عزا عدد من المحللين الماليين في السعودية عدم تراجع أسهم الشركات في السوق بسبب تدافع عدد كبير من صغار المساهمين في شركة المراعي لبيع الأسهم وإقبال المستثمرين على الشركات الأخرى ضمن نشاطهم اليومي المعتاد، فلم تتأثر بقية قطاعات السوق كما حصل عند طرح أسهم الشركات التي تم الاكتتاب فيها في وقت سابق كالبلاد واتحاد الاتصالات والتعاونية. وقال مدير إحدى صالات تداول الأسهم محمد المرجان إن عدم تراجع السوق بسبب تدافع مساهمي المراعي للبيع، يعود لقلة المكتتبين بسبب سعر السهم المرتفع الذي بلغ 512 ريالاً، إضافة للوعي المتنامي لدى شريحة كبيرة من المتداولين الذين لم ينشغلوا بالمراع، وإنما استفادوا من العامل النفسي الذي تشهده السوق بسبب استمرار ارتفاع أسعار النفط وتدفق السيولة، خصوصاً بعد طرح"المراعي"حيث شهدت تداولات أمس ارتفاع جميع القطاعات بدون استثناء مع توقعات بارتفاعات أخرى. كما تأثرت السوق في شكل إيجابي مع طرح المراعي بتسرب أنباء أمس لكبار المتداولي، عن أخبار متفائلة لعدد من الشركات التي سجلت خسائر في قوائمها المالية لهذا العام وأنها بصدد الإعلان عن مشاريع توسعات جديدة ستساهم في تحقيق عوائد مجزية لتلك الشركات. يشار إلى انه بدأ أمس تداول أسهم شركة"المراعي"التي أدرجت ضمن قطاع الصناعة وافتتح السهم بسعر 870 ريالاً وارتفع إلى 912 ريالاً ثم بدأ بالنزول بسبب كثرة عروض البيع وقلة طلبات الشراء بسبب ارتفاع سعره وسط توقعات باستمراره في الهبوط ليُجرى تجميعه من جانب كبار المستثمرين في محاولة لدفعه الى الارتفاع مجدداً، خصوصاً أن الشركة لديها العديد من الحوافز ومنها تحقيق أرباح تاريخية وتوسيع خطوط الإنتاج وتملك شركة ألبان الرياض. وأعلنت فروع المصارف السعودية المنتشرة في شوارع مدينة جدة أمس الاستنفار والطوارئ بعد توافد مئات الأشخاص الى صالات الأسهم باكراً، لتنفيذ عمليات بيع لأسهم شركة المراعي. وشملت حالة الطوارئ التي أعلنتها فروع المصارف إغلاق البوابات أمام العملاء بعد أن امتلأت صالات الأسهم، وفتحت مخارج الطوارئ التابعة للفرع، إضافة إلى طلب النجدة من الدوريات الأمنية لفض الاشتباكات. وتسبب ذلك في تدافع المواطنين أمام البوابات الخاصة بالفروع في إحداث حالة من الفوضى، وتعالت الأصوات لتعلن بدء المشادات الكلامية بين المواطنين من جهة، والعاملين في المصارف من جهة، ما أدى إلى تطور بعضها لتصل إلى التشابك بالأيدي. وأثناء تلك الأجواء رصدت"الحياة"تعرض حارس أمن في أحد المصارف للضرب من أحد المواطنين الراغبين في الدخول عنوة إلى صالة الأسهم التي اكتظت بالعملاء، مما أدى إلى إغلاق البوابات وتوزيع استمارات البيع خارج المبنى ومن ثم جمعها بعد ملء البيانات.