لا تزال الفنانة الإماراتية رويدا المحروقي تحصد نجاح ألبومها الأخير من اأنتاج شركة"روتانا". وتحضّر حالياً لألبومها الجديد الذي تغني فيه لأول مرة باللهجة المصرية، وهو ما تعتبره تجربة جديدة تخوضها لتثبت قدرتها الفنية ولتزيد من إنتشارها في العالم العربي. آثرت رويدا البحث عن النجاح أينما تعتقد أنها قد تجده، وتبحث عن الأفضل في اختياراتها، ولمعرفة المزيد من طموحاتها التقتها"الحياة"في بيروت حيث شاركت في برنامج تلفزيوني، وكان معها هذا اللقاء. هل أنت راضية عن ألبومك الأخير"أقلك شي"؟ - الحمد لله. أرى أن صدى العمل كان إيجابياً. قد يحتاج الألبوم إلى أغنيتين إضافيتين أقوى أو قد أشعر بعد فترة بأن أدائي يجب أن يكون أفضل، وهذه مسألة طبيعية. لكنني، في شكل عام، راضية عن العمل ككل. علماً أن أكثر من أغنية لاقت النجاح، خصوصاً الأغنيات التي صورت على طريقة الفيديو كليب، وهي"غريب الطبايع"، و"اللي مثلك"و"اقولك شي". وقد تعاونت للمرة الأولى مع الملحن مشعل المانع، وللمرة الثانية مع الملحن نزار عبدالله والفنان فايز السعيد. وكانت لدي مجموعة أغنيات من الشاعر فيصل البورسلي. وحاولت في أغنية"اللي مثلك"أن أقدم شيئاً جديداً فاختلف توزيع الأغنية بين الكاسيت والفيديو كليب. هل انتهيت من تحضيرات ألبومك الجديد؟ - أنا سعيدة بالتحضيرات ومتفائلة بها. فأنا سأقدم فيه ألواناً جديدة وإيقاعات مختلفة لم يسبق لي تأديتها. وسيتضمن العمل أغنيتين باللهجة المصرية من ألحان وليد سعد وكلمات هاني عبدالكريم وهذه المرة الأولى التي أغني فيها بالمصري، وأتمنى أن تعجب الناس. هل تجيدين اللهجة المصرية، أم لأن زوجك مصري كانت أسهل عليك؟ - ليس لأن زوجي مصري، بل لأنني كنت أرغب بأن أغني اللهجة المصرية مثلما غنيت اللهجة اللبنانية سابقاً. كان من السهل عليّ في البداية أن أغني اللهجة اللبنانية لأنني عشت في لبنان طوال أربع سنوات، أما اللهجة المصرية فقد كانت صعبة عليّ في البداية. هل تطرقين باب الأغنية المصرية لإرضاء الجمهور المصري؟ - في الحقيقة، نعم. أردت أن أوسع دائرة انتشاري كمطربة خليجية. فحتى لو كانت أغنياتي الخليجية سهلة فهي تحتاج إلى وقت طويل لتصل إليهم. ستساعدني الأغنية المصرية على الانتشار في البلاد العربية كافة، لذا تجد أن الكثير من الخليجيين يطرقون باب الغناء المصري. لن يكون هذا اللون أساسياً في مسيرتي الفنية. ولن يكون هناك ألبوم مصري صرف، ما أقدم عليه فقط من باب التنويع، وهذه حال الأغنية اللبنانية التي سيضمها الألبوم أيضاً. تعاونت مع فايز سعيد، لكن الصحافة تحدثت عن دويتو بينكما، لماذا لم تر تلك التجربة النور بعد؟ - صحيح، ربما انشغالات الطرفين هي السبب. حصلت ظروف أجلت تنفيذ الدويتو. فكل منا يصدر ألبومه في وقت مختلف وظروف عملنا لا تتوافق، وأسفارنا تؤخرنا. ألا ترين أن إنتاجك الفني قليل مقارنة مع عمرك الفني الذي بدأ يوم تخرجت في"استوديو الفن"؟ - ليس قليلاً بل اقل من القليل... لست أنا السبب بل الظروف التي واجهتها، ففي البداية تخرّجت في"استوديو الفن"وذهبت إلى الإمارات وتعاونت مع شركة"الخيول". ثم فسخت العقد معها وأخذ مني ذلك سنتين من الوقت. بعدها وقعت مع شركة"روتانا"، واحتاج تحضير الألبوم إلى سنتين... هكذا ضاعت أربع سنوات قبل أن أظهر على الجمهور من جديد. وأنا أضع بين الألبوم والثاني فترة سنتين. تلعب الظروف دورها، أحياناً يكون التقصير مني، وأحياناً من الشركة وأحياناً تشعر الشركة بأن الناس ما زالت تتفاعل مع الألبوم، فتؤجل إصدار الألبوم الجديد. ما سبب تأخر شهرتك الفنية؟ - لست أدري. أنا أقوم بواجباتي كافة، وأطرق باب التنويع الموسيقي، من الهادئ إلى الإيقاعي، حتى إنني أبحث عن الكلمة واللحن الجديدين وصورة مختلفة في الفيديو كليب. قد يكون تأخري بسبب عدم بث الفيديو كليبات على قنوات فضائيات كثيرة، فقد صار لدينا الكثير من القنوات الموسيقية وعندما يعتاد المشاهد على رؤية المطرب في شكل مكثّف، يحبه أكثر ويتابعه. أنا أقوم بواجباتي، أما الباقي فليس بيدي؟ غنيت في السابق باللغة الإنكليزية، لماذا لم تعيدي التجربة؟ كنت أوّد تكرار التجربة لكنها تحتاج إلى مجهود خاص. لم أغنِ اللهجة المصرية من قبل لأن المسألة ليست سهلة. فأنا في النهاية لست مصرية ولن أغني مثل المصريين، لذا أغنيها اليوم لألفت نظر المستمع. والأمر نفسه مع الأغنية الإنكليزية، فعندما يغني مطرب عربي أغنية إنكليزية سيلفت النظر، ولكن بشروط. فالأغنية يجب أن تكون جميلة، وتوزيعها الموسيقي مناسباً، والفيديو كليب يجب أن يكون مميزاً. درست الإخراج وتتقنين الغناء، في أي مجال تظهر بصمتك الإبداعية أكثر؟ - حالياً في الغناء، لأنها تظهر صوتي وإحساسي في شكل أوضح. الإنسان عبارة عن مجموعة مشاعر، فأحياناً يكون فرحاً، وأحياناً أخرى حزيناً، وأحياناً يعيش أجواء رومانسية ساحرة. أستطيع، كمغنية أن أظهر كل تلك الصور عبر فكرة معينة أو قصة جميلة. أما في الإخراج، فالمسألة مختلفة، أنا كنت موظفة في التلفزيون، فكنت مرتبطة بنظم وقوانين معينة، ولم أستطع تطبيق ما كنت أتخيله. لماذا لم تخوضي تجربة التقديم مع أنها عرضت عليك أكثر من مرة؟ - لم أحب الفكرة، فقد عرض عليّ قبل سنتين بأن أكون مقدمة برامج وكنت حاملاً، وكان من الصعب أن اقدم أي برنامج وأنا في هذه الحالة. أين ترى رويدا المحروقي نفسها بين مطربات الخليج؟ - في مكانها، فأنا موجودة بينهن ولكن لا أعرف حجم مكانتي. الناس هم من يحدد ذلك، حتى في الإعلام المكتوب أو الاستفتاءات، واسمي ليس موجوداً بعد. لماذا برأيك هذا الغياب؟ - هناك مشكلة، لكن لا أعرف أين هي. ربما لأنك بعيدة بعض الشيء من الإعلام؟ - أنا لست بعيدة بل قريبة جداً من الصحافيين. وعندما أطلب تجدونني حاضرة وجاهزة، إلا أنني لا أتصل بالإعلاميين وأخبرهم ماذا افعل وأين سأسافر وماذا سأشتري ولا اطلب منهم أن يصوروني. أنا لست من هذا النوع. ألا تجدي أنه من الضروري أن يعمل الفنان على نفسه؟ - هذا مفروض ولكن ليس عبر هذا الأسلوب. لكن من الصعب أن يتصل الفنان بكل الناس. المجهود الذي أقدمه يظهر من خلال العمل على الفن: اختار كلمات الأغنيات والألحان وأتابع التوزيع بنفسي وأسافر لتنفيذ الألبوم في الاستوديو وأهتم بأزيائي وأعمل على صورتي في الإعلام والتلفزيون، فيصير صعباً عليّ أن أتكلم مع الصحافيين كلهم بسبب انشغالي، وأحياناً لا أعرف كيف أصل إليهم، وفي رأيي أن هذا عمل مدير الأعمال أو المشرف الفني. لماذا لم تشاركي في مهرجان قرطاج الذي التزمته شركة"روتانا"؟ - كان من المفروض أن أشارك في حفلات قرطاج السنة الماضية وأحيي حفلة مع المطرب إيهاب توفيق، ولكن صدف أنني كنت في المطار وأبلغت أن الحفلة ألغيت ولم أحيي حفلة ثانية. لكن إطلالاتي هناك ستكون قريبة. متى سيصدر ألبومك الجديد؟ - سيصدر في الشهر الأول من السنة الجديدة. ومع الإصدار ستكون لدي إطلالات فنية وإعلامية كثيفة.