في الوقت الذي رفع حزب الخضر في إسبانيا حدة الجدل في شأن ما أطلقت عليه تسمية"الطائرات السجون"الأميركية التي مرت عبر مطارات إسبانية واتهم الحكومة بإخفاء المعلومات المتعلقة في هذا الإطار، اختارت الحكومة الاشتراكية وزير خارجيتها ميغيل أنخيل مورانينوس للمثول أمام المجلس النيابي الخميس المقبل، لتوضيح مسألة عبور هذه الطائرات التي يشتبه في نقلها في شكل غير شرعي موقوفين إسلاميين ل"تأديبهم والتحقيق معهم في دول أوروبية وعربية وإعادتهم إلى معسكرات الاعتقال". وتوسّع النقاش ليشمل قاعدة"مورون"الأميركية قرب إشبيلية جنوب وتبيّن أن السلطات تجهل هويّة ركاب الطائرات التي تحط فيها أو تقلع منها. ويبدو أن السلطات الأميركية أبلغت إسبانيا بعبور 138 رحلة لطائراتها عبر مطار بالما دي مايوركا في جزر الباليار خلال عام 2004، عهد حكومة خوسيه ماريا أثنار، باستثناء طائرات عسكرية قليلة. واتضح أن الرحلات تلك كانت تعود لطائرات خاصة استأجرتها شركات حكومية أميركية. وعلى سبيل المثال، يشتبه في أن طائرة من طراز"غولفستريم"يملكها فريق البيسبول"ريد سوكس"أقلعت في السابع عشر من شهر شباط فبراير 2003 من قاعدة رامستاين الأميركية في ألمانيا وعلى متنها الإمام المصري المقيم في إيطاليا حسن مصطفى أسامة نصر"أبو عمر"والذي اختطف من أحد شوارع مدينة ميلانو الإيطالية ونقل إلى مصر. واختفى أبو عمر حتى العشرين من نيسان أبريل 2004، تاريخ اتصاله بزوجته من الإسكندرية وطلب منها 200 يورو وتكتماً تاماً على الاتصال، بعد تعرضه ل"التأديب من طريق الضرب"في قاعدة أفيانو الإيطالية. ثم أودع سجن طورا في مصر. ومرّت الطائرة أربع مرات ما بين أيار مايو وأيلول سبتمبر 2004 فوق جزر الباليار. وفي وقت تدرس سلطات ميونيخ القضائية طلب مساعدة إسبانيا للتحقيق في عملية خطف مواطنها اللبناني الأصل خالد المصري ونقله عبر طائرة أميركية مرت فوق بالما دي مايوركا من أو إلى أفغانستان، ثم إطلاق سراحه على الحدود الألبانية مع مقدونيا في 29 أيار مايو 2004 بعدما ملّت انتظار ردّ من مقدونيا أو الولاياتالمتحدة على هذه القضية، أكد المدعي العام الإسباني الذي كان طلب قبل سبعة أشهر من الاستخبارات إجراء تحقيق سري وعميق في القضية، انه لن يدخل على خط الادعاء في الوقت الحاضر،"لأن مسيرة التحقيق جارية"، في حين طلب من نظرائه المدعين العامين تزويده بمعلومات عن الموضوع. يذكر أن وزارة الخارجية طلبت في الربيع الماضي من الأميركيين توضيحات في شأن الرحلات. ويملك الوزير موراتينوس، إضافة إلى المهمة الصعبة، معلومات كافية أكدها وزيرا الدفاع والداخلية سيقدمها إلى البرلمان لا سيما أنه اجتمع في مدريد أمس مع دان فريد مساعد وزير الدفاع الأميركي للشؤون الأوروبية الموجود بزيارة مبرمجة مسبقاً، وربما يكون أطلعه على أمور جديدة غير تلك التي زوده بها وزيرا الداخلية والدفاع اللذان نددا ب"عدم شرعية ما جرى"في وقت أكدا فيه"ضرورة توضيح الأمور في ظل دولة المؤسسات".