلح على ان تكون هناك ارضية متفق عليها» للتفاوض. صفقة تبادل الاسرى في هذه الاثناء، كشف مسؤول رفيع في «حماس» فضل عدم ذكر اسمه ل «الحياة» ان المكتب السياسي للحركة قرر خلال اجتماع مطول عقده في دمشق بمشاركة ثلاثة اعضاء من قطاع غزة، رفض العرض الاسرائيلي الذي يستثني 13 معتقلا من صفقة تبادل الاسرى، ويرفع عدد المبعدين الى 200 أسير، مضيفاً ان اسرائيل ابلغت الوسيط الالماني ان لا مانع لديها من نقل جميع المبعدين الى قطاع غزة. والاسرى الذين استثنتهم اسرائيل من الصفقة هم: القائد «الفتحاوي» مروان البرغوثي، والامين العام ل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» احمد سعدات، وقادة الجهاز العسكري لحركة «حماس» ابراهيم حامد وعبد الله البرغوثي وعباس السيد وجمال ابوالهيجا وعبد الناصر عيسى وحسن سلامة ووليد عقل. ومن بين المستثنيين، ثلاث أسيرات هن آمنة منى وقاهرة السعدي واحلام التميمي. وقال المسؤول ان «حماس» وجدت ان اسرائيل تراجعت في عرضها الاخير عن عرض سابق لها، موضحاً: «في العرض قبل الأخير، طالبت اسرائيل بابعاد 130 اسيراً، اما الآن فهي تطالب بإبعاد 200 اسير». واضاف ان المكتب السياسي طلب من وفد الحركة القادم من غزة، العودة الى القطاع وابلاغ الوسيط الالماني بعدم الموافقة على العرض. واوضح ان التراجع الاسرائيلي يشير الى ان قضية التبادل ستستغرق وقتاً طويلا، مشدداً على اصرار «حماس» على اطلاق جميع الأسرى ال450 الذين ضمتهم القائمة، وتقليص عدد المبعدين الى أدنى حد.