وقعت الحكومة الاندونيسية وحركة أتشيه الحرة امس، اتفاق سلام تاريخياً يهدف الى انهاء ثلاثة عقود من العنف في إقليم أتشيه. ووقع الاتفاق في هلسنكي حيث جرت المحادثات بين الجانبين منذ كانون الثاني يناير الماضي، برعاية الرئيس الفنلندي السابق مارتي أهتيساري الذي قال:"نشهد اليوم آخر مرحلة في عملية السلام، أدت إلى توقيع اتفاق تفاهم". ووقع الاتفاق من جانب الحكومة كبير المفاوضين وزير العدل وحقوق الانسان حميد اول الدين وعن الحركة مالك محمود. وشهد التوقيع أهتيساري. وتصافح الثلاثة في أعقاب التوقيع. وقال محمود بعد التوقيع إن الاتفاق يمثل وثبة إلى الأمام وإنه جرى تجاوز"أيام الظلام". وقال اول الدين:"وقعنا التزاماً من أجل التسوية السليمة. نحاول أن ننهي ما مضى وأن نبدأ مرحلة جديدة". وقتل خلال الصراع الذي بدأ عام 1976، نحو 12 ألف شخص في الاقليم الغني بالموارد الطبيعية. وكان جرى إحياء مفاوضات السلام بين الجانبين في أعقاب وقوع كارثة أمواج المد البحري العاتية المعروفة باسم"تسونامي"في السادس والعشرين من كانون الاول ديسمبر الماضي. وبحسب الاتفاق، لن يسمح بتشكيل أي حركة عسكرية اندونيسية أكبر من فصيل في اقليم أتشيه من دون ابلاغ المراقبين الأجانب. وقد يثير البند الخاص بفرض قيود على تشكيل الحركات العسكرية في الاقليم انتقادات في اندونيسيا من سياسيين قوميين وجنرالات عسكريين متطرفين عارضوا اساساً المفاوضات مع الحركة.