يبدأ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم جولة في منطقة الشرق الاوسط يزور خلالها الاردن واسرائيل والاراضي الفلسطينية. وتهدف الجولة الاولى للوزير الروسي بعد الانسحاب الاسرائيلي من مناطق فلسطينية الى دفع الاتصالات بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي واستكمال التحضير لمؤتمر حول الشرق الاوسط اعلنت روسيا عن رغبتها في استضافته الشهر المقبل. وقال الناطق باسم الخارجية الروسية ميخائيل كامينين ان محادثات لافروف ستتركز على الوضع في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً انها تأتي في مرحلة وصفها بأنها"مهمة جداً ودقيقة بالنسبة الى العلاقات الفلسطينية - الإسرائيلية"، مشيراً الى اهمية"عدم تجاهل الدافع الإيجابي الذي قدمته عملية سحب القوات والمستوطنات الإسرائيلية من قطاع غزة وجزء من الضفة الغربية". واكد كامينين تمسك موسكو بضرورة عدم السماح بتكرار نشوء جو من عدم الثقة وتصاعد العنف، مشيراً الى ان لافروف سيحض الطرفين على توفير الظروف المناسبة للتقدم إلى امام على أساس"خريطة الطريق"التي وصفها بأنها"تبقى الخطة التي لا بديل لها والتي حظيت بالإجماع الدولي"من أجل تحقيق تسوية شاملة وعادلة للنزاع العربي - الإسرائيلي. وكان الكرملين استبق زيارة لافروف الى المنطقة بالشروع في تحرك يهدف، بحسب مصادر ديبلوماسية، الى"تحريك عملية السلام من حال الجمود التي وصلت اليها"، ووجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاسبوع الماضي رسالتين حملتا هذا المضمون الى كل من الرئيس الاسرائيلي موشيه كاتساف والفلسطيني محمود عباس. وشدد كامينين امس على ان الجولة الحالية للوزير الروسي تعتبر"جزءاً مهماً من الجهود التي يبذلها الرباعي الدولي"لجنة الوسطاء الدوليين للتسوية في الشرق الأوسط والتي تضم روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وهيئة الأممالمتحدة. واعتبر ان من اهم الأولويات خلال المرحلة الحالية الشروع فوراً في تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في قمة شرم الشيخ في شباط فبراير 2005 وبرنامج التنمية في الأراضي الفلسطينية الذي أعده المندوب الخاص للجنة الوساطة الرباعية جيمس وولفينسون. ولفت الى ان تحقيق ذلك يتيح الشعور بظهور تحولات نحو الأفضل بالنسبة الى الفلسطينيين والإسرائيليين، سواء في مجال الأمن أو في المجالين الاجتماعي والاقتصادي. واضاف ان من الضروري توفير الظروف المناسبة للقيام بخطوات جديدة وفقا ل"الخريطة"بما في ذلك من ناحية إقامة التعاون الإقليمي، مشدداً على الاهمية القصوى التي توليها موسكو للمبادرة الخاصة بعقد لقاء في روسيا للخبراء على مستوى رفيع لمناقشة شؤون التسوية في الشرق الأوسط. ولفتت مصادر روسية الى ان الاوضاع الاقليمية ستشغل حيزاً مهماً من المناقشات، خصوصاً ما يتعلق بالوضع حول سورية ولبنان والملف العراقي. ومن المقرر أن يبحث لافروف في هذه الجولة أيضاً شؤون العلاقات الثنائية الروسية - الإسرائيلية، والروسية - الفلسطينية، والروسية - الأردنية. الى ذلك، غزة -"الحياة"، قال وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني الدكتور ناصر القدوة في بيان امس ان الرئيس محمود عباس سيستقبل لافروف اليوم في رام الله وسيطلعه على نتائج زيارته الى واشنطن ولقائه الرئيس جورج بوش وعدد من المسؤولين الاميركيين الآخرين، كما سيضعه في صورة آخر المستجدات في المنطقة في ضوء الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة.