حسناً فعل مهرجان"أيام الفيلم الوثائقي"الذي أقيم في بيروت قبل فترة، عندما كرّم المخرج المخضرم برهان علوية. وأيضاً حسناً فعل القيمون على مسرح المدينة قبل أيام حين عُرضت خمسة افلام لعلوية روائية ووثائقية ضمن إحدى تظاهرات المسرح بعنوان:"برهان علوية... اللقاء". ذلك ان الجانب الوثائقي من سينما علوية لا يزال شبه مجهول لدى الاجيال الجديدة التي باتت تعرف الكثير عن افلامه الروائية مثل"كفرقاسم"وپ"بيروت اللقاء" وعن مشاريعه التي لم تنجز بعد أو التي لم تر النور اصلاً مثل العمل الذي لا يزال يشتغل عليه"الحب مرّ من هنا"، أو سيرة"جبران"التي يحضر لها منذ سنوات عدة. فعلوية حقق أفلاماً وثائقية مميزة طافت في مهرجانات كثيرة وحققت نجاحات كبيرة، لعل أبرزها"سد أسوان"وپ"لا يكفي ان يكون الله مع الفقراء"، ناهيك عن اعمال له تتأرجح بين الروائي والتسجيلي في شكل خلاق "رسالة من زمن المنفى"وپ"رسالة من زمن الحرب". والحقيقة ان تكريم علوية على هذا النحو يذكرنا بنجاحات حققها هذا النوع السينمائي الوثائقي من إنجازات مارون بغدادي، الى أعمال أكرم زعتري فاز بالجائزة الكبرى في مهرجان"الاسماعيلية"الدولي في مصر قبل ثلاثة أعوام، وصولاً الى النجاح الذي حققه، لدى الأرمن الاميركيين فيلم انتجته محطة"أل بي سي"من إخراج كارمن لبكي عن"أرمن لبنان". وفي هذا الإطار نذكر ان معظم الأسماء اللامعة في تاريخ السينما اللبنانية منذ العام 1975، حقق اصحابها أفلاماً وثائقية مهمة، بل إن رندة الشهال التي تصر على تجربة حظها في السينما الروائية، وصلت الى افضل مستوياتها الفنية في فيلم وثائقي هو"حروبنا الطائشة"وليس في أي من افلامها الروائية. وهنا، في سياق هذا الحديث عن السينما التسجيلية، لا بد من التوقف عند الظاهرتين الابرز في مسار هذه السينما في لبنان: جان شمعون بأفلامه العديدة والمميزة منفرداً، منذ العام 1976، ثم شراكة مع زوجته مي المصري، خلال ما لا يقل عن عشر سنوات حققا خلالها أفضل ما حقق في لبنان في هذا المجال، قبل ان يعودا ليستقل كل منهما بعمله، فيتجه شمعون، بعد عمل مميز هو"رهينة الانتظار"ناحية السينما الروائية "طيف المدينة". وتحقق مي مصري أفلاماً عدة عن نابلس واطفالها ومخيم شاتيلا واهل المخيمات في شكل عام... في اعمال لفتت العالم ونالت جوائز عدة احتسبت لفلسطين كما احتسبت للبنان. وآخر اخبار الثنائي شمعون / مصري، هو اشتراكهما معاً في فيلم ينجزانه حالياً هو في الإنتاج والإشراف العام، وهي في الإخراج، عن شباب انتفاضة"14 آذار"التي تابعتها كاميراهما يوماً بيوم طوال اسابيع عدة.