بلغت الحملة الانتخابية لمرشحي الأحزاب في الانتخابات العامة الألمانية ذروتها، وصعّد زعيم الحزب الاشتراكي الديموقراطي المستشار الألماني غيرهارد شرودر وزعيمة الحزب المسيحي الديموقراطي أنجيلا مركل لهجتهما، قبل أن يتوجه الشعب الألماني اليوم إلى صناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتهم في الانتخابات العامة. وتعهد المتنافسون مواصلة حملاتهم حتى لحظة إغلاق صناديق الاقتراع. وفي حديثه أمام آلاف المؤيدين في ساحة غيندارمينماركت، هاجم المستشار الذي قاد المعارضة الأوروبية للحرب على العراق منافسته المحافظة أنجيلا مركل لمساندتها العمل العسكري الأميركي ضد العراق. وحذر من أن مركل لن تصمد أمام الضغوط وسترسل قوات إلى مناطق صراع مثل العراق. ودافع شرودر عن علاقاته الوثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اعترف بأنها أثارت انتقادات. وقال إن"ملايين وملايين من الروس ماتوا بسبب حروب بدأها الألمان. وأريد أن تكون لنا علاقات مع الروس مثل تلك والتي علاقاتنا مع فرنسا التي نشكر الله عليها". وركز شرودر على ما وصفه بالجوانب السلبية للعالم"الانغلوساكسوني". وقال أمام مبتهجين من أنصار حزبه"ماذا عن الفقر الحقيقي في العمر المتقدم؟ هذا يمكن دراسته في الولاياتالمتحدة أيها السيدات والسادة". وتجدر الإشارة إلى أن شرودر الذي تشير استطلاعات الرأي إلى ضعف فرصته للفوز بإعادة انتخابه في انتخابات اليوم، تمسك بموضوعات تميل لليسار في كلمته التي استمرت 40 دقيقة. وهاجم شرودر شركات نفطية كبيرة بسبب استغلالها الإعصار كاترينا في الولاياتالمتحدة كذريعة لرفع أسعار النفط على حد قوله. مركل ووجهت مركل انتقادات قوية إلى شرودر في شأن الملف الاقتصادي أمام حشد في برلين مساء أول من أمس، قبل 36 ساعة فقط من الموعد المقرر لإجراء الانتخابات العامة الألمانية. واستندت المرشحة الشرسة التي أظهرت استطلاعات الرأي أن تحالفها الانتخابي ربما يفوز بغالبية ضئيلة، إلى إحصاءات اقتصادية تلو الأخرى لدعم حجتها بأن الحزب الاشتراكي الديموقراطي أساء إدارة الاقتصاد الألماني خلال سبع سنوات في حكم البلاد. وقالت:"هناك 40 ألف حالة إفلاس في السنة كما أن معدل البطالة يقترب من خمسة ملايين عاطل، أضف إلى ذلك أن ألمانيا تقترض 40 بليون يورو سنوياً". وأشارت إلى أن ألمانيا كانت أكدت على المعايير التي حددها الاتحاد الأوروبي والخاصة بمعاهدة الاستقرار لدول منطقة اليورو ولكنها حالياً في مؤخرة هذه الدول. وقالت مركل:"كنا من شكك في اليونانيين والإيطاليين ولكننا الآن محط الانتقاد في بروكسيل". وأوضحت مركل أن تحالفها سيستعيد تقاليده المسيحية في مواجهة العولمة. ولكنها أضافت أنه يجب توفير الظروف الاقتصادية المؤاتية. وهذا يتضمن خفض معدلات الضرائب على الدخل. الخروج من أفغانستان ونقلت صحيفة"كولينر شتات انستايغر"الألمانية عن النائب البرلماني في حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي فيلي فيمر قوله انه يجب استدعاء القوات الألمانية من أفغانستان لتجنب سقوطها في مستنقع. وقال هو وزير الدولة السابق في وزارة الدفاع:"هدفنا يجب أن يكون إخراج القوات الألمانية من أفغانستان وإعادتها إلى البلاد في أسرع وقت ممكن قبل أن تغوص في المستنقع الأفغاني". وأضاف فيمر:"البشتون يقاتلون من اجل أهداف عرقية وليس بأساليب ديموقراطية"، في إشارة إلى اكبر الجماعات العرقية في البلاد والتي ينحدر منها الرئيس حميد كارزاي. وتعد ألمانيا اكبر المساهمين في بعثة حفظ السلام التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان والمكونة من 10 آلاف جندي إضافة إلى قوة منفصلة غالبية أفرادها من القوات الأميركية المقاتلة. ومن المقرر أن يتخذ البرلمان الألماني قراراً في وقت قريب في شأن اقتراح بزيادة عدد الجنود الألمان العاملين في أفغانستان إلى نحو 3 آلاف بدلاً من الفين و250 جندياً. وكانت حكومة شرودر أول حكومة ألمانية تنشر قوات ألمانية خارج البلاد منذ الحرب العالمية الثانية.