في حفل صغير أقيم مساء أول من أمس في العاصمة الفرنسية باريس تسلم نجم كرة القدم الاسطوري جوست فونتين ميدالية تذكارية من الاتحاد الفرنسي لاختياره أحسن لاعب في فرنسا في السنوات الخمسين الأخيرة، وقام رئيس الاتحاد الفرنسي كلود سيمونيه بتسليم الميدالية إلى فونتين في حضور رئيس الاتحاد السويدي لارس اكي لاغريل، ونجوم المنتخب الفرنسي الفائز ببرونزية كأس العالم 1958، رايموند كوبا، ودومينيك كولونا، وروجيه بيانتوني، وبعدها توجه الجميع إلى ملعب فرنسا في سان دني حيث شاهدوا المباراة الودية بين فرنساوالسويد وتعادلا 1 - 1. اختيار فونتين للقب الفريد جاء جزءًا من احتفالات الاتحاد الأوروبي بمرور 50 عاماً على تأسيسه، وهو اختيار بالغ الغرابة لأن الفرنسيين لا يضعون فونتين صاحب الرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف في أحد نهائيات كأس العالم حيث سجل 13 هدفاً عام 1958 في السويد بين الثلاثة الأوائل في تاريخ نجوم بلادهم فقائمة الثلاثة الكبار قاصرة دائماً على زين الدين زيدان الفائز أخيراً بلقب أحسن لاعب في أوروبا عبر 50 عاماً في استفتاء أجراه الاتحاد الأوروبي بين الجمهور على موقعه على شبكة الانترنت، ومعه ميشيل بلاتيني الذي اختارته مجلة فرانس فوتبول في نهاية العام 1999 نجماً للقرن في كرة القدم الفرنسية، وصانع الألعاب الفريد رايمون كوبا الحاصل على الكرة الذهبية كأول لاعب فرنسي ينال الجائزة الكبرى. ويزيد من حجم المفاجأة أن فونتين لم يفز مطلقاً بالكرة الذهبية التي تمنحها فرانس فوتبول سنوياً لأحسن لاعب كرة قد في أوروبا. الانجاز الأكبر لفونتين في عالم الكرة جاء على صعيد عالمي وفي أكبر المسابقات عندما توج هدافاً لمونديال 1958 برصيد 13 هدفاً، وهو رصيد لم يصل إليه لاعب آخر عبر التاريخ، ويبدو أن الوصول إليه أو معادلته بات أمراً مستحيلاً بعد تحول الكرة إلى الضغط والدفاع. فونتين أبدى سعادته الضخمة عند استلامه الميدالية وشكر الحاضرين والذين اختاروه بوجود أصدقائه القدامى حوله. أحرز جوست فونتين أهدافه الثلاثة عشر في النهائيات بواقع ثلاثة أهداف هاتريك في باراغواي في المباراة الأولى، وفازت فرنسا 7 - 3، وهو لم يكن مرشحاً للعب لولا إصابة بليارد المهاجم الأساسي، وسجل فونتين هدفي فرنسا في يوغوسلافيا في المباراة الثانية ولكنه لم ينقذ فريقه من الهزيمة 2 - 3، ورفع رصيده إلى ستة أهداف في الدور الأول بإحراز هدف في اسكتلندا وفازت فرنسا 2 - 1 وتصدرت مجموعتها. وفي ربع النهائي أكد فونتين براعته بإحراز هدفين في أيرلندا الشمالية وقاد فرنسا للفوز 4 - صفر والوصول للمرة الأولى في تاريخها إلى الدور نصف النهائي، واصطدم الفرنسيون بالحائط العالي أمام منتخب البرازيل الذهبي بنجومه ديدي وبيليه وغارينشا وزاغالو وفافا وزيتو وغيلمار وسانتوس وبيليني، وفازت البرازيل 5 - 2 وأحرز فونتين هدفاً واحداً، واحتفل النجم الفرنسي بإنجازه الأسطوري في مباراة تحديد المركز الثالث بإحراز أربعة أهداف في مرمى الحارس الألماني كفيا تكوفسكي، وفازت فرنسا بالمباراة 6 - 3 والميدالية البرونزية، ورفع فونتين رصيده الفاخر إلى 13 هدفاً وسط ذهول الجميع جوست فونتين من مواليد 18 آب أغسطس 1933في الدار البيضاء حيث كان والده الفرنسي يعمل في المغرب، وعاد إلى فرنسا وعمره 18 ولعب أولاً في نيس وأحرز معه كأس فرنسا 1954 والدوري 1956 وانتقل إلى ستادريم ونال ثنائية الدوري والكأس عام 1958 وتوج هدافاً للدوري برصيد 34 هدفاً، وقاد فريقه للمباراة النهائية في كأس أندية أوروبا الأبطال ضد ريال مدريد الاسباني وخسرها، وتوج بالدوري المحلي مجدداً في 1960 واعتزل في العام التالي مباشرة قبل أن يكمل 28 عاماً بسبب كسر عنيف في الساق. لعب فونتين 20 مباراة فقط مع منتخب فرنسا بين 1953 و1960 وأحرز خلالها 31 هدفاً بمتوسط يزيد على 5.1 هدف للمباراة وهو ما يعكس مكانته كمهاجم خطير تميز بالسرعة والمهارة.