أعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان ان المخاطر الرئيسة التي تواجه العالم هي الارهاب واسلحة الدمار الشامل، مضيفاً انها مسألة وقت"حتى يجتمع الاثنان". وشدد على استحالة"هزيمة الارهاب من دون محاربة الاسباب وراء النزاعات والحكم السيئ في الدول النامية". وجاء ذلك في كلمة ألقاها في العاصمة البريطانية أمس، اثناء حلقة دراسية لاطلاق المناقشة البريطانية العامة لتقرير الأممالمتحدة حول"المخاطر والتحديات والتغيير"، حضرها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ووزير خارجيته جاك سترو، إضافة الى نخبة من الديبلوماسيين والاعلاميين. وحدد انان في كلمته ابرز النقاط التي وردت في تقرير الأممالمتحدة المعنون"عالم اكثر أمناً: مسؤوليتنا المشتركة"المنشور في كانون الأول ديسمبر الماضي، قائلاً:"لقد مضى الوقت الذي كان بإمكان كل بلد أو قارة مراعاة أمنهم الخاص، فالمخاطر التي نواجهها مخاطر علينا جميعاً". وصرح بأن العالم"في حاجة الى منتدى يتخذ قرارات جماعية ويقوم بعمل جماعي"، رابطاً بين"الأمن العسكري والأمن الاقتصادي". وردد أنان اقتراح التقرير لصوغ"استراتيجية عالمية شاملة لمحاربة الارهاب"اضافة الى بناء"نظام يمنع تكاثر الاسلحة النووية ولجنة لبناء السلام"واعتراف مجلس الأمن بمسؤولية اعضائه ل"حماية الشعوب من الابادة الجماعية"وصوغ"قياس واضح لتقرير استخدام القوة العسكرية". والقى أنان الضوء على دور الأممالمتحدة في نشر"عملية الديموقراطية"لمحاربة الارهاب، والتي تعتمد على انتخابات نزيهة. وذكر بمساهمة المنظمة الدولية بالانتخابات في افغانستان وفلسطين والعراق. وقال بلير إن المجتمع الدولي"يواجه وقتاً عصيباً"، لكنه أشار الى الانتخابات في افغانستانوالعراق بأنها خطوات ايجابية"تخترق غيوم التشاؤم". وأشاد بموظفي الأممالمتحدة الذين"عملوا وضحوا"لانجاح تلك الانتخابات. وكان بلير هو الذي دعا انان لحضور هذه المناقشة في خطوة رأها البعض بأنها اشارة لمصالحة بين الاطراف المؤيدة والمناهضة للحرب على العراق. وركز وزير الخارجية البريطاني على موضوع"الامن الجماعي واستخدام القوة العسكرية"في كلمته قبل اطلاق النقاش البريطاني حول تقرير الأممالمتحدة الأخير. واعترف سترو بأن عام 2003 شهد فشلاً من المجتمع الدولي للتوصل الى حل ازاء العراق، قائلاً انه من الضروري"اعادة بناء اسس الأممالمتحدة بعد هذا الفشل". وشدد سترو على ان المحور الأساسي في الحديث عن اصلاح المنظمة الدولية يعتمد على تحديد العمل الجماعي و"اتخاذ القرار للعمل قبل فوات الاوان". وأضاف انه يجب"مكافحة الارهاب ومعالجة اسبابه"، رابطاًً بين"التنمية والأمن". وأيد سترو تقرير الأممالمتحدة في المطالبة بزيادة عدد الاعضاء في مجلس الأمن، قائلاً انه من الضروري النظر في كيفية عمل مجلس الأمن وآليته بدلاً من التركيز فقط على الشكليات. وأعلن سترو عن نشر تقرير الأممالمتحدة"عالم اكثر أمناً: مسؤوليتنا المشتركة"إضافة الى تقرير بريطاني في المستقبل القريب. وتحدث أنان ايضاً عن نيته نشر تقرير خاص الشهر المقبل يضع"جدولاً لقرارات اساسية يجب اتخاذها"في اطار اصلاح الأممالمتحدة.