لم يكن الحدث الأبرز في عمان مساء أمس انطلاق فاعليات"مهرجان شبيب العاشر للثقافة والفنون"، وإنما غياب، أو تغييب، فنانتين"مثيرتين"كان أعلن عن إحيائهما حفلات ضمن فاعليات المهرجان. إذ أثار إعلان غير رسمي يفيد بأن المهرجان سيستضيف في نشاطاته الفنية هذا الصيف روبي وماريا ردود فعل في مجلس النواب الأردني البرلمان، تمخضت عن رفض أعضاء في المجلس، وخصوصاً نواب من الكتلة الإسلامية، حضور الفنانتين، وهو ما أكده قرار من مجلس الوزراء يقضي بمنع دخول هاتين الفنانتين الشابتين إلى المملكة ومشاركتهما في المهرجان الذي كان يركز في دوراته التسع السابقة على الفنون المحلية في شكل خاص. وبرر أعضاء في البرلمان سبب رفضهم دخول روبي وماريا إلى المملكة بالقول إن:"دخولهما يثير حفيظة مجتمع لا يتقبل هذه الموضة"، بحسب بعض النواب الذين تميّز منهم في التصدي لروبي النائب والمحامي زهير أبو الراغب الذي تعهد بأن يمنع روبي من الدخول إلى الأردن بكل الوسائل المتاحة، وأعلن أنه مستعد لخوض معركة قانونية ضد مشاركة روبي في مهرجان محلي بسبب سمعة هذه المغنية. لكن هذه الحملة التي شنها النواب الأردنيون لم تشمل"رموزاً"أخرى تنتمي إلى قماشة روبي وماريا، إذ يشارك الفنان جاد شويري،"صانع"ماريا، إلى جانب"شقيقتها الفنية"تينا في المهرجان، ما يطرح تساؤلات حول مدى الجدية في"محاربة الفن الهابط". وكان وزير الثقافة أمين محمود نفى أن تكون الوزارة أصدرت قراراً بمنع روبي في المشاركة في مهرجان"شبيب"للثقافة والفنون، قائلاً لوسائل الإعلام المحلية إن"وزارة الداخلية هي المعنية بمنع دخول أي شخص"إلى المملكة. وتأكد قبل يومين رسمياً غياب روبي وماريا عن المهرجان عندما أعلنت بدور بنت عبد الإله، رئيسة اللجنة التنفيذية العليا للمهرجان في مؤتمر صحافي عن فاعليات المهرجان الذي لا يحظى عادة باهتمام إعلامي كالذي تحظى به مهرجانات مثل سوق عكاظ وجرش والفحيص، إلا أنه كسب هذا العام وهجاً إعلامياً كبيراً بعد إثارة قضية روبي وماريا. وبدأ المهرجان الذي ترعاه الأميرة عالية بنت الحسين أمس بافتتاح ركن المعارض في المركز الثقافي الملكي، الواقع وسط عمان، ويشمل معرض صور للعاهل الأردني، ومعرضاً للفنون التشكيلية الأردنية والعربية ومعرضاً للمنتجات الحرفية واليدوية ومعرض أزياء من التراث لجمعيات المحافظة على التراث الشعبي، إلى جانب أمسية غنائية أردنية يحييها الفنانان الاردنيان سعد أبو تايه وأحمد عبندة وفرقة العقبة للفنون الشعبية والختام بعرض أزياء فلكلورية. ويشارك في الشق الفني للمهرجان إلى جانب الشويري وتينا، فنانون شبان، مثل المصري هيثم سعيد، أحد المشاركين في النسخة الأولى من برنامج"سوبر ستار"، وفرقة"واما"المصرية ودارين حدشيتي وسعود أبو سلطان وإيوان وسواهم. أما في الشق الثقافي للمهرجان، الذي يقتصر على الجانب الشعري، فيشارك فيه شعراء أردنيون وعرب، مثل طلال حيدر وعلي زين شعيب وفكتوريا سلموني من لبنان وكاظم السعدي وحازم جابر من العراق وسواهم. يذكر أن اسم المهرجان مأخوذ من قصر أثري يحمل الاسم نفسه موجود في الزرقاء شرق عمان، وكانت نشاطاته تقام هناك، وهذه هي المرة الأولى التي تنتقل نشاطات من المهرجان لتقام في عمان.