أعطى العاهل المغربي الملك محمد السادس، إشارة البدء في بناء قرية تكنولوجية خاصة بالإنترنت وتقنيات الاتصال الحديثة، في منطقة"سلا الجديدة"، بالقرب من الرباط، على مساحة 700 هكتار وبكلفة تقدر بنحو 300 مليون دولار. وتُخصص القرية الإلكترونية التي ستقام على شكل استوديوهات عالية التجهيز، لاستقبال مشاريع لها علاقة بالإعلام، والاتصال، والإنتاج التلفزيوني، وخدمات الإنترنت والبرمجة، والافشورينغ، وباستطاعة القرية توفير العمل لنحو 12 ألف شخص من ذوي التخصصات التقنية العالية. وقال وزير الشؤون الاقتصادية رشيد الطالبي العلمي ل"الحياة"ان القطاع التقني الجديد في الرباط، سيمكن من تطوير المهن المرتبطة بالتقنيات الحديثة للاتصال، التي يسجل فيها المغرب فائض قيمة، بفعل إقبال الشباب على هذه التخصصات". وستقام إلى جانب القرية الالكترونية، جامعة للبحث العملي، للتحول من بلد مستعمل إلى بلد منتج لتكنولوجيا المعلومات. وسيسعى المغرب إلى استقطاب استثمارات أوروبية وعربية وأميركية في المشروع، خصوصاً في مجال قاعات الاتصال عن بعد افشورينغ وتقنيات الإنترنت والتطبيقات، والفضائيات، والوسائط المتعددة. وقال الوزير المغربي، ان المشروع قد يكون جاهزاً للعمل بعد عامين، وهو يطل على نهر"أبي رقرار"الذي يستقطب استثمارات سياحية وعقارية تزيد قيمتها عن ثلاثة بلايين دولار، منها بليونا دولا تنفذهما مجموعة دبي القابضة الإماراتية. وقالت المصادر، ان شركة"ماروك هوتيلز أند فيلاج"، أحد فروع صندوق الإيداع والتدبير"سي دي جي"هي التي ستنفذ المشروع. وتخطط الحكومة لتوفير 80 ألف فرصة عمل جديدة في قطاع التكنولوجيا الحديثة، بعد نجاح تجربة تعميم الخليوي، وتجهيز المدارس والجامعات بمئات آلاف الحواسيب المرتبطة بالإنترنت، كلفتها 120 مليون دولار. يذكر انه يوجد أربعة ملايين مستعمل للإنترنت "دي سي إل"-في المغرب، و12 مليون مشترك في خدمات الهاتف الخليوي، وتشمل الشبكة المغربية 3500 موقع إلكتروني، تغطي 45 مليون صفحة تفاعلية. ويستورد المغرب 520 ألف جهاز كومبيوتر سنوياً، بعد تراجع الأسعار في السنوات الأخيرة وخفض الرسوم الجمركية.