أكد همام حمودي، القيادي البارز في"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"وأحد مرشحي قائمة"الائتلاف العراقي الموحد"، ان دعوة زعيم حزب"المؤتمر الوطني"أحمد الجلبي إلى تشكيل اقليم حكم ذاتي في جنوبالعراق في محافظات الناصرية والبصرة والعمارة تمثل وجهة نظره الشخصية، رغم ان هذا الطرح يلقى قبولاً لدى بعض الأوساط في"الائتلاف". وقال حمودي ل"الحياة"ان"نظام الأقاليم أو الفيديرالية الجغرافية أقرهما قانون ادارة الدولة الموقت الذي أعطى لكل ثلاث محافظات تشكيل اقليم اداري يخضع للمركز"، مشيراً إلى ان ذلك"لا يعني تقسيم العراق الى ثلاث مناطق جنوب وشمال وغرب بل اقامة نظام إداري لكل ثلاث محافظات ولاية لضمان مشاركة سياسية أوسع وتقسيم عادل للثروات". إلا انه لفت إلى ان تصريحات الجلبي ليست ملائمة من حيث التوقيت وان"الائتلاف"سيسعى أولاً إلى صوغ الدستور وتحقيق الأمن والسيادة، ثم سيطالب بحوار موسع لأعضاء البرلمان للخروج بصيغة توافقية لنظام الحكم، معتبراً ان هذه التصريحات تنسجم مع المؤتمر الذي عقد في جنوبالعراق وطالب بتخصيص جزء من ثروات المحافظاتالجنوبية لاعمال البنى التحتية وتقديم الخدمات لسكانها. وبدوره، قال وزير التعليم العالي طاهر البكاء، مرشح"القائمة العراقية"التي يترأسها أياد علاوي، ان تصريحات الجلبي لم تكن موفقة من ناحية التوقيت. واوضح ل"الحياة"ان"الجلبي لا يمثل عموم الشيعة، وهو يعزف على وتر الاهمال الذي عاشه الجنوب"، وأكد انه"ليس هناك من يمثل الشيعة كلهم أو السنة كلهم وان مقاطعة فصيل ديني أو سياسي للانتخابات لا تعني مقاطعة سنية". وأكد البكاء ان"الحديث عن تقسيم العراق على أساس مذهبي لن ينفعه وان مطالبة الأكراد بالانفصال لن تحصل إذاضمنت حقوقهم، ثم ان الشمال العراقي مغلق للأكراد بينما الجنوب يقطنه السنّة رغم الغالبية الشيعية". وزاد ان"الدستور هو الذي سيحدد نظام الحكم"، منبها الى"خطورة التعاطي بالمسميات ذات المدلول الطائفي لأن المجتمع العراقي العشائري المتعدد الطوائف والقوميات يتوزع من شمال العراق حتى جنوبه". ودعا إلى"إيجاد صيغة ادارية تضمن مشاركة واسعة ولا ترسخ المفهوم الطائفي وتحقق العدالة والمساواة للجميع." من جهتها، انتقدت"هيئة علماء المسلمين"مطالبة بعض الجهات بالانفصال على أساس"نظام الأقاليم". وقال عضو الهيئة عصام الراوي ل"الحياة"ان"المطالبين بالانفصال يبتعدون عن عراقيتهم ويتحدثون عن مصالح آنية تخدم مصالح قوات الاحتلال بعيداً من الوحدة الوطنية". واعتبر الراوي ان"تقسيم العراق إلى أقاليم أمر شديد الخطورة، خصوصاً في بلد متعدد القوميات والأديان"، مؤكداً ان طبيعة العراق الديموغرافية وتداخل المذاهب في مدنه سواء في الشمال أو الجنوب بحاجة إلى اعتماد نظام اداري لكل محافظة لوحدها وليس لمجموعة محافظات. وكان"الحزب الاسلامي العراقي"حذر من ان نظام الولايات الذي ينادي البعض به سيؤدي إلى تقسيم العراق طائفياً وليس جغرافياً وسيفضي إلى تبديد الثروات لا سيما النفط والماء. في الاطار نفسه، اعتبر المستشار السياسي ل"الحركة الملكية الدستورية"صادق الموسوي ان"استمرار المقاومة السنية سيدفع باتجاه انفصال الجنوب والشمال، لان شيعة العراق وأكراده لا يرغبون في العيش لفترة طويلة في ظل اضطرابات أمنية ووضع معيشي متدهور". واشار إلى"انعدام الحوار بين القوى السياسية والدينية وقادة السنّة الذين يقاومون القوات الأميركية ويقفون ضد الحكومة العراقية الموقتة"، وعزا ذلك الى"عدم وجود قيادة مركزية للمقاومة وتشعبها وتفرعها واختلاف توجهاتها ومطالبها، بالاضافة إلى ان دخول جماعات ارهابية خارجية، العراق أدى إلى تشويه طبيعة الرفض السني للانتخابات".