كشف محافظ كربلاء عقيل الخزعلي ل"الحياة"أن المسؤولين في مدينتي كربلاء والنجف سيعقدون مؤتمراً موسعاً حول الفيديرالية قبل الاستفتاء على الدستور، مشيراً الى أن تأجيل هذا المؤتمر الى ما بعد اعلان الدستور يأتي لتوفير غطاء رسمي وشرعي لاقامة النظام الفيديرالي في وسط العراق وجنوبه. كما ناقش محافظا النجف وكربلاء امكان اقامة مؤتمر مشترك يضم عدداً من مدن وسط العراق وجنوبه في أعقاب إعلان مسودة الدستور، للتفاهم حول آلية اقامة الفيديرالية في محافظات وسط العراق وجنوبه، في حال اقرارها في هذه المناطق. وفي غضون ذلك، تسلمت محافظة النجف رسمياً الملف الأمني من القوات الأميركية في استعراض عسكري وسط المدينة شاركت فيه الشرطة العراقية والحرس الوطني. وسلم قائد القوات الأميركية الملف الأمني الى محافظ النجف أسعد سلطان أبو كلل وسط حشد من المواطنين. وبذلك، تحولت القوات المتعددة الجنسية الى قوات دعم لوجستي. جلاء ذلك في وقت كشف كامران قره داغي الناطق الرسمي باسم الرئيس جلال طالباني ل"الحياة"أن الزعامات السياسية والكتل البرلمانية قدمت تنازلات لإيجاد صيغة مشتركة ترضي جميع الأطراف، مؤكداً أن الأكراد حصلوا على بعض مطالبهم، لأن تلبية جميعها باتت أمراً صعباً في المرحلة الراهنة، لافتاً الى ابتعاد الكتل السياسية عن مناقشة تفاصيل القرارات لكسب الوقت. وأوضح أن الكتل السياسية أبدت تفهماً كبيراً لمطالب الأكراد في الحصول على الفيديرالية، مشيراً الى أن الوضع الحرج الذي تمر به البلاد وضيق الوقت المخصص لإنجاز الدستور قد يؤديان الى ولادة دستور"غير متكامل". وأعلن حارث العبيدي عضو مجلس شورى"هيئة علماء المسلمين"وعضو"المؤتمر العام لأهل السنة"أن رفض الجهات السنية للفيديرالية في العراق مع أخذ خصوصية اقليم كردستان القومية والسياسية في الاعتبار، مردها"الخوف من انفصال مستقبلي للمدن العراقية عن بعضها وفتح النظام الفيديرالي المجال للتدخل الإقليمي في العراق". وأوضح العبيدي في تصريح الى"الحياة"أن اقتراح الأعضاء السنة في لجنة صوغ الدستور، جعل الحكم في العراق لا مركزياً مع الاحتفاظ بإقليم كردستان، يأتي بسبب الرغبة في ارتباط جميع المحافظاتالعراقية ومن ضمنها الشمالية بالحكومة المركزية التي تمسك بالسياسة والثروات. وأضاف أن الخصوصية القومية لاربيل ودهوك والسليمانية وانفصالها عن العراق منذ عام 1991 وتبنيها الحكم الذاتي، أوجد ضرورة سياسية لبقائها إقليماً واحداً، مبيناً أن هذا الطرح يلقى قبولاً في الأوساط الكردية والشيعية كالتيار الصدري والتركمان، فضلاً عن العرب السنة، كما يبقي الإقليم الكردي مرتبطاً بالحكومة، ما يمنع أي رغبة في الانقسام السياسي. اعتبر العبيدي أن العرب السنة، مرشحين وناخبين، جاهزون في شكل كبير للانتخابات المقبلة، لكن غالبيتهم وجزءاً كبيراً من العراقيين سيصوت ضد الدستور اذا ما تضمن اقرار الفيديراليات. وزاد أن الاستعدادات السنية للاشتراك في انتخابات العام الحالي، لا بد أن ترافقها ظروف أمنية جيدة في المدن السنية. يذكر أن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق أشرف قاضي، وعد الأطراف السنية خلال آخر اجتماع جمعهما بالسعي لدى الجهات المعنية الى التقليل في استخدام القوة العسكرية المفرطة في المناطق السنية.