آي بود نانو" iPod Nano. انه المبتكر الاحدث راهناً في سلسلة مشغلات الموسيقى المعروفة"آي بود"التي تنتجها شركة"آبل"للكومبيوتر. يشي الاسم بشيء ما صغير جداً، لأن كلمة لفظة"نانو"تشير الى جزء من الالف من المليون. ويبدو اشبه بقلم للجيب. واضافة الى كونه مُشغّلاً للموسيقى الرقمية، فإنه يستطيع تسجيل الاصوات، وتخزين الصور. وقد انزلت الشركة اجهزة تتفاوت سعة القرص الصلب فيها بين 526 ميغابايت نصف غيغابايت و4 غيغابايت. ويعتمد الجهاز على تقنية الفلاش Flash في تخزين المواد التي توضع عليه. ويتعامل بسهولة مع منفذ"يو اس بي 2"USB 2، ما يسهل نقل ملفاته الى الكومبيوتر من نوعي ماك وبي سي وبالعكس. وقد بيع بقوة في الاسواق العالمية، التي وصل اليها قبل بضعة ايام، ما يشير الى نجاح رهان شركة"آبل"على أجهزة الموسيقى وانتشارها، خصوصاً بين اوساط الشباب عالمياً. وفي القلب من هذا الرهان، يقف ستيف جوبز، المهندس الاسطوري لكومبيوتر"ماك"، وصاحب فكرة مشغلات الموسيقى التي تعمل بتقنية فلاش. يعرف صُنّاع الكومبيوتر ستيف جوبز باعتباره من المُبدعين الكبار. لقد ابتكر كومبيوتر ال"ماك"، الذي صار اسماً لثورة الكومبيوتر والمعلوماتية في العالم. ودخل في منافسة قوية مع الكومبيوترات التي يديرها نظام"ويندوز"، التي تمكنت لاحقاً من اكتساح السوق. وراهناً، يعرف جوبز باعتباره المبتكر الذي وضع أسس جهاز"أي بود"iPod، المتخصص بموسيقى"ام بي 3"MP3. وسرعان ما صار مُشغل الموسيقى الرقمية الاكثر مبيعاً عالمياً. ويتحدث عن تجربته مع"أي بود"، فيقول:"كنّا قرّرنا أنّ جهاز"أي بود"كبير للغاية ما يحول دون إبقائه مجرد تابع في عالم"ماك". وتبيّن لنا أنّه قرار صائب. وبعد أقلّ من سنة على تبني هذه الفكرة، وصلنا الى الجهاز رقم مليون! ولم يكن ذلك ليتحقّق من دون سوق"ويندوز". ونذكر كومبيوتر"ماك"لأنّه شكّل لفترة معينة، ذروة التطوّر بالنسبة إلينا. وحين مررنا بأوقات عصيبة في قطاع التكنولوجيا المقصود سقوط اسهم شركات الكومبيوتر والاتصالات في ربيع العام 2000، توجّهنا إلى المستثمرين قائلين: سنمضي المزيد من الوقت في قسم الأبحاث والتطوير لنبتدع طريقاً خاصّة بنا تخرجنا من هذه المحنة. وأنجزنا ذلك. وعانينا صعوبات كثيرة. وأذكر في الصيف الذي تلا هذه الخسارة، ألغت كلّ شركة تقريباً في وادي السيلكون برنامجها الخاصّ بالمتدربين. وكانت تلك البرامج حقلاً لاختيار المزيد من الايدي الكفيّة والعقول المبدعة. غير أنّنا كنّا الشركة الكبرى الوحيدة التي حافظت على برنامج المتمرّنين تلك السنة، ما يدلّ الى طبيعة تفكيرنا. وفي تلك السنة عينها، ظهرت الافكار الاولى لمنتجات عدة، أذكر منها"أي بود"و"أي تيونز"، ولبرامج مثل"فاينال كات برو"و"أي لايف". لقد تفتّحت براعم كثيرة خلال تلك المرحلة المملوءة بالشكوك".