سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عباس أشار في مؤتمر صحافي مشترك معه إلى اصرار موسكو على تنفيذ "خريطة الطريق" بوتين يؤيد جهود الفلسطينيين نحو التهدئة ويشدد على تسوية تنتهي بإقامة دولتهم المستقلة
دعا الرئيس الفلسطينية محمود عباس أبو مازن موسكو إلى تكثيف نشاطها في الشرق الأوسط، واعتبر أن لروسيا"دوراً مهماً في كل تحرك مقبل". وشدد عباس في أول زيارة يقوم بها إلى العاصمة الروسية منذ توليه منصب رئاسة السلطة الفلسطينية، على ضرورة الشروع في تنفيذ خطة"خريطة الطريق". وقال إن الجانب الفلسطيني"قام بواجبه"، مشيراً إلى أن المستجدات الأخيرة"فتحت نافذة أمل للسلام"في المنطقة. وغدت موسكو المحطة الدولية الأولى التي يزورها عباس بعد الانتخابات الفلسطينية، وشدد خلال لقاءاته المسؤولين الروس على"الدلالات المهمة"لاختيار موسكو لتكون أول عاصمة أوروبية يزورها، مشيراً إلى"المكانة المهمة التي تشغلها روسيا في قلوب الفلسطينيين". وأجرى عباس محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصفت بأنها"بناءة ومفصلة"، كما التقى وزير الخارجية سيرغي لافروف ورئيس مجلس الدوما بوريس غريزنوف، وأجرى محادثات مع بطريرك الكنيسة الروسية اليكسي الثاني. ووصف بوتين خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده الزعيمان في الكرملين أمس الزيارة بأنها"تفتح مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية بين الطرفين"، التي وصفها بأنها تاريخية وبنيّت على أساس متين من الصداقة والتفاهم على مدار عشرات السنين. ولفت إلى الدور المهم الذي لعبه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في ارساء قواعد الصداقة الفلسطينية - الروسية، ووصف عرفات بأنه كان دائماً"صديقاً مخلصاً لبلادنا". وذكر بوتين أن ملف العلاقات الاقتصادية شغل حيزاً مهماً من النقاشات، معلناً استعداد موسكو لتعزيز نشاطها في إطار المساعدات المقدمة إلى السلطة لإعادة بناء الهياكل الاقتصادية وحل المسائل الاجتماعية. ولفت إلى دور نشط قامت به وزارة الطوارئ الروسية خلال العام الماضي، تمثل في ارسال كميات كبيرة من المعدات الطبية والإنسانية إلى الأراضي الفلسطينية. وأضاف الرئيس الروسي ان بلاده تعلق أهمية كبرى على مواصلة تطوير التعاون مع الفلسطينيين في المجال التعليمي، وأعلن عن زيادة المنح الدراسية المقدمة إلى الفلسطينيين في شكل يجعل للطلبة الفلسطينيين الدارسين في الجامعات الروسية أكبر حصة بين الطلبة الأجانب. وتحدث بوتين بشكل موسع حول آفاق التسوية السلمية في المنطقة، معلناً تأييد بلاده جهود السلطة الفلسطينية نحو التهدئة والحوارات الداخلية. وشدد على ثوابت الموقف الروسي حول ضرورة التوصل إلى تسوية"شاملة وعادلة تقوم على أساس قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مدريد والمبادرة العربية التي أقرت خلال قمة بيروت عام 2002"، إضافة إلى خطة الطريق التي قال إن لتطبيقها أهمية خاصة في دفع عجلة التسوية. واعتبر بوتين أن التسوية ينبغي أن تكون شاملة وتنتهي ببناء دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل التي تملك الحق في أن تعيش بأمن واستقرار. واعتبر خطة الانسحاب من غزة خطوة مهمة على طريق وضع حدّ نهائي للاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، لكنه شدد على ضرورة أن تدرج عملية الانسحاب من غزة وبعض مناطق الضفة ضمن"خريطة الطريق"، وأن توضع آلية لمراقبة تنفيذ بنود الخطة. من جانبه، شدد عباس على الدور الروسي المطلوب خلال المرحلة المقبلة، واعتبر أن المستجدات الأخيرة بعد جهود التهدئة الفلسطينية تفتح"نافذة أمل للسلام"في المنطقة، وقال إن الفلسطينيين"قاموا بواجبهم"على صعيد تعزيز الديموقراطية واجراء انتخابات شفافة ومفتوحة، إضافة إلى تهدئة الأوضاع وتنفيذ الالتزامات الأمنية، مشيراً إلى انطلاق حركة سياسية دولية تهدف إلى تطبيق"خريطة الطريق"ومساعدة الطرفين على العودة إلى طاولة المفاوضات. وشدد على أهمية الدور الروسي، مشيراً إلى أن لموسكو دوراً أساسياً في كل تحرك مقبل سواء على صعيد المبادرات الروسية أو في إطار الرباعية الدولية الذي تشكل روسيا أحد أركانها. ولفت إلى اتفاق الجانبين خلال المحادثات على تفعيل دور اللجنة الروسية - الفلسطينية التي سيتولى رئاستها عن الجانب الفلسطيني وزير الشؤون الخارجية نبيل شعث. وكان عباس أكد في حديث ل"الحياة"قبيل لقائه مع بوتين، أن السلطة الفلسطينية تولي أهمية خاصة لصوت روسيا في المحافل الدولية، خصوصاً في إطار الرباعية الدولية. وأضاف ان المرحلة المقبلة ستشهد تحركاً نشطاً على صعيد الجهود الدولية الرامية إلى دفع عملية التسوية. ولفت الرئيس الفلسطيني إلى وجود أطراف، لم يسمها، قال إنها تتعامل مع خطة"خريطة الطريق"على أساس أن الزمن تجاوزها ولم تعد صالحة، مشيراً إلى أن إصرار موسكو على ضرورة تنفيذ بنود الخريطة يعزز القناعة بأهمية تكثيف الدور الروسي في المنطقة. ونفى عباس أن يكون الفلسطينيون والإسرائيليون توصلوا إلى اتفاق نهائي حول موعد اللقاء المرتقب بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون، معرباً عن أمله بأن يتلقى الفلسطينيون رداً ايجابياً من الجانب الإسرائيلي على صعيد جهود التهدئة. ولفت إلى أن هذا المحور سيكون محور نقاش أساسي خلال المحادثات مع وزيرة الخارجية الأميركية المعينة كوندوليزا رايس التي تصل إلى المنطقة الأحد المقبل. وأعرب عباس عن تفاؤله بأن التحرك الحالي سيسفر عن نتائج ايجابية. وقال إنه سيبحث مع رايس في مسألة زيارته إلى الولاياتالمتحدة، ولم يستبعد أن يتم خلال المحادثات الاتفاق على إطار زمني للزيارة، خصوصاً أن البيت الأبيض كان وجه له دعوة لزيارة واشنطن فور ظهور نتائج انتخابات الرئاسة الفلسطينية.