لا شك في أن صوت فلة الجزائرية أصيل وقادر على تأدية كل الألوان الغنائية... في شريطها الأخير، وقفت معترضة على حال الأغنية العربية وصرخت:"المغنى صاير عجباً". وفي حديثها إلى"الحياة"، تعترف فلة بأنها لم تغن يوماً لعارضة الأزياء بل المرأة العربية التي تضحي وتكافح، وتتحدث عن تحدياتها ومشاريعها وأعمالها المقبلة. لماذا أصدرت ألبومك الطربي"أهل المغنى"في عصر يعتمد على الأجساد والإثارة؟ - لأن حال المغنى صار يرثى لها في هذه الأيام، لذا قررت أن أوجه تكريماً لعمالقة الطرب، ورسالة لفناني اليوم، أتوسلهم فيها العودة إلى الأصالة والأغنية الجادة. تكتبين وتلحنين لنفسك منذ بدايتك، كيف تتجددين مع العصر؟ - أتمنى أن أكون متجددة. في البداية، جاءت التجربة ناجحة حينما كنت في الجزائر. غنيت التراث وعشت مواقف حقيقية، وهذا ما دفعني لأكتب عن المجتمع الجزائري والطفل والمرأة العربية المعروفة بتضحياتها. لم أتوجه يوماً إلى عارضة الأزياء، بل إلى الوالدة التي تسهر وتتعب وتضحي. يقال إن العارضات اللواتي يغنين يعتبرهم الناس"غير شكل"في الفن، ما رأيك؟ - من الجميل أن تهتم المطربة بأناقتها وشكلها ولكن ليس على حساب الصوت. أنا أحب ديانا كرزون بكل ما فيها من فن وصوت جميل وشكل. يجب أن يكون لدى المطربة شيء، من الجميل أن يكون هناك صوت وصورة وليس أن تكون صورة جميلة تشكل عقدة لدى الكثير من نساء مجتمعنا العربي، وهاجساً لرجالنا. هل كان جورج مردروسيان راضياً على ما أضفته إلى أغنية"أهل المغنى"؟ - بالطبع فهو ملحن الأغنية وصفوح شغالة كاتب الكلمات ونحن فريق عمل، يسمّعني اللحن وأعيده إليه، فحين أجد فكرة ما أضيفها بالتوافق مع الفريق، لأن العمل بيننا جماعي. ما الهدف من تصوير أغنية"أهل المغنى"ضمن أجواء الغرب الأميركي؟ - لو قدمتها عبر جملة طربية وسط هذه الزحمة، كانت ستمر مرور الكرام. لذا بحثت عن توزيع غربي غريب، وفضلت وضع الأحصنة والتنغيم الغربي. دمجت الموسيقى الشرقية مع صوتك الطربي وأدخلت بعض الجمل الغربية، هل تتكلمين عن واقع الفن الموجود حالياً، أقصد أن كل شيء بات خليطاً؟ - كنت أريد تنفيذ الأغنية في هذه الطريقة ولكني لم اكن أعرف أنها تحتل المراتب الأولى في الإذاعات. وسعدت بها لأن فكرتي وصلت إلى كل الناس حتى الأطفال. هوليوود الشرق كيف تقومين انطلاقتك من لبنان؟ - أعتقد أن اختياري الى المجيء إلى لبنان كان من أهم الخطوات التي قمت بها في حياتي. لبنان هو بمثابة هوليوود الشرق، وهو يحتل موقع الصدارة العربية في مجال الموضة والأزياء والإعلام وغيرها... في لبنان كما في تونس جمهور يسمع جيداً... عندما أنجز أغنية أسمعها إلى جيراني اللبنانيين ويعطونني رأيهم. شخصياً، أرى أن انطلاقة الفنان الحقيقية يجب أن تكون من لبنان. أين فلة من الخليج؟ - قدمت أغنية اسمها"ع الله"وفي المستقبل سأقدم ألبوماً خليجياً صرفاً، سيكون من إنتاج"روتانا"وسيشرف عليه سالم الهندي. كما اتفقت مع صلاح الشهري على التحضير. أولاك الإعلام أهمية كبيرة، إلى م تولينه أهمية؟ - عندما أخرج من الاستوديو لا احمل همّ شركة الإنتاج للترويج الإعلامي بل الإعلام وكيفية التعاطي معه، فهو يساند الفنان ويتابعه، لذا عليّ أن أعطيه حقه. وبرأيي أن الإعلام المكتوب يوصل الفنان أسرع من البث التلفزيوني. أين أنت من الاشاعات، وهل تهتمين بها وتردين عليها؟ - أهتم بما يطلق عليّ من اشاعات لكنني لا أرد عليها ابداً بالقول بل عبر الاهتمام بعملي. حينما يكتب نقد عن عمل لي أهتم بتوجهه، فهو قد ينبهني إلى خطأ لم انتبه إليه. أما الاشاعات فتضحكني. هناك اشاعة تقول إن فلة على علاقة حب مع موسيقي عراقي، ما ردك؟ - ولمَ لا، يا ليت إذا لم يحب الفنان لا يبدع، الاشاعة ليست حقيقية لأننا كلنا في الوسط الفني زملاء، وإذا حصل فلم لا؟ هل تجدين أن نفسك مقلة في الحفلات؟ - لم يعد الجمهور هو من يطلب الحفلات بل شركات الإنتاج. وحضوري جيّد في حفلات الصيف، وأكبر دليل مشاركتي هذا العام في قرطاج. هناك بعض المطربات يعتمدن على الحفلات الخاصة أو حفلات المطاعم بينما فلة لا تعتمد إلا على المسرح. لماذا؟ - لا أرفض الحفلات المحترمة التي تستقطب جمهوراً كبيراً، ففي الحفلات الصغيرة التي ذكرت هناك بقشيس وصحون. أنا أفضل المسرح لأنني ارتاح فيه وأحبه, أتفاعل مع الجمهور في شكل إيجابي محبب إلى قلبي.