عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في رسالة وجهها الى القمة العربية في تونس موقف بلاده حيال مستجدات الوضع في المنطقة، وشدد على معارضة موسكو أي خطوات منفردة في الشرق الاوسط، معتبراً انها لن تسفر عن تسوية شاملة للصراع العربي - الاسرائيلي ودعا الى انسحاب اسرائيل من الاراضي السورية المحتلة وتسوية النزاع مع لبنان، فيما شدد على تطابق مواقف روسيا مع الدول العربية ازاء مستقبل العراق. وأعرب بوتين في الرسالة التي وجهها الى القادة العرب المجتمعين في تونس عن قلق بلاده العميق حيال تصعيد الموقف في الاراضي الفلسطينية وقال ان روسيا تتابع بقلق عدم الشروع في تطبيق خطة "خريطة الطريق" التي وصفها بأنها "برنامج للتسوية لا بديل عنه" ودعا الى تكثيف الجهود المشتركة لدفع الاوضاع في المنطقة. واعتبر بوتين ان "أي خطوات منفردة للحل لا يمكن ان تشكل اساساً لتسوية نهائية قابلة للحياة" ودعا الى الشروع بحوار مباشر من اجل التوصل الى اتفاقات مقبولة من الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي، معتبراً انها ينبغي ان تقوم على انهاء الاحتلال وقيام دولتين فلسطينية واسرائيلية تعيشان بحدود معترف بها على اساس قرارات مجلس الامن رقم 242 و338 و1397و1515. وشدد الرئيس الروسي على ضرورة دفع المسارين السوري واللبناني، وأكد في رسالته على انه "لا يمكن الحديث عن تسوية شاملة في المنطقة من دون الانسحاب من مرتفعات الجولان المحتلة والتوصل الى حل للنزاع مع لبنان في المنطقة الحدودية". ولفت بوتين الى ان روسيا "لها مصلحة اكيدة بضمان الامن والاستقرار في العالم العربي" وتمكنه من دفع مسيرة الاصلاح والازدهار، مشيراً الى استعداد بلاده دعم اي مبادرات تنطلق من المنطقة نفسها وتراعي خصوصيتها ومصالحها واحتياجات شعوبها. وحول الملف العراقي شدد الرئيس الروسي على ان بلاده تشاطر الدول العربية رؤيتها لمستقبل العراق "كدولة ديموقراطية مستقلة مزدهرة تعيش بأمن وسلام الى جوار جيرانها"، وأكد ان روسيا تدعو بحزم الى احترام حقوق الانسان ومختلف الاقليات والقوميات في العراق. ودعا بوتين الى تكثيف الجهود لتمكين العراقيين من استعادة السيطرة على بلادهم، مشيراً الى ان عملية التسوية السياسية التي بدأت مع اقرار القانون العام "ما برحت في بدايتها الأمر الذي يتطلب زيادة الجهود من اجل تحقيق اجماع شعبي عراقي يحظى بدعم دولي واسع". وأكد استعداد بلاده مواصلة جهودها للمساعدة في تسوية الوضع في العراق، مشددا على ضرورة ان تكون الاممالمتحدة "الشريك الاساسي للعراقيين بعد انهاء مرحلة الاحتلال". وفي الاطار ذاته شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على اهمية "عدم السماح بتحويل العراق الى مركز لتفجير الازمات في المنطقة" ولفت في مقابلة نشرتها امس صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية الى ان التدهور الحالي في العراق يهدد بتحويله الى مركز متفجر في الشرق الاوسط، وقال ان "موسكو لا تتمنى، لهذا السبب، ان يهزم التحالف في العراق". وشدد الوزير على ضرورة مساعدة كل القوى العراقية بما فيها المعارضة من اجل الشروع في حوار شامل لتشكيل حكومة موقتة بصلاحيات واسعة تمكنها من تحمل مسؤوليات السيطرة على الوضع بعد تسليم السلطة نهاية الشهر المقبل والتحضير لانتخابات عامة يمكن ان تنظم "بعد عام اوعام ونصف عام على الأكثر".