تخوض حركة"فتح"كبرى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية سباقا ماراثونيا لتجميع قواها ورسم سياستها لتضمن الفوز في الانتخابات البلدية والتشريعية والنقابية المقبلة بعد ان منيت بهزيمة في انتخابات جزئية في قطاع غزة. وشكل الاجتماع الاخير للمجلس الثوري، الهيئة القيادية الاوسع للحركة، مطلع الاسبوع في غزة نقطة مفصلية لوضع حلول تؤدي الى تعزيز بناء الحركة التنظيمي ومشاركة قاعدتها في انتخابات عدة مقبلة ولا سيما الانتخابات التشريعية في تموز يوليو. وبعد ان ظلت الحركة تعتمد على تاريخها النضالي الطويل للفوز بتمثيل القاعدة الجماهيرية، جاءت نتائج الانتخابات البلدية الجزئية في قطاع غزة حيث فازت حركة"حماس"بغالبية المقاعد وكذلك في انتخابات نقابتي المحاسبين والمهندسين لتشكل صدمة لمسؤولي"فتح"وتنذر بتكرر تلك الخسارة مع استكمال الانتخابات البلدية والنقابية اذا لم تتخذ خطوات حاسمة. وفي مواجهة هذا الوضع قرر المجلس الثوري"تشكيل لجنة مركزية للاعداد للانتخابات المحلية والتشريعية، تتولى مسؤولية التخطيط ورسم السياسات، واقرار البرنامج الانتخابي، وتضع اسس اختيار المرشحين والقوائم واختيار افضل الوسائل لخوض الانتخابات"، كما جاء في بيان صادر عن المجلس الاثنين. ودعا البيان حركة"فتح"الى"ان تراجع بشجاعة نظامها الداخلي الأساسي وبناءها التنظيمي على أساس ديموقراطي، بما يعزز المشاركة القاعدية". واكد توفيق ابو خوصة القيادي في"فتح"في قطاع غزة ان"قرارت المجلس الثوري ما هي الا انتفاضة داخل الحركة". واضاف ان"فتح ستفوز في الانتخابات اذا طبقت قرارات المجلس لكن الوضع سيكون خلاف ذلك اذا لم تطبقها". وقال ابو خوصة:"نحن امام ماراثون انتخابي فالسنة سنة انتخابات ومطلوب ترتيب اوضاعنا الداخلية". وتعبيرا عن"جدية القيادة واصرارها على المضي في هذا الاتجاه"، اشار ابو خوصة الى"قبول الرئيس محمود عباس ابو مازن ترؤس اللجنة التحضيرية التي ينبثق عنها عدد من اللجان مثل لجنة إعداد البرنامج العام، ولجنة النظام الأساسي، ولجنة العضوية، ولجنة الخطط والبرامج". وكان عشرات من اعضاء"فتح"تظاهروا اثناء انعقاد المجلس الثوري ضد الفساد مطالبين بالشفافية. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها"الاحتفاظ بالقيادات الفاسدة هو الفشل بعينه". وعزا نائب امين المجلس الثوري ل"فتح"صخر بسيسو الوضع الحالي الى فشل الحركة في التكيف مع الاوضاع الجديدة وكذلك ما اسماه"غياب تواصل الاجيال"داخل الحركة التي لم تعقد مؤتمرا عاما منذ 15 سنة، وحددت موعدا لمؤتمرها العام في اب اغسطس المقبل. وقال بسيسو:"فتح لم تغير سياستها، ولم تتوافق مع الوضع الجديد". واضاف:"على حركة فتح ان تدرك انها كغيرها من القوى الفلسطينية ليست قدرا دائما للشعب الفلسطيني، وانما بقدر ما تقدم وتعطي ينعكس ذلك على قوتها ووجودها". وشبه صخر بسيسو تجربة حركة"فتح"بتجربة جبهة التحرير الوطني الجزائرية التي فقدت الكثير من شعبيتها بعد توليها للسلطة اثر الاستقلال. وانتقد بسيسو بشكل خاص هيمنة حركة"فتح"على المواقع الرئيسية في مؤسسات السلطة الفلسطينية، وقال:"لا توجد عدالة وظيفية، فبمجرد ان يكون الشخص عضوا في حركة فتح يصبح وكيل وزارة وسنوات عضويته في التنظيم تعتبر سنوات خدمة". وقال المحاضر في جامعة بير زيت صالح عبد الجواد:"تحولت حركة فتح الى حزب حاكم .. لم تعمل على الفصل بين ادائها كتنظيم وبين ادائها كسلطة وبالتالي لازمها فساد السلطة"، ما جعلها برأيه"تعيش ازمة جدية عميقة". وقال عبد الجواد ان"حركة فتح مطالبة بان تقدم اداء متميزا الآن وان تركز على عناصرها الانقياء لان السلطة اصلا مكروهة وينظر اليها بانها سلطة فاسدة وعلى ابو مازن ان يقوم باصلاحات سريعة وحاسمة". وشدد على انه"بدون عملية اصلاح داخلية داخل حركة فتح وداخل السلطة ستبقى المشكلة قائمة".